فرقة أولاد المناجم أصيلة مدينة أم العرائس الّتي كانت ولا تزال رمز الأغنية الملتزمة والّتي اكتوت بنار الرّقابة والتّضييق عليها في وسائل الاعلام ومُصادرة الأغاني خلال تواتر الأنظمة الاستبدادية على الحكم لكنّها ظلّت صامدة، شامخة وبعد الثّورة عادت الى الأضواء والى المشهد الفنّي والثّقافي. «الشّروق» تحدّثت الى مؤسّس الفرقة السّيد صالح التّومي لتنبش في الماضي ولتسأل عن الأعمال الفنيّة المستقبليّة لهذه الفرقة، وقد أفاد بأنّ الفرقة تأسّست في أواخر السّبعينات في وسط منجمي حيث تُعاني الطّبقة الكادحة الحرمان والفقر وقد غنّت الفرقة في البداية لتُعبّر عن آلام المضطهدين ووجدان الطّبقة الشّغّيلة أيّام الاستبداد والظّلم والقهر وعن المعاناة اليوميّة للنّاس بالأوساط المنجميّة ثمّ تطوّرت الأعمال الفنيّة للفرقة فأصبحت تعكس وتعبّر عن قضايا الوطن العربي فأصبحنا نُغنّي عن القمع والظّلم والمحسوبيّة وعن اغتراب المواطن العربي في موطنه لكنّ الأنظمة الدّكتاتوريّة حاولت تدجيننا فلم تُفلح لذلك التجأت الى التّعتيم وغيّبتنا عن المشهد الثّقافي لكنّ الثّورة فاجأت الجميع وأنصفتنا فعدنا الى الأضواء فأصبحنا نغنّي للثّورة للرّبيع العربي، لحُلم المواطن.
ويُضيف محدّثنا ومع غياب الرّؤية الواضحة للمستقبل سنغنّي لتفعيل وتحقيق المبادئ الّتي من أجلها قامت الثّورة وبسؤاله عن الانتماء الحزبي للفرقة أوضح أنّ للفرقة رؤية ثقافيّة تقدّميّة واستطرد قائلا: «لنا نفس تحرّري، نغنّي دون توظيف سياسي بعيدا عن التّجاذبات السّياسيّة، نُحاول أن لا يقع اختراقنا من مختلف الأحزاب السّياسيّة» وعن الأعمال المستقبليّة للفرقة أكّد مؤسّس الفرقة: «نحن بصدد اعداد مسرحيّة غنائيّة من تأليف محمّد عمّار شعابنيّة والاخراج لكمال علاوي والموسيقى التّصويريّة لسمير العقربي وصالح التّومي وأداء الأغاني لأولاد المناجم، وسيشارك كبار الممثّلين في هذا العمل الفنّي وعن موضوع المسرحيّة فهي تحكي عن حقيقة ما جرى خلال انتفاضة الحوض المنجمي حيث كانت الشّرارة الأولى من مدينة أم العرائس خلافا لما سُوّق في بعض وسائل الاعلام وهو يرجو أن تجد الفرقة الدّفع المعنوي والدّعم المادّي لانجاز هذا العمل الفنّي لاثراء المشهد الثّقافي».