يتميّز المذهب المالكي عن غيره من المذاهب بمميزات منها أنه يعتمد على الحديث الصحيح وأن كتاب «الموطأ» أصحّ الكتب بعد كتاب اللّه تعالي، فقد قيل ليس كتاب بعد كتاب اللّه أنفع للناس من «الموطإ» وللشافعي أقوال منها: ما في الأرض كتاب في العلم أكثر صوابا من كتاب مالك وما كتب الناس بعد القرآن شيئا هو أنفع من «موطإ» مالك. ومعروف أن مالك بن أنس هو أول من ألف كتابا على شرط السند، وهو أول تأليف ظهر في الاسلام، حسب ما ذهب إليه الشيخ الطاهر بن عاشور، يقول في محاضرة له بفاس «إن أول كتاب هو الآن موجود ومروي عند أهل العلم هو كتاب «الموطإ» وكان أهل المدينة أوثق أهل الأمصار طريقة وأعلمهم بسنّة رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم لأنها دار الاسلام ومهبط الوحي، وبها كان أعيان الصحابة الذين لم يشغلهم عن العلم شاغل، فكانت المدينة مرجع علماء الأمصار الاسلامية في تلقي السنة» (انظر مجلة «الملتقى الغربية» العدد 18 2007 ص 33).
ومن مميزات المذهب المالكي أنه مذهب الوسطية أي يعتمد الوسط بين المتمسّكين بظاهر النصوص، وأصحاب الرأي الذين لم يكن للنقل ولا للنصّ عندهم أهمية كبيرة، ويرى الفقيه الشيخ عبد اللّه كنون أن مرجع ذلك الى مرونة قواعد مالك «وعدم تقيّده إلا بما يحقّق مقصد الشريعة الغرّاء من درء المفاسد وجلب المصالح» (نفس المرجع، ص 42) مما جعل أتباع المذاهب الأخرى في فجر النهضة ومطلع القرن العشرين عند تدوين الفقه ووضع الأحكام يعمدون الى الأخذ بمذهبه في عدة مسائل يعتبرونها المخرج من من الضيق والحل للمشكل حسب ما فرضه التطور من أقضية وأوضاع. (نفس المرجع).