نقص في الاطار الطبي وشبه الطبي، غياب التجهيزات وكثرة النقل الاعتباطية للاطار الطبي أضر بالخدمات بمستشفى السرس وجعله يعيش وضعا كارثيا، وعوض أن يسعف المستشفى مرضاه ها هو بدوره يحتاج الى إسعاف عاجل. يقول العيد الشارني (طبيب الصحة العمومية ) : أقوم يوميا بثلاثة مهام، عيادة الأمراض المزمنة التي تستقبل قرابة 40 مريضا وعيادة الأمراض العرضية قرابة 40 مريضا أيضا اضافة الى فحص الحالات الاستعجالية. والسبب في ذلك نقص الاطار الطبي. فالمستشفى لا يوجد به الا ثلاثة أطباء ويرجع ذلك الى النقل الاعتباطية التي تعتمدها الادارة الجهوية للصحة.
من جهته اضاف السيد نور الدين القاطري (فني سامي أول) ان المستشفى يضم فنيا واحدا وهو الذي يأخذ عينات الدم ويقوم بالتحاليل وتوزيع النتائج في قاعة ضيقة جدا مما يؤثر سلبا على دقة النتائج مع الغياب الكلي لمكيف يساعدآلة التحاليل على العمل بطريقة منتظمة. ونظرا لعدم وجود من ينوبني فإني لم أتمكن من التمتع بعطلتي السنوية لأن المخبر في غيابي سيغلق أبوابه .
أما نجلاء شقراني ( فني سامي في الأشعة ) فتضيف : وسائل حماية الفنيين من الأشعة منعدمة تماما, اذ تفتقر القاعة بسبب صغرها الى أهم المقاييس الدقيقة لتركيز الالة هناك وهو ما يتنافى مع القوانين التي يطبقها المركز الوطني للحماية من الأشعة، اضافة الى غياب مقياس الأشعة (DOSIMETRE) لدى الفني. وحسب القوانين الجاري بها العمل لا تباشر المرأة الحامل عملها بهذا القسم ، وبما أني حامل فعمليات التصوير بالاشاعة غير موجودة الآن بالمستشفى والسبب في ذلك نقلة زميلي الذي لم يقع تعويضه الى حد الان. اما لطيفة المالكي (قابلة) فتحدثت عن النقص الفعلي لآلة حماية الرضيع من البرد (CHAUDIERE) مما يضطرهم الى نقله الى مركز رعاية الأم والطفل بالكاف وترك أمه هناك خاصة مع شدة برد الشتاء اضافة الى غياب «الأكسيجين» والدواء من نوع (SYNTOCINON) الذي يضطر المريض الى شرائه على نفقته الخاصة حتى لا تتعرض المرأة الى نزيف. أما الشبكة الكهربائية فهي مهترئة تتسبب أحيانا في انقطاع الكهرباء أثناء التوليد. كمال المناعي (ممرض ) فقد قال تنقصنا التجهيزات مما جعل عملنا يلاقى عديد الاشكاليات وافتقارنا لوسائل التنقل حال دون القيام بعيادات الطب المدرسي ومراقبة حفظ الصحة بالفضاءات العمومية .
أما كاتب عام النقابه السيد التيجاني الصميدي (ممرض) فأكد على أن المستشفى يفتقر الى وسائل عمل عصرية اضافة الى غياب قاعة إنعاش ووسائل القيام بالاسعافات الأولية مثل «الأكسيجين» وحمالة المرضى (TENDEUR) وBARBOTEUR وبين أن النقابة قد أجرت جلسات عمل مع سلطة الاشراف الا أن الاستجابة كانت منعدمة. مشيرا الى أن البناية الجديدة أوما يعبرون عنها «بالتوسعة» مغلقة الآن. مبينا أن المستشفى لم تشمله بعد تسمية مستشفى محلي. اما المرضى الذين وجدناهم هناك فقد اجمعوا على انعدام الدواء والضمائد. اذ تذمرت يمينة الرزقي (مريضة) جاءت من «المرجى» من انعدام الرعاية الصحية اضافة الى طول الانتظار أثناء التسجيل ولمقابلة الطبيب. أما عيادة طب الأسنان فأفادنا المريض «ماهر المناعي» قائلا «انها مقتصرة على اقتلاع الأسنان أما غياب آلة التصوير جعلتنا نضطر الى التنقل الى مدينة الكاف حتى نقوم بالصور الضرورية».