بدأ نواب المجلس التأسيسي مناقشة مسودة الدستور في جلسة عامة طرح خلالها النواب ملاحظاتهم حول ماورد في توطئة الدستور, ولئن اختلف النواب في تجريم التطبيع دستوريا او قانونيا الا ان الحديث عاد مرة اخرى للواجهة بعد ان تم طرح امكانية القيام باستفتاء حولها. وناقش المجلس التأسيسي امس مشروع مسودة توطئة الدستور ونوه رئيس اللجنة الصحبي عتيق بالنواب المشكلين للجنة التوطئة والمبادئ الاساسية وتعديل الدستور وقال ان النقاشات كانت ثرية جدا باعتبار ان اللجنة لم تكن فيها جوانب قانونية كثيرة بل كان الحوار فيها ثقافيا وفلسفيا, واضاف ان اللجنة استدعت كل الاطراف واستمعت لها. عبد المجيد النجار مقرا للجنة قال ان نسبة حضور اعضاء اللجنة بلغ 98 بالمائة اذا استثنيت الغيابات المبررة ,وحضر اعمالها اكثر من 30 مؤسسة اعلامية ,وذكّر بان اللجنة درست عديد الدساتير المقارنة اضافة الى الاستماع الى عدد من الخبراء ,كما ذكّر بكل مراحل صياغة مشروع التوطئة .
وقرأ عبد المجيد النجار تقرير اللجنة رفقة ماورد من ملاحظات من هيئة التنسيق و الصياغة وبعض المقترحات التعديلات في ما يتعلق ببعض المفاهيم والمصطلحات.
التطبيع مع الصهيونية
وطالب عبد الرؤوف العيادي رئيس كتلة وفاء بضرورة ادراج فصل تجريم التطبيع مع الصهيونية في باب المبادئ العامة وعدم ترحيله الى مجرد قانون, كما طالب باضافة مصطلحي «التبعية والعمالة» للخارج وتجريمهما.
اما وزير املاك الدولة سليم بن حميدان فقد ثبّت ما قاله العيادي وقال ان التونسيين يعتبرون ان القضية الفلسطينية قضية مركزية للتونسيين ,واعتبر ان اضافة كلمة «تشاركي» للنظام الديمقراطي حشو وطالب بحذفها ,وقدم بعض الملاحظات اللغوية.
عودة الحديث عن الشريعة
اما النائب عن حزب الامة الثقافي ابراهيم الحامدي فتحدث عن ذكر ان الاسلام دين الدولة وقال اما ان ناخذ كل الاسلام او لا ناخذه ,واشدد على وجوب القيام باستفتاء لمعرفة رأي الشعب التونسي في اعتماد الشريعة الاسلامية كمصدر اول للدستور, كما استنكر مقولة «ثورة 14 جانفي» واعتبر ان الثورة بدات في 17 ديسمبر و لا يجب تزوير التاريخ .اما المولدي الرياحي رئيس كتلة حزب التكتل فتحدث عن ضمان حياد دور العبادة عن السياسة وقال اننا لايجب ان نمنع السياسة من المساجد واعتبر ان الخشية في «التوظيف السياسي», كما اعتبر ان التجريم مهما كان ضد الصهيونية او اي طرف اخر مكانه القوانين وليس الدستور.
اما عامر العريض نائب التأسيسي عن حركة النهضة فقال ان الدستور عقد على كلمات و اضاف ان هذا الدستور يجب ان يدور حول مفهوم المواطنة في سياق الحقوق والحريات, كما اعتبر ان الدستور يجب ان يتسع ويحتضن كل التونسيين وطالب بالتسريع في مناقشة الدستور, في حين قال بدر الدين عبد الكافي النائب عن حركة النهضة ان التوطئة كتبت بروح توافقية سهلت صياغتها.
اما مقرر الدستور الحبيب خضر فقد تحدث عن شعار تونس وقال ان كثرة العبارات لا تفيد مؤكدا ان الانتقال من ثلاث مفردات في دستور 1959 الى اربع مفردات حاليا لا يفيد كثيرا واقترح اختصار الشعار بكلمة واحدة وهي «الكرامة» وعن النشيد الرسمي قال انه اصبح بنسختين نسخة تقرا عبر مضخمات الصوت ونسخة متعارف عليها عند الشعب وذلك مالاحظه في الجلسة العامة ,واقترح التنصيص عليه في قانون.