منذ أشهر حملت أشغال تجديد قنوات تصريف المياه المستعملة بكلّ من نهج بنزرت ومحمد علي الحامي بطريق عمدون بباجة بشائر خير للمواطنين من قرب خلاص معاناتهم مع معضلة ضعف الشبكة غير أنّها سرعان ما تحطّمت آمالهم. على امتداد سنوات عديدة اشتكى سكّان نهج بنزرت ومحمد علي الحامي من انسداد قنوات تصريف المياه الّتي أصابها القدم ولم تعد تحتمل ضغط المياه وكثيرا ما يصيبها العطب لتنبعث منها روائح لا يستطيع المرء تحمّلها ولا تجد من يتدخّل لاصلاحها وقد يزداد الأمر سوءا عند نزول الأمطار حيث يتعرّض الشارعين الى سيول من المياه المنحدرة من أعالي المدينة فيغرقا ويختلط كلّ شيء.
ولكنّ بوادر الفرج ظهرت خلال الصّيف عندما تمّت برمجة أشغال تجديد القنوات الّتي شقّت الشارعين بالطّول والعرض وقد تحمّل السكّان غبار الأتربة وتآكلت عجلات السيّارات وخاصّة منها «التّاكسي» عناء المرور فوق حفر عميقة أملا في انتهاء الأشغال واستعادة الشّارعين لعافيتهما.
كان من المفروض أن يقع اصلاح الطرقات بالنّهجين الّتي تضرّرت بفعل الأشغال بالسّرعة المطلوبة غير أنها عرفت تأخيرا كبيرا ممّا دفع بالسكّان الى التذمّر من الوضع القائم خاصّة بعد نزول أمطار الخريف الأولى الّتي جرفت طبقة الرّمل الّذي يغطّي القنوات لتنكشف صورة قاتمة لحالة الطريق الّتي أصبحت تمثّل خطرا طال تلاميذ المدارس والشّيوخ والنساء والسيّارات خاصّة أمام ظلمة المكان الّذي يفتقد الى الانارة ورغم مرور أكثر من 4 أشهر على نهاية الأشغال فقد بقي الوضع على حاله وقد تمنّى السكّان أنّ هذه الأشغال لم تبرمج أصلا .
ولتوقّي تسجيل حوادث خطيرة لا قدّر اللّه فإنّ الضّرورة تقتضي تحرّكا سريعا من قبل مصالح ديوان التّطهير لتجاوز العوائق الّتي حالت دون اتمام المقاولة للأشغال خاصّة وأنّ موسم الأمطار قد حطّ رحاله وذلك حتّى يشعر المتساكنون فعلا بجدوى الخدمات العمومية وهو أمر ليس من العسير تنفيذه من أجل تحقيق جمالية أفضل للمدينة.