تونس د. محجوب احمد قاهري"الفجرنيوز" فاق عدد المعجبين بكلمات أحد شباب النهضة البارزين، الشاب حسام الدين الطرابلسي، على صفحته في الفيسبوك، اكثر من 7800 معجب في خلال 8 دقائق فقط، وقد جاء فيها "انا في حلّ من أيّ ارتباط تعاقدي او اخلاقي مع قيادات النهضة ولا اعترف بشرعيّتهم داخل الهياكل". فهل يعني هذا بان الانفجار من داخل حركة النهضة قد بدأ فعلا، مثلما يراهن عليه الكثير؟ هناك ردّات اهتزازية من داخل النهضة وعليها، يقوم بها ابناءها، وتوحي للبعض بوجود انفجارات داخلها. فليس حسام الدين فقط من دعى الى الثورة على النهضة ومن داخلها، فقد دعى نفس دعوته، وفي نفس اليوم، نجل وزير الفلاحة، سيف بن سالم، اذ كتب كلاما خطيرا ويقول " انني في حلّ من كل التزام بقرارات وخيارات قادة الجبن، وإنني لا التزم إلاّ بالخيار الثوري". وقد سبق الاثنين، الشيخ عبد الفتاح مورو، الذي كان في فترة سابقة، مباشرة ما بعد الثورة، اخطر من أي كائن على الحركة، وأحرجها في الكثير من الأحيان من خلال تصريحات ناريّة ومطنبة في المعاداة !!. لكن ضربات الشيخ مورو، الذي اراد ان يقف بين الجميع، احباب وأعداء، متنكرا على الأقل لموقعه التاريخي في الحركة، لم تفعل فعلها، بل زاد ابناء الحركة تقاربا، ولكن ان يأتي التهديد و"التمرّد" من خلال شباب الحركة ونشطاءها الميدانيين، فهذا ما يدعوا للتوقف والنظر !! فحركة النهضة، كما هو معلوم للعارفين والمتابعين، مدرسة في الانضباط والالتزام بقرارات قياداتها، فكلّ قرار ينتج عن الشورى ينتهي بالتزام الجميع، وقد كان هذا الالتزام سدّا منيعا ضدّ اي اختراق ومحاولة تفجير الحركة من الداخل. وقد فشل بورقيبة ومن بعده المخلوع في عمليات مشابهة، خاصة في بداية التسعينيات، في معرض محرقة ابناء النهضة، ولكن الحركة حافظت على تماسكها وواصلت عملها داخل السجون وخارجها، و داخل البلاد وخارجها ايضا، حتى في أوقات التضييق القاتمة. اذا فما دلالات هذه التصريحات الخطيرة لشباب النهضة الناشط؟ الإجابة حتما مرتبطة بالمأزق السياسي الذي تعيشه البلاد، والى النفق المسدود الذي وصلت اليه من خلال سياسة كسر عظم لقيادات النهضة، تنتهجها ضدّها معارضة مدعومة بعدّة اطراف داخليا وخارجيا. والجواب على كلّ هذه الدعوات الاحتجاجية التي يصرخ بها شباب النهضة، كان قد بدأ بالتأسيس لها القيادي في الحركة رياض الشعيبي، وذلك يوم 30 من الشهر الماضي على صفحته في الفيسبوك، عندما دعى الى القصبة 4، التي حدّد مهامها وأطرافها ايضا، معوّلا على شباب تونس الثوري، بعيدا عن الانتماء الحزبي. ممّا يعني بان كلّ هذه الاحتجاجات، من شباب النهضة، ليست سوى مدخلا الى القصبة 4، ورفعا للإحراج الذي وقع فيه قادة النهضة طوعا وخضوعا ايضا. فضرورة فعل ثوري جديد، أو موجة جديدة للثورة لمزيد من الغربلة وتصحيح الوضع اصبحت أكثر من مؤكدة، خاصّة وان النظام القديم قد عاد تقريبا بأغلب تفاصيله. في الأخير ليس هناك من انفجار داخل حركة النهضة، كلّ ما هناك تهيئة الأجواء لقصبة رابعة، قد تكون طريقا للحسم الثوري. 03/11/2013