خبير في العلاقات الدولية ، من اكبر المنظرين والعاملين على تفعيل التعايش بين الاسلام والديمقراطية من جهة والعالم الاسلامي والغرب من جهة اخرى، يحظى بمكانة مرموقة على الأوساط العلمية والأكاديمية عبر المركز الذي يشرف عليه (مركز دراسة الاسلام والديمقراطية) الذي له أنشطة في تونس وعدد من الدول العربية والعاصمة الامريكيةواشنطن. جدي في عمله ويتقن فن المحاورة وتجميع الفرقاء في اشد المواضيع حساسية كالعلمانية والتطرف والإرهاب ومفاصل تجارب الانتقال الديمقراطي ومنها على وجه الخصوص كتابة الدساتير، الشروق التقت الدكتور رضوان المصمودي ليقرأ احداث الاسبوع المنقضي. - الجدل والتجاذبات حول حكومة لعريض كنا نتصور ان النخبة السياسية استفادت من أخطاء مسلسل التحوير الوزاري قبل اغتيال شكري بلعيد، وأنها واعية بخطورة اهتزاز صورتها أمام الرأي العام. ولكن يبدو أن هذا الوعي مازال في طور التشكل وأنه كان محتاجا لضغط الوقت للتوصل الى اتفاق قبل ساعات من نهاية الآجال الدستورية وهذا في حد ذاته ، مؤشر يدعو الى وقفة تأمل لكثير من السياسيين حتى يكون نقدهم الذاتي مدخلا للتخلّص من الأخطاء التي أضعفت حكومة الجبالي، مثل المحاصصة الحزبية والتصرف كما لو كنا في ديمقراطية عريقة وليس في سياق انتقال ديمقراطي تحاول جهات عديدة، افشاله. - تخلي النهضة عن وزارات السيادة والنظام البرلماني كان من الممكن ان يتم ذلك منذ أشهر ولكنه جاء في سياق مفيد لكل الاطراف. النهضة تخلت عن وزارتي الداخلية والعدل بعد كشف خيوط اغتيال الشهيد شكري بلعيد وهذا دليل على ان البلاد لم تكن تحتاج لحكومة تكنوقراط وان وزراء النهضة و بقيّة الوزراء السياسيّين يتصرفون بمنطق الدولة. والتسميات في وزارات السيادة حولت تنازلها عن هذه الوزارات هزيمة وضعف كما يرى البعض الى عامل ثقة في أدائها ونواياها الصادقة للحفاظ على الوفاق بين العلمانيين والاسلاميين، و داخل النخبة السياسية بصورة عامة. لا ننسى ان بعض الجهات حاولت عزل النهضة داخليا وخارجيا ولكن هذه الخطوة ، حققت هدفا مزدوجا هو إلغاء كل الذرائع التي تحول دون تشكيل الحكومة، واستعادة زمام المبادرة بعد صراع عنيف إحتدّ عقب اغتيال بلعيد. - تشكيل حكومة علي لعريض: كنت متفائلا منذ البداية بتكليف علي لعريض خلافا لأطراف عديدة حاولت التشكيك في قدراته. هو اولا رجل دولة من الطراز الرفيع والمناخ العام في البلاد كان يدفع نحو إنجاح التكليف. المواقف الدولية كانت واضحة في مساندتها للانتقال الديمقراطي في تونس ورفضها فرض حكومة ضعيفة لا تحظى بدعم الأحزاب وموافقة حركة النهضة. الأسماء التي أعلن عنها في اغلب الوزارات كانت محل تثمين وحتى انتقال بعض الوزراء او حفاظ آخرين على مواقعهم رغم الانتقادات اللاذعة لأدائهم فهم في سياق ضرورة الحفاظ على تماسك حزبي التكتل والمؤتمر، وهو أمر ايجابي وأساسي لاستمرار المرحلة الانتقالية. البرنامج السياسي الذي قدّمته الحكومة واعد جيّد و الالتزام به هو الذي سيحدد مصيرها.
- مستقبل حمادي الجبالي السياسي اولا حمادي الجبالي صديقي وأخي منذ 25 سنة، و رفضي لمبادرته حول حكومة التكنوقراط لا يعني موقفا سلبيا منه. يعلم الجميع أني ساهمت في تنظيم أول زيارة له لواشنطن. ولكن مشاغله في الحكم، وتنقلي بين تونسوالولاياتالمتحدة، جعلني التقيه مرة واحدة خلال رئاستة للحكومة ولمدة ربع ساعة فقط. هو أنجز الكثير و في وقت وجيز و استقالته الشجاعة حدث تاريخي. وأقدّر كثيرا حرصه على وحدة حزب حركة النهضة و إلتزامه بقرارات الحزب. طبعا هناك حديث عن ترشيحه للانتخابات الرئاسية وهو أمر منطقي ومعقول. و أنا اتمنى له كل الخير لان تجربته في القصبة لا يمكن ان تحدد موقفنا منه، خاصة وأنها لم تكن تجربة فاشلة، والاهم انه عرف كيف يحولها الى انتصار شخصي كبير، والدليل على ذلك هو شعبيته الكبيرة. - الدعوات لحل رابطات حماية الثورة موقفي أوضحته منذ أشهر . أنا مع احتكار الدولة للعنف في إطار القانون واحترام حقوق الإنسان ولا مجال للتسامح مع اي هيكل موازي للدولة يستعمل أو يبرّر لإستعمال العنف، مهما كان المسمى و مهما كانت توجّهاته أو إنتماءاته الفكريّة و السياسيّة. لا أعتقد ان موضوع الرابطات معقد لانها ان التزمت بالقانون فلا مبرر لحلّها وان فعلت العكس فلن تجد من يدافع عنها. - استهداف موكب الأستاذ راشد الغنوشي في تالة أولا لم يكن استهداف لرئيس حركة النهضة بل لكل السياسيين المشاركين في الجنازة. وهو أمر مؤسف وتم تجاوزه باعتذار عائلة الشهيد الرحموني لراشد الغنوشي ببيان رسمي، وزيارته في مكتبه. وعموما أعتقد أن محاولات تشويه رئيس حزب النهضة باءت بالفشل وتوافد الوفود الأجنبية على مكتبه و الإحترام الدولي الواسع الذي يحظى به دليل على ذلك. حزب حركة النهضة هو أقوى و أكبر حزب في البلاد و لا يمكن أبدًا بناء ديمقراطيّة حقيقيّة بدون مشاركته الفعليّة في الحكم و في الحياة السياسيّة، و الإنتخابات الحرّة و النزيهة هي الوحيدة الكفيلة بإعطاء لكلّ حزب وزنه الإنتخابي الحقيقي. و أنا معجب بصمود حزب النهضة في الفترة الأخيرة أمام محاولات عديدة للإنقلاب على الشرعيّة لأنّ لولاه لسقطت تجربة الإنتقال الديمقراطي في تونس. من هو الدكتور رضوان المصمودي؟ رضوان المصمودي هو مؤسّس ورئيس مركز دراسة الاسلام والديمقراطيّة (مداد) وهي منظّمة غير ربحيّة وغير حكوميّة تعنى بدعم الحرّية، والديمقراطيّة، والحكم الرشيد في العالم العربي والاسلامي وبتحسين صورة الاسلام والمسلمين في الولايات المتّحدة. يشغل المصمودي أيضًا دور رئيس تحرير نشريّة المركز الدوريّة «المسلم الديمقراطي» وكتب العديد من المقالات حول موقف الاسلام من الديمقراطيّة، والتعدّدية وحقوق الانسان والتسامح. نظّم المصمودي و شارك في العديد من المؤتمرات العالميّة الكبرى في المغرب، الجزائر، تونس، مصر، تركيا، قطر، الأردن، السودان، نيجيريا، الفلبين، ألمانيا، جنوب افريقيا، لبنان، والولايات المتّحدة. عضو مؤسّس ومشرف سابق على «شبكة الديمقراطيّين في العالم العربي» التي تضمّ أكثر من 800 ناشط وباحث وقائد ديمقراطي من مختلف التوجّهات والتيّارات الفكريّة والسياسيّة. تحصّل على الباكالوريا من المعهد التقني لأريانة سنة 1981 و تحصّل على منحة للدراسة في الولايات المتّحدة الامريكيّة تحصّل المصمودي على شهادة الدكتوراه من معهد ماساشوستس للتكنولوجيا MIT وهو متزوّج وله أربعة أطفال.