تواجه المرأة التونسية تهديدات جدية من مشاريع متطرفة يتزعمها خاصة دعاة بعض الإيديولوجيات التي تهدف إلى العودة بها إلى عصور الجاهلية باسم الدين. تحتفل التونسيات اليوم باليوم العالمي للمرأة ولأن الاحتفال هو مناسبة لتقييم وضعها على جميع الميادين ومناقشة النقائص ولكن هذه المرة احتفال المرأة التونسية جعلها تناقش للأسف الشديد مواضيع تجاوزتها منذ سنوات .
ومن بين هذه المواضيع دعاة التطرف الذين أطلوا علينا بعد الثورة بأفكار رجعية تتلخص في استعمال المرأة كسلعة تباع وتشترى وليس كإنسان منحه الله عقلا يفكر ويعمل على تغيير الاشياء نحو الأفضل
ومن البدع التي تعرضت لها المرأة التونسية بعد الثورة استغلال القاصرات في ما يسمى بجهاد النكاح في سوريا.
سماسرة الدين
ويبدو فعلا أن الكثير ممن يحسبون أنفسهم دعاة الدين هم دعاة جنس لأن هذا الأخير هو الشيء الوحيد الذي يعشش في مخيلتهم. ومن غرائبهم في الكلام دعوة ما يسمى بشيخ في البحرين ويدعى حسن الحسيني إلى القيام بحملة «أسترني» لإنتشال نساء تونس من الدعارة!! والحملة وترويج فيديو عبر شبكات التواصل الاجتماعي تم تصويره بماخور في سوسة. وهذا الأخير وضع شرف 5 ملايين تونسية في الحضيض ووجد هذا الرجل المريض مقاومة شرسة من قبل رواد الأنترنات ووجهوا اللوم لمن دعاه إلى تونس ليساعدوه على تلطيخ سمعة المرأة التونسية .
أجندا استعمارية
وتحدثت «الشروق» إلى بعض الحقوقيين حول ما تعيشه المرأة اليوم من تهديدات باسم الدين حد التطرف ومنهم الحقوقي عزالدين الحزقي الذي يرى أن الظاهرة تتنزل في إطار أجندا استعمارية لتحويل وجهة النظر عن المسائل الحقيقية كالشغل والتنمية والحريات وتحييد القضاء واصبح واضحا أن هذه الأجندة يتزعمها الوهابيون في العالم العربي والإسلامي بمرتزقتهم. وهؤلاء هم طيلة حياتهم عملاء الاستعمار ولا يقبلون اي إصلاح وأي فكر نير. وأضاف أنهم يريدون استعمال المرأة لأنهم اناس يعانون الكبت والله خلق لهم عقلا فأنزلوه إلى الأسفل وأوضح أن الحياة بالنسبة إليهم جنس وبالتالي المرأة هي بضاعة رخيصة يتقززون منها فيغطونها . وأفاد أن دول الخليج التي يتوفر فيها النفط لا تهمهم حرية المرأة ولكن بلدنا والحمد لله ليست كذلك وسماسرة الدين يسمسرون لن تجد مشاريعهم مكانا في بلادنا .
الاعتدال
ولم تخف راضية الجربي رئيسة اتحاد المراة خوفها من التهديدات التي تواجهها المرأة التونسية باسم الدين قائلة:» واكبت خلال الأيام الماضية ملتقى حول المرأة نظمه الإتحاد العام العربي النسائي ووجدت كيف ان النساء العربيات يتحدثن عن مكاسب حصلت عليها المراة التونسية منذ أكثر من 50 سنة فيما نحن اليوم صرنا نتحدث عن حماية مكتسباتنا من افكار رجعية تريد العودة بنا إلى الوراء» وأشارت إلى أنه تم التطرق إلى التطرف الديني وتهديده لحقوق المرأة ومن ضمن توصياتهم مقاومته بالدين الإسلامي الصحيح الذي يكرم المرأة . وهناك دعاة إسلاميون حضروا وشددوا على ضرورة الإعتدال، وقالت :«ونحن للأسف نريد تزويج الفتيات القصر باسم الدين». وحول ما صرح به الداعية البحريني اجابته:» حرام دخول مثل هذا الرجل إلى تونس» مضيفة أنه يفترض اتخاذ موقف رسمي منه. وحول بعث فرع لجمعية النساء ذات الصدور العارية أفادت أنها ضد التطرف من الجانبين.
عصور الانحطاط
وسألنا الشيخ أحمد الغربي عن موقفه من دعاة التطرف فقال:»هناك حقيقة ثابتة تقول أن الدين الإسلامي كرم المرأة أيما تكريم لأنه قبل الإسلام كانت سلعة تباع وتشترى وهؤلاء يريدون إرجاعها إلى تلك الحقبة» وقال هذه الظاهرة برزت خاصة بعد الثورة للعودة بالمرأة إلى عصور الانحطاط وأضاف أن هؤلاء ينظرون إلى جسدها ولا إلى روحها واعتبر أن مقاومتها لا تكون بالعنف والقوة وإنما بالتوعية ومقابلة الدليل بالدليل لتوعية الشباب والقيام بندوات ولقاءات لزرع نظرة سامية فيها احترام للمرأة ككائن بشري . أفضل رد على شيوخ التطرف نسبة نجاح الفتيات في المعاهد التكنولوجية 83.6 % مقابل 77.1% للذكور -نسبة نجاح الفتيات في المعاهد في كليات الطب 89.8 % مقابل 82.2 للذكور -نسبة نجاح الفتيات في المعاهد في كليات الهندسة 90.9% مقابل 83.1 للذكور 18000 تونسية إمرة أعمال 50% من الباحثين العلميين من النساء 72 % من الصيادلة نساء 40 % من المدرسين الجامعيين نساء