وجدناه بين صفوف المصابين بالمستشفى الجهوي لسليانة جراء المصادمات الأخيرة بالجهة, كان يتألم في صمت, لم يكن من بين المتسابقين للظفر بلقاء مختلف وسائل الإعلام حتى أنه أشاح بنظره عند اقترابنا منه, كان مصابا على مستوى اليد اليمنى, يرقد على نقالة بانتظار التداوي.اقتربنا منه وتحدثنا معه واكتشفنا خصوصية حالته. منصف الخروبي شاب في الثلاثين من العمر أب لطفلين وعامل حظيرة ليعيل زوجته وابنيه ويعاني الفاقة.
جاوز منصف عقده الثالث ببضع سنوات عامل بالمعهد الفني 2 مارس بسليانة يكدح ليتحصل على 120 دينارا شهريا لا تكفي حتى لتسديد معلوم الكراء, حيث تبلغ أجرة المنزل الذي يسكنه 150 دينارا.
تردد مرارا وتكرارا على السلطات الجهوية ولم يلق إلى اليوم أذان صاغية. زوجة منصف متحصلة على شهادة تقني سامي في الكهرباء منذ سنة 2001 لازالت إلى اليوم تعاني البطالة شاركت تقريبا في كل مناظرات الوظيفة العمومية علها تظفر بوظيفة تستطيع بها تسديد نفقات زوجها والمحافظة على الرابطة الأسرية التي تجمعهم.
كما شاركت مؤخرا في مناظرة انتداب القيميين, تحصلت 62.25 كمعدل حسب المعايير التي قدمتها وزارة التربية. لكن لسبب ما لم يدرج اسمها بقائمة الناجحين في المناظرة.
كما اتصل السيد منصف بوزارة التربية ومحاولا التثبت من وضعية زوجته وامكانية اصلاح الخطإ الحاصل خاصة بعد أن أصر بعض الاداريين في المندوبية على الحط من عزيمته واقناعه بالعدول عن القيام باجراءات التثبت.
السيد المنصف وزوجته يعيشان اليوم على أمل اصلاح خطإ اداري يمكن أن يحصل في عديد الادارات لكن مادام الخطأ واردا لا بد لإمكانية الاصلاح أن تفضي الى حلول حقيقية, للخروج من كابوس الروتين والبيروقراطية الادارية ولنتجنب تراكمات غضب الصامتين والمهمشين.