يذكر الشيخ سحنون البالغ من العمر 90 سنة أن العائلات كانت تستعد لشهر رمضان قبل حلوله بأسابيع فتغير أواني المطبخ وتحضر «أفاح البرمة» وتعد الحلالم و«شربة المرمز»و«شربة الفريك» و«البسيسة»... وفي أول يوم من أيام رمضان كان يقوم بذبح خروف لاستهلاكه في هذا الشهر وكلما نفذ اللحم إلا وأعاد ذبح خروف آخر وكما قال «الخير موجود...» ولتمضية الوقت يقول هذا الشيخ «كنا نتلهى بلعبة «الخربقة» إلى حين موعد الإفطار الذي عادة ما نبدأه بالبسيسة ثم نتحلق حول المائدة مع بعضنا على غير العادة إذ في غير هذا الشهر كان الأطفال لا يجلسون معنا على نفس المائدة .وبعد شرب قهوة عربي ونظرا إلى أننا كنا نسكن في الريف كان دكان العطار هو ملاذنا فنذهب إليه للعب «أطراح الروندة والشكبة»ونشرب الشاي ونأكل «الشامية والمخارق والزلابية»وقد يتأخر الوقت أحيانا إذا كانت اللعبة شديدة التنافس.وبما أن شيخنا كان صيادا ماهرا فإنه أحيانا يخرج ليلا للصيد مع بعض الأصدقاء لعله يضفر بأرنب يكون وجبة لليوم الموالي.ويختم العم سحنون كلامه قائلا «وتمر ليالي رمضان في جو عائلي حميمي لقد كانت الحياة بسيطة وسهلة وممتعة...».