شهدت اللحوم البيضاء ارتفاعا غير مسبوق في الفترة الأخيرة إذ بلغ ثمن الكلغ الواحد من شرائح الدجاج «اسكالوب» 14 دينارا في بعض الفضاءات الكبرى وتجاوز سعر الكلغ من لحم الديك الرومي 10 دنانير. هذه اللحوم البيضاء التي كان التونسي يستنجد بها لتفادي اللحوم الحمراء ولهب سعرها أصبح لا يجد إليها سبيلا إذ عرف سعرها ارتفاعا صاروخيا لم تشهده من قبل. «الشروق» تحدثت إلى السيد صالح التومي نائب كاتب عام الجامعة الوطنية للدواجن عن سبب هذا الترفيع غير المسبوق للأسعار فأجاب أن هذه الأسعار مشطة وتعكس تجاوزات الباعة وهذا دور المراقبة الاقتصادية وأضاف أن وزارة التجارة عندما حددت أسعار اللحوم البيضاء ذكرت أن ذلك تم بالتشاور مع أهل المهنة وهو ما لم يحدث.
انقطاع الكهرباء
وأضاف أنه قبل رمضان وقعت انقطاعات للتيار الكهربائي خلال الأيام التي شهدت موجة حرارة مما تسبب في خسائر للمربين قدروها بين 30 و40٪. ولاحظ أن المداجن أيام الحر تعتمد على التبريد والتهوئة حتى يقاوم الدجاج موجة الحر لكن المؤسف أن انقطاع التيار الكهربائي تزامن مع ساعات القيلولة شديدة الحرارة مما تسبب في موت الكثير من الدجاج وتوقف نمو جزء آخر منه.
هذه الخسائر إذا ما ترجمت بلغة الأرقام فإن إنتاج شهر واحد من الدجاج يناهز 10 الاف طن والخسائر تناهز 3 الاف طن (بين نقص في النمو والكلفة)
مبالغة
سألنا مصدرنا هل تم ضبط هذه الخسائر والمطالبة بتعويضات فأجاب بأن أهل المهنة لم يتعودوا على الحصول على جبر أضرار في النظام السابق لأنهم يتخوفون من إغراق السوق باللحوم المستوردة وبالتالي لم يتم طلب تعويض حاليا... سألنا مصدرنا ما إذا كانت هذه النسب فيها شيء من المبالغة فأجاب «لا وجود لمبالغة والدليل أنه خلال الأسبوع القادم ستشهد أسعار اللحوم تراجعا هاما لأن الإنتاج الذي سيعرض في السوق خلال هذه الأيام لم يتضرر من ارتفاع حرارة الطقس وانقطاع الكهرباء.
زيادة الاستهلاك
أما السبب الموالي لارتفاع الأسعار فيعود حسب نفس المصدر إلى تراجع الاستهلاك عادة في رمضان باعتبار أن المطاعم تغلق أبوابها لكن الاستهلاك العائلي زاد هذا العام في رمضان مقارنة بالأيام العادية وهي مسألة لم تكن مبرمجة. ففي شهر جويلية بلغ استهلاكنا للحوم الدجاج 10 الاف طن والديك الرومي 4300 طن وهي تقريبا نفس كميات شهر جوان إذ بلغ استهلاك الدجاج 9800 طن والديك الرومي 4500 طن. وتتواجد أهم المداجن المنتجة للحوم البيضاء في نابل والمنستير وصفاقس والشريط الساحلي ويصل عدد المربين إلى 4 الاف مرب.
وعموما ستشهد الفترة القادمة انخفاضا في أسعار اللحوم ذلك أن من عادات التونسي أن يهتم في النصف الثاني من رمضان بلوازم العيد ويخفّ اهتمامه ب«القفة».