صلاة اللّيل هي قضاء اللّيل أوجزء منه ولوساعة، في الصلاة وتلاوة القرآن وذكر الله، ونحوذلك من العبادات، وهي نافلة مؤكدة ندب إليها القرآن ومدح أصحابها، فقال تعالى {وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَّكَ عَسَى أَن يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَّحْمُودًا} (الإسراء 79) وحث عليها النّبيّ صلى الله عليه وسلم فقال: يعقد الشيطان على قافية رأس أحدكم إذا هونام ثلاث عقد يضرب على كلّ عقدة عليك ليل طويل فارقد فإن استيقظ فذكر الله تعالى انحلّت عقدة، فإن توضأ انحلّت عقدة فإن صلّى انحلّت عقدة فأصبح نشيطا طيّب النّفس، وإلاّ أصبح خبيث النّفس كسلان. (متفق عليه) وعن عائشة رضي الله عنها قالت: كان النّبيّ صلى الله عليه وسلّم يقوم اللّيل حتّى تتفطر قدماه فقلت له: لم تصنع هذا يا رسول الله وقد غفر لك ما تقدّم من ذنبك وما تأخّر؟ قال أفلا أكون عبدا شكورا. (متفق عليه) وعن سالم بن عبد الله بن عمر بن الخطاب رضي الله عنه عن أبيه أنّ النّبيّ صلى الله عليه وسلّم قال: نعم الرّجل عبد الله لوكان يصلّي من اللّيل قال سالم فكان عبد الله بعد ذلك لا ينام من اللّيل إلاّ قليلا. (متفق عليه) وقيام اللّيل أعمّ وأشمل من التهجد لأنّه يشمل الصلاة وغيرها ويشمل الصلاة قبل النوم وبعده، أمّا التهجد فهوخاص بالصلاة فقط.عن عائشة رضي الله عنها أنّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم: كان ينام أوّل اللّيل ويقوم آخره فيصلّي. (متفق عليه) وكيفية صلاة اللّيل مثنى مثنى ثمّ يوتر بركعة كما جاء في حديث ابن عمر رضي الله عنهما قال: كان النّبيّ صلى الله عليه وسلّم: يصلّي من اللّيل مثنى مثنى ويوتر بركعة. (متفق عليه) وأقلّها ركعة الوتر على الصحيح من أقوال أهل العلم. قيل لابن عباس رضي الله عنهما: هل لك في أمير المؤمنين معاوية فإنّه ما أوتر إلاّ بواحدة؟ قال: أصاب إنّه فقيه. (صحيح البخاري) وأفضل الأوقات لصلاة اللّيل هوالثلث الأخير من اللّيل ليوافق النزول الإلهي، كما قال صلى الله عليه وسلم: ينزل ربنا تبارك وتعالى في كل ليلة إلى السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر، فيقول: من يدعوني فأستجيب له؟ ومن يسألني فأعطيه؟ ومن يستغفرني فأغفر له؟ (رواه البخاري ومسلم) ذلك هوأفضل الأوقات لمن علم من نفسه أنّه سيقوم من آخر الليل، وأمّا من خاف أن لا يستيقظ فالأفضل أن يصلي ويوتر قبل أن ينام، كما صحّ ذلك عن النّبيّ صلى الله عليه وسلم في سنن الترمذي وغيرها.