في الواقع فكرت وترددت كثيرا قبل كتابة هذا المقال ونشره لكني في النهاية رأيت أن لا محالة ولا مناص من تعرية هذه العينات من المجتمع التي تسعى جاهدة للسيطرة على المراكز الحيوية للدولة وفي ما يلي أسرد بعض المشاهد الواقعية التي يعيشها طالب البحث العلمي في تونس وما آلت إليه مراكز البحث العلمي في هذه البلاد . تبدأ القصة من حيث إنتهى الرئيس الأسبق للبلاد التونسية الحبيب بورقيبة برنامج تعليمي " حداثي " الى النخاع ...قمة الدكتاتورية والظلم ...الغاية منه تكوين باحثين ودكاترة على المقاس وإقصاء كل من يحيد عن هذا البرنامج فكرة ومنهجا وحتى اديولوجا. فترة الثمانينات وأوائل التسعينات أي زمن الرئيس السابق بن علي حملت بدورها وبالا على مستقبل البحث العلمي إذ أفرزت خليطا من الإنتهازيين الفاسدين "يعرف حديثا بتكنوقراط التجمع " هذي الفئة إضافة إلى ما أفرزته حقبة بورقيبة من باحثين مؤدلجين يضمرون الحقد الدفين على كل من يخالفهم، ولاؤهم لا يكون إلى لمن صنعهم من الغربين . نعم هؤلاء من يسيطر على البحث العلمي في تونس إلا قلة ممن حافظوا على أمانة المهنة وحرفيتهم وللأسف لا يمثلون العدد الكبير من أصحاب الأمر في هذا المجال . فانقسمت بذلك شجرة البحث العلمي بين تجمعي فاسد وإنتهازي وبين من يتفننون في ممارسة الدكتاتورية "الفكرية إن صح القول ". لن أتكلم في ما يلي عن من ينال شاهدته بالرشوة والمعارف " الأكتاف باللغة العامية " فأولئك كثر قد تمعش من نفوذهم التجمعي حتى صارت الجامعة حكرا عليهم وعلى طائفة أخرى صنعتها دكتاتورية واديولوجية بورقيبة .نعم فئة تقصيك لا لشيء إلى لأنك تختلف عنها فكريا نعم لا يقاس الطالب بما يملك من معلومات أو بما يمكن له أن يقدم للبلاد لكن يقاس بمدى قربه من مجال إديولجية بورقيبة ومن صار على دربه . في تونس الثورة نعم في تونس الكرامة لا توجد كرامة ولا توجد ثورة. تطرد طالبة وتمنع من دخول مركز البحث العلمي لأنها تلبس الحجاب ويقول زعيم هذا المركز " هذا المركز لا تدخله المحجبات " نعم لا تدخله المحجبات ما لم يحدث في أوروبا رغم اختلافهم فكرية معنى يحدث في تونس وما كان من مدير المؤسسة الجامعية إلا أن قال " الله غالب ما عندي ما نعملو خذ ماجستير آخر كان تحب " نعم بهذا المنطق يعمل طلبت العلم " المتميزين في تونس " في تونس أيضا تسند منح الدراسة والتربص بالخارج على المقاس فإذا كنت غير مواليا لهذه الطائفة أو تلك فمكانك في قاعة في داخل مركز البحث العلمي عملك فقط مساعدات أسيادك من الموالين في تحضير اطروحاتهم ثم يلقا بيك بقولهم " سمحنا ما عندناش دكتورا لك " هذه تونس هذا البحث العلمي في تونس يتحكم فيه المناشدين والمؤدلجين بفكر بورقيبة ، في إنتظار ردود أفعل إيجابية من السلطات المعنية مستقبل البلاد والعلم لا يزال في ياد هذه العصابة . نعم عصابة تتحكم في مسار البحث العلمي وما خفي كان أعظم .