مدريد: أصدرت محكمة اسبانية حكما بسنة سجن في حق إمام مغربي بتهمة ممارسة الضغط والتهديد ضد مساعِدة اجتماعية تحمل بدورها الجنسية المغربية. ويأتي هذا الحكم كإشارة من القضاء الإسباني بعدم التسامح مع بعض الممارسات التي يرتكبها باسم الدين بعض الأئمة في هذا البلد الأوروبي.وكانت هذه القضية قد انفجرت واهتم بها الرأي العام الإسباني و الطبقة السياسية والإعلام منذ شهور عندما قام الإمام امحمد بن إبراهيم. ح رفقة رئيس جمعية إسلامية عبد الرحمان.ع وبنت الإمام بحملة ضد الضحية المغربية فاطمة.غ لحمل بلدية كونيت في إقليم كاتالونيا شمال شرق اسبانيا على إنهاء عمل الضحية كمساعدة اجتماعية لأنها ليست الأنسب للجالية المغربية والمسلمة عموما بسبب سياقتها السيارة وعدم ارتدائها الحجاب، وأقدم الثلاثة على جمع توقيعات المهاجرين المسلمين. واعتبر التحقيق القضائي أن الكثير من الاتهامات الموجهة للثلاثة قائمة على حقائق مادية ملموسة من ضمنها التهديد والضغط الممارس على فاطمة لمدة زمنية ليست بالقصيرة ومطالبة زوج الضحية بالتزوج بإمرأة أخرى لأن فاطمة ليست زوجة صالحة. وكان الهدف من هذه الأعمال العدوانية هو دفع الضحية للتخلي عن منصب عملها كمساعدة اجتماعية، لأن الإمام يعتبر أن المساعدة الاجتماعية يجب أن تكون محتجبة، وفق ما أوردته بعض وسائل الاعلام. وبالتالي، كان الحكم الذي كشفت عنه محكمة مدينة تاراغونا في الإقليم ذاته أمس الثلاثاء هو سنة سجنا في حق إمام المسجد، وتسعة أشهر في حق رئيس الجمعية الإسلامية وحكم يقضي بتأدية بنت الإمام غرامة مالية قدرها 730 يورو مع براءة زوجة الإمام التي كانت بدورها في قفص الاتهام. وفي الوقت ذاته، تضمن الحكم إجبار الثلاثة على عدم الاقتراب من الضحية لمسافة 500 متر وعدم الاتصال بها لمدة سنتين تحت أي شكل من الأشكال. وجاءت الأحكام مخففة مقارنة مع ما طالبت به النيابة العامة، أي خمس سنوات في حق الإمام ورئيس الجمعية، ومن المحتمل جدا عدم سجن الإمام ورئيس الجمعية بحكم أن القانون الإسباني لا يسجن من لا تتعدى عقوبته سنتين سجنا إذا لم تكن له سوابق إجرامية. وتأتي هذه الأحكام في وقت تعيش فيه منطقة إقليم كاتالونيا وعاصمتها برشلونة أجواء انتخابية خاصة بالانتخابات الخاصة بالحكم الذاتي، وتحول الإسلام إلى عنصر أساسي في هذه الحملة في علاقته بالاندماج وكذلك التقارير التي نشرتها الصحافة مؤخرا مؤكدة عزم وزارة الداخلية طرد مجموعة من الأئمة المغاربة المحسوبين على التيار السلفي المتطرف. ومن ضمن التهم الموجهة إلى هؤلاء الأئمة وعددهم عشرون، قيام بعضهم بإنشاء ما يشبه الشرطة الدينية التي تطالب المهاجرين بعدم الاقتراب من المقاهي الإسبانية، وتنتقد النساء المسلمات اللواتي لا يرتدين الحجاب، والإكثار من حث المهاجرين على العمل من أجل استعادة الخلافة الإسلامية. 'القدس العربي' من حسين مجدوبي