«المواطنة الفعالة» كانت محور دورة تكوينية نظمها مركز دراسة الإسلام والديمقراطية والجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين على مدار ثلاثة أيام بأحد نزل مدينة سوسة بلغ عدد المشاركين فيها 35. سلفيون، سلفيون جهاديون، علمانيون ووسطيون التقوا بعيدا عن الانتماءات الحزبية رغبة في المعرفة وفي ممارسة المواطنة الفعّالة من خلال برنامج دسم جمع بين التنظير والتطبيق من خلال تمارين من الواقع السياسي المعيش أمنه بحرفية المكونان الأستاذ سالم براهم والآنسة مروى الرديفي.
ديمقراطية أم ديمقراطيات
وقد خصص اليوم الأول للتعريف بالديمقراطية وأنواعها وعلاقتها بالسلطة والمظاهر التي تهددها ومدى تكاملها مع التعاليم الإسلامية أما الحصة المسائية فقد تمحورت حول موضوع «كيف تعمل الدولة؟» تم فيها التحاور حول الدستور وبنية الدولة (أشكال الدولة، الديمقراطية الإسلامية والديمقراطية العلمانية ) وسلطات الدولة والحكم الرشيد والاقتصاد. ومن النقاط التي طال فيها النقاش في هذا المحور مسألة الديمقراطية العلمانية والديمقراطية الإسلامية حيث فرض التمرين التطبيقي على المشاركين الانقسام إلى مجموعتين كل واحدة تدافع عن وجهة نظرها ولم تخلُ هذه المقاربة من طرافة حيث التحق أحد أئمة مساجد مدينة سوسة بمجموعة المدافعين عن العلمانية معتبرا أن هناك نقاط تشابه كثيرة بينها وبين الديمقراطية الإسلامية ولكن يبقى كيفية تطبيقها هي العائق.
مسألة تعدد الزوجات أثارت بدورها نقاشا حيث انقسم المشاركون إلى ثلاث مجموعات: مساندين وغير مساندين ومجموعة بين الموقفين، وبقدر طرافة الحوار الذي دار بين مختلف المجموعات فقد اتسم بالثراء والموضوعية لغياب النزعة الحزبية لمختلف الأطياف الحاضرة وللحضور القوي للرغبة المعرفية.
وتمحورت الإشكاليات المطروحة في اليوم الثاني حول تعريف الفساد وآليات الحد منه وحدود المسؤولية والشفافية وحقوق الإنسان والانتخابات وتم في هذا اليوم تجسيم مجلس تأسيسي بمختلف مكوناته ومهامه بمشاركة الحاضرين نوقشت فيه مسألة محاسبة الفاسدين ووقف الحاضرون على آليات العمل في هذا المجلس ومختلف أدوار المسؤولين فيه.
المواطنة بين التفعيل والتسييس
«المواطنة» كانت محور اليوم الختامي حيث جرى الحوار حول مفهومها ومظاهر المشاركة في المجتمع المدني والمشاركة السياسية ودور المواطن في تغيير السياسة العامة من ثلاثة جوانب وهي التعبئة والاحتجاجات والواجبات والمسؤوليات.
واختتمت هذه الدورة التدريبية بحفل توزيع الشهادات على المشاركين الذين تمكنوا من تجاوز انتماءاتهم وتحاوروا دون عقد حزبية في تعامل فكري مع مختلف الإشكاليات المطروحة بروح النقد البناء وحققت هذه الدورة ما عجزت عن تحقيقه العديد من الندوات والملتقيات فاستحق المنظمان علامة الامتياز زادتها حرفية التنظيم وحسن الاستقبال ترسيخا.