تعكف واشنطن على دراسة امكانية فرض منطقة حظر جوي في سوريا، مشيرة الى انها تبحث في كافة الخيارات من أجل مساندة التسوية السلمية للنزاع في سوريا وما مدى امكانية هذه الاجراءات من انقاذ حياة الناس على حد تعبيرها. وكان الأميرال جيمس ستافريديس، قائد القوات الأمريكية في أوروبا أعلن في وقت سابق أن بلدان «الناتو»، يعدون خطة للعمليات العسكرية لوقف النزاع الدموي في سوريا المستمر منذ سنتين.
وأضاف أن عددا من بلدان «الناتو» تدرس امكانية التدخل العسكري بهدف انهاء الحرب الأهلية في سوريا، وتقديم الدعم للمعارضة ومن بينها استخدام الطيران لفرض منطقة حظر جوي في سوريا.
وكان الأمين العام لحلف شمال الأطلسي «ناتو» أندرس فوج راسموسن أعلن أن الحلف لا يخطط لتدخل عسكري في سوريا لانهاء النزاع المسلح في البلاد، مشددا على ضرورة ايجاد حل سياسي للملف السوري.
في الاثناء عبرت روسيا عن معارضتها الحازمة لمنح مقعد سوريا في الاممالمتحدة للمعارضة، وكررت انتقاد الجامعة العربية التي قالت انها تخلت عن الحل السياسي، في حين خلف القصف قتلى وسط دمشق ورسم نائب سوري صورة قاتمة للوضع في درعا جنوب البلاد.
وقال سفير روسيا لدى الاممالمتحدة فيتالي تشوركين ان منح مقعد سوريا للمعارضة «سيقوض سمعة الاممالمتحدة»، مجددا تنديد روسيا بجامعة الدول العربية التي منحت مقعد سوريا فيها لممثلي المعارضة المسلحة.
وكان معاذ الخطيب رئيس الائتلاف السوري المعارض دعا في كلمة له الثلاثاء في قمة جامعة الدول العربية في الدوحة «الدول الشقيقة والصديقة» الى مساعدة ائتلافه على تولي مقعد سوريا في الاممالمتحدة والمنظمات الدولية ليحل الائتلاف محل النظام السوري .
وقال دبلوماسيون ان دولا عربية تحضر لحملة من اجل منح مقعد سوريا في الاممالمتحدة للمعارضة، لكن بكل الاحوال لا يمكن ان يحدث اي تغيير قبل الجمعية العامة المقبلة للامم المتحدة في سبتمبر.
وفي موسكو قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف «لقد تلقينا ببالغ الاسف نتائج قمة جامعة الدول العربية في العاصمة القطرية. القرارات التي تم تبنيها في الدوحة تعني ان الجامعة تخلت عن التسوية السلمية والاعتراف بالائتلاف الوطني للمعارضة السورية كممثل شرعي وحيد للشعب السوري يقوض كافة جهود التسوية بما فيها جهود الجامعة العربية».
واعتبر لافروف بالتالي ان وسيط الاممالمتحدة والجامعة العربية لسوريا لخضر الابراهيمي لن يتمكن من متابعة مهمته. وميدانيا، نقلت وكالة الانباء الرسمية السورية (سانا) عن رئيس جامعة دمشق عامر مارديني قوله ان «عدد الشهداء الذين وقعوا جراء سقوط قذيفة هاون أطلقها ارهابيون على مقصف كلية الهندسة المعمارية في دمشق ارتفع الى 15 طالبا». ويستخدم النظام عبارة «ارهابيين» للاشارة الى مقاتلي المعارضة. وعرضت قناة «الاخبارية» السورية صورا من الكلية ومقصفها، بدت فيها آثار دماء على الارض وكراس وطاولات مبعثرة، اضافة الى لقطات من المستشفى الذي نقل اليه المصابون المضرجون بدمائهم، حيث بدا اطباء يحاولون انعاش طالب ممد على سرير اسود اللون.