السؤال الأول: كثيرا ما يسيطر على نفسي قلق شديد وارتباك كبير لأني دائما أدعو الله في صلاتي وحتى خارج الصلاة فلا يستجاب لي, فأقول في نفسي إن سبب ذلك كثرة المعاصي التي ارتكبتها في شبابي, وظلمي للناس. هل من تفسير سيدي الشيخ لذلك؟ ماهي شروط الاستجابة؟ الجواب: صحيح أن كثرة المعاصي والذنوب تحجب إجابة الله تعالى دعوة الإنسان, وأن أكل الحرام والتعدي على الناس وظلمهم من موجبات عدم الاستجابة. قال النبي (الرَّجُلَ يُطِيلُ السَّفَرَ، أَشْعَثَ أَغْبَرَ ، ثُمَّ يَمُدُّ يَدَيْهِ إِلَى السَّمَاءِ يَا رَبِّ، يَا رَبّ، وَمَطْعَمُهُ حَرَامٌ، وَمَشْرَبُهُ حَرَامٌ، وَمَلْبَسُهُ حَرَامٌ، وَغُذِّيَ بِالْحَرَامِ، فَأَنَّى يُسْتَجَابُ لِذَلِكَ) رواه أحمد. ولكن ما أنصحك به أيها السائل أن لا تيأس من رحمة الله خاصة وأنك تبت إليه توبة صادقة .أمّا شروط الاستجابة فنجملها في ما يلي:1) اجتناب الحرام. 2) الإلحاح في الدعاء. 3) عدم القنوط من رحمة الله والوثوق من الاستجابة. 4) حضور القلب وعدم الغفلة. 5) أن لا يكون دعاء فيه إثم. علمًا وأن الله تعالى لا يعجل لعجالة عبده وقد يدفع بذلك الدعاء مصيبة عن صاحبه أو يدّخره له يوم القيامة. السؤال الثاني هل يجوز قراءة شيء من القرآن الكريم من دون مصحف ومن دون وضوء؟ الجواب اعلم أيها السائل المحترم أن العلماء قد أجازوا باتفاق على قراءة القرآن غيبًا أو من المصحف من غير أن يمسّه لغير المتوضئ. قال علي بن أب طالب: (كان رسول الله ے يقرئنا القرآن على كل حال ما لم يكن جنباً)الترمذي. السؤال الثالث: ما حكم وضع المصحف داخل السيارة من أجل التبرك به ودفع الضرر؟ الجواب: لا شك أن المصحف كلّه بركة لما يحويه من كلام رب العالمين ولهذا فلا بأس بالتبرك به ووضعه في السيارة في مكان نظيف بعيد عن الأقذار والامتهان مع الحرص على قراءته للعبادة. السؤال الرابع: أعمل بالخارج منذ سنوات وكنت أرسل بالأموال إلى والدي, فاشترى لي بها بعض الأملاك حسب اتفاق بيننا. ولما عدت إلى أرض الوطن طلبت من أبي أن يملّكني ويكتب لي هذه الأملاك التي تعبت من أجلها , فرفض وقال لي (أنت ومالك لأبيك) وأنه ما صرفه عليّ أكثر مما أعطيته, وأنه ستقسم هذه الأملاك حسب الشرع بعد وفاته على كل الورثة. ما رأي الشرع في هذا التصرف؟ هل من توجيه نصيحة لوالدي؟ الجواب: اعلم أيها السائل المحترم أن ما فعله أبوك تجاهك من حرمانك من أملاكك التي اشتريتها من مالك هو من الظلم الذي حرّمه الله سبحانه وتعالى ليس له أي مبرر شرعي , وأن استدلاله بالحديث الشريف (أنت ومالك لأبيك) يدلّ على فهم خاطئ له لا يفيد أن للأب الحرية التامة في التصرف في مالك , فقد فسّر العلماء اللام الملحقة في كلمة (لأبيك) أنها تفيد الإباحة لا التمليك أي بمعنى يباح للأب أن يأخذ من مال ابنه قدر حاجته. وأما المال فهو ملك للابن وعليه زكاته. وتصرّف الأب في مال الابن قيّده العلماء بشرطين : الأول أن لا يضرّ ابنه ولا يأخذ شيئاً تعلقت به حاجته، والثاني: أن لا يأخذ من مال ولده فيعطيه لآخر. ولذا فإني أشير عليك أن تنصح أباك وأن تبيّن له موقف الدين من ذلك من خلال هذا الجواب لعلّ الله يهديه فيعطيك حقك الذي حرمك منه. السؤال الخامس: من عادات أهل الميت أن يقوموا بتقبيله ومسامحته بعد أن يغسّل ويكفّن؟ هل ذلك جائز؟ الجواب: اعلمي أيتها السائلة الكريمة أنه يجوز لأهل الميت من زوجة وأبناء وإخوة وأخوات ومن محارمه أن يودعوا الميت وذلك بتقبيله . فعن عائشة رضي الله عنها أن النبي قبّل عثمان بن مظعون وهو ميت وهو يبكي. كما ثبت أن أبا بكر الصديق لما أقبل على النبي وهو مسجّى كشف عن وجهه ثم أكب عليه فقبله، ثم بكى فقال: بأبي أنت يا رسول الله، لا يجمع الله عليك موتتيْن. والله أعلم