كثيرة هي التجارب التي اقتبسناها من الأنظمة الغربية لكن كان اقتباسها منقوصا أو مشوّها فزادت في متاعبنا و عطّلت مصالح النّاس المُعطّلة أصلا ،،، و من هذه التجارب تجربة الكنام التي حلّت علينا بركاتها و زُرعت في حياتنا و أُجبرنا على التعامل معها برغم نقائصها التي لم تُشخّص و لم تُعالج من قِبل القائمين عليها . الكنام التي لم تتطوّر مستوى خدماتها المسداة لحرفائها برغم تذمّراتهم ، حرفائها الذين أنهكتهم الأمراض و أجبرتهم على الوقوف يوميّا منذ السّاعات الأولى للصباح في طوابير طويلة ، فيهم المرضى بشتّى الأمراض و المصابين و ذوي الإحتياجات من النّساء و الرّجال ليظفروا بعدها برقم انتظار يأخذ من يومهم ساعات طوال في محلاّت أكثرها ضيّقة لا تستوعب العدد اليومي من الحرفاء و قد لا تُقضى حوائجهم في بعض الأحيان ... هذه الطوابير فيها مَن خرج عن مواقيت عمله و منهم من أخذ إجازة أو ترخيص و منهم المرأة التي تركت شؤون بيتها و صغارها في أوضاع لا تُطمئن، كلّ هذه الأوقات المهدورة و ساعات و أيّام العمل الضائعة تتكرّر كلّ يوم مع من اضطرّته الظروف للتعامل مع منظومة الكنام .أضف إلى ذلك بطء البتّ في ملفّات إستخلاص الأدوية و اقتناء الآلات الطبيّة التي لا يسلّمها بائعوها إلا بضمانات أوبدفع المعاليم كاملة و في بعض الأحايين ضياعها في أدراج الكنام ممّا يشكّل صعوبات أخرى لمحاولة تكوين الملفّ ثانية ، ،،، كنّا سمعنا سابقا أن الكنام سيطوّر في طُرق تعامله بإقحام الإعلاميّة و الرّسائل القصيرة و استصدار البطاقات الذكيّة لكن شيء من ذلك إلى حدّ الآن لم يقع و بقي الحال على ما هو عليه ،، فهل أصبح الكنام معضلة مزمنة تزيد المواطن هموما على همومه أم سيطوّر القائمون عليه الوضعية الحالية حتّى يشعر المواطن التونسي أنّه ينتمي إلى وطن يقدّر مواطنيه و ينصفهم و لا يضنيهم .