لا يكون صيامك صيامَ مَن صام عما أحل الله، وأفطر على ما حرم الله؛ بإفساد الصيام بكل قبيح من قول أو فعل. فرُبَّ صائم ليس له من صيامه إلا الجوع والعطش، ورب قائم ليس له من قيامه إلا التعب والسهر. احرص على صيانة صومك من اللغو، ولا تجهل مع الجاهلين، ولا تفرط مع المفرطين، ولْيَصُمْ سمعُك وبصرك وجوارحك عن كل ما يغضب الله عز وجل. وحافظ على ما أوجب الله عليك من أداء الصلوات مع جماعة المسلمين، ولا تغتر بكثرة مَن ينام عنها؛ فإن الحق لا يعرف بكثرة اتباعه، وإنما يعرف بموافقته لما جاء به القرآن الكريم والسنة النبوية، وما عليه سلفنا الصالح رضوان الله عليهم.
فالصلاة عماد الدين، وهي الركن الثاني والفاصلة بين الإيمان والكفر، وأما الصوم فهو الركن الرابع يقول - صلى الله عليه وسلم -: «بَيْنَ الرَّجُلِ وَبَيْنَ الكُفْرِ أَوِ الشِّرْكِ تَرْكُ الصَّلاَةِ»، ويقول: «العَهْدُ الَّذِي بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمُ الصَّلاَةُ، فَمَنْ تَرَكَهَا فَقَدْ كَفَرَ».
ورمضان فرصة كبيرة لقراءة كتاب الله، والعيش في روحانيته، فليكن لك من ذلك أوفر الحظ والنصيب، وإياك أن تقرأ بلسانك، وقلبك غافل، بل احرص على تدبر ما تقرأ، وذلك بالاستعانة بكتب التفسير، واستحضار القلب، وجمعه حين التلاوة.