«كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل» حكمة بالغة سمعها في موقف جمعة بالرسول الكريم محمد وهو يأخذ بمنكبه في رفق وسماحة من يومها حُبّب إليه السفر وزينت إليه الهجرة نحو أرض البربر، قرأ فيهم وبيده الكتاب سورا متتاليات، بالصوت الحسن والنغمة الطيبة، فأسلم منهم خلق كثير كان من الصحابة الذين يبيحون السماع. غزا إفريقية مرتين، مع ابن أبي سرح وابن خديج سنة 34 للهجرة 700 ميلادية تقريبا، وفي هذه السنة ماتت بنية له اسمها زينب، دفنها في باب سلم بالجناح الأخضر فلما خطت القيروان اتخذت تلك البقعة مقبرة سميت مقبرة قريش بتلك الصبية الميمونة. مع عبد الله بن عمر عرفت غراسة النخيل لقاحا جديدا، وظهرت علامات الخطوط الأولى، عهدا وميثاقا للتقدم بالكتابة إلى جانب لغة الرموز ومقاصد الوشم لدى العشائر، فهي لم تمح، بل زادت نصاعة وبريقا، لأنها وشيء في صناعة الفخار العريقة، أسلم وهو صغير بمكة، وبايع بيعة الرضوان بالحديبية تحت الشجرة هو رجل صالح أعتق ألف رقبة وأكثر بالاف الدراهم والدنانير. كان رضوان الله عليه يتصدق بالشكر (قصبا وأحجارا وحلوى من التمر) تأتي عن طريق اليمن، يحب طعمه وبه يقاسم الناس أفراحهم ولا يتمنى غير المغفرة بعد مقتل عثمان، عرضت عليه الخلافة فقال: كيف لي بالناس؟ لو اجتمع علي أهل الأرض، ما قاتلتهم فخرجوا من عنده وناتم الفتنة.