علمت «الشروق» أن السيد المهدي مبروك وزير الثقافة قد التقى الأسبوع الماضي المخرج المسرحي كمال العلاوي والفنان صالح التومي قائد فرقة أولاد المناجم للأغنية الملتزمة. ويهدف هذا اللقاء للتحاور في شأن دعم الوزارة للمعناة التي وضعها الشاعر محمد عمار شعابنية تحت عنوان «ما غْلَى ترابك» وسيعمل الفنان سمير العقربي على تلحين أغانيها وجاء العنوان مقتبسا من طالع أغنية في المغناة يقول : يا المناجم ماغْلى ترابك في أكثر أوجاعك وأتعابك لكن خيرك مايشي إلغيرك وأنت ماراجعت حسابك فسحة فنية تاريخية
هذه المغناة تعد فسحة تاريخية تنطلق من زمن الهم المنجمي في مسيرة مكابدة عماله التي لم تنته من 1897 إلى انتفاضة الحوض المنجمي انطلاقا من غرة جانفي 2008 مطالبة بالتشغيل والكرامة والتنمية وهي نفس المطالب التي رفعها شباب الثورة بداية من 17 ديسمبر 2010 بعد أن أضرم محمد البوعزيزي النار في جسده بمدينة سيدي بوزيد احتجاجا على الظلم والتجويع والاهانة لتشمل الثورة مختلف أنحاء البلاد وينتهي حكم الفساد ليجد الشعب التونسي نفسه كريما حرّا في بلاد تحتاج إلى استحقاقات لمواكبة النور والحياة.
ويلتقي في هذه المغناة كما جاء على لسان مؤلفها الشاعر محمد عمار شعابنية الصوت المنفرد بالصوت المشترك والسردي بالشعري والغنائي بالإيحائي والتراثي بالآني فتشارك الألوان والأشكال في رصد واقع لا مهرب منه.
أولاد المناجم تستعد
وحسب الشاعر محمد عمار شعابنية سيكون لمجموعة أولاد المناجم حظ أداء الأغاني على اعتبار أنها تناسب اختياراتها ورسالتها الفنية التي تميزت بها في نضالها الغنائي الملتزم وسيعززها الملحن بطاقم موسيقى وسيعمل المخرج كمال العلاوي على إضفاء مناخات مضيئة إلى الكلمة والايقاع مشاهد مستوحاة من أمزجتها وحالاتها المختلفة. علما وأن محمد عمار شعابنية قد كتب هذه المغناة في الأشهر الماضية وهو على فراش المرض...ومن هذا المنطلق يمكن القول أنه قد استفاد من خلوذهنه من الانشغالات بالخارج...