عيد الأضحى هذه السنة ليس كالأعياد السابقة وذلك لعدة اعتبارات جعلت كلفته مرتفعة مما أجبر أغلب العائلات التونسية إلى التداين أو الاقتراض من أجل شراء علوش العيد ومن أهمها تزامن عيد الأضحى مع بداية ولادة الخرفان في فصل الخريف بمعنى أن «علوش أكتوبر» كما يعرف عند أغلب الفلاحين ليس جاهزا للأضحية. الشروق قامت بجولة داخل أسواق ولاية بن عروس ومن أهمها سوق المروج وسوق مرناق التي سجلت حركية كبيرة إلى حد الاكتظاظ وخاصة في سوق الدواب الذي غص بخرفان العيد وبالزوار حيث أن الكل يبحث عن نصيبه من علوش العيد ليصطدم بغلاء الأسعار. وتراهن عديد العائلات بمرناق والمناطق المجاورة كثيرا على هذه السوق المعروفة بتجارة بيع الدواب من خرفان وأبقار وأعلاف وغيرها. لكن يبدو أن جلهم لم تتحقق رغبتهم نظرا لضعف إمكانياتهم المادية، رغم توفر الأضاحي بالشكل المرضي وبجميع الأنواع والأشكال من «غربي وبلدي» ولكن أغلب المواطنين أجمعوا على غلائها هذه السنة فالأسعار تتراوح بين 350 و700 دينار وقد تجاوزت اسعار العام الماضي بقرابة 25%. المواطن العادي في حيرة من أمره بين الرغبة وقلة ذات اليد فالعرض يفوق الطلب بسبب الغلاء المفرط الذي زاد في تفشيه تواجد السماسرة أو «القشارة» بشكل كبير. وهناك عدد كبير من زائري هذه السوق باتوا يبحثون عن الخروف الروماني بعد أن سمعوا بتوفير عدد هام من رؤوس الأغنام التي سوف تباع باعتماد الوزن وبأسعار مناسبة.