هَلك عنك سُلطانك ما أغنى عنك مالُك ثلاثون عاماً فهل تُخَلّدُ؟ جم َّعت ذلك من حلالك أم حرامك؟ "أَجِد َّكَ ما لِعيْنِك لا تنام" أفَرّ صوتُك في اصْطِلامك قد قُدَّ صدرك من ضلوعك وثارت شفاهك عن كلامك تُمنِّي نفسك يوم بدْءٍ فكان بدؤُك في ختامك الشّعب يلعن ما جنيت وينْسِف ما تقادم من مقامك عهِدْت قهرالكادحين فثار نحوك كلُّ حرٍّ ثمانون مليوناً أشدّ مُضاءًا من سِهامك أمْسك مِنْ زمامك ما آقتدرت فحتفك المنْظُور أشدُّ آيات انتقامك وتماسكْ ما اسْتطعت لا يُغني آستقامك في آنخرامك *** كَمْ زَبانيةً جَمَعْتَ فرّوا لأوّل الزّحف.. فكانوا بدْءَ أرْكان انهزامِك أين الّذين خذلت مصرا لأجلهم؟ مِن كلّ عاصمة ينادُون بتعجيل انصرامك أين أصحاب المصالح؟ وحّدتهم من حولك فصاروا اليوم لُبّ أسباب انقسامك *** لا شرَفَ لك اليوم إلاّ أن تشارك في شرف إسقاط نظامك أن تُشيِّعَ في ميدان التّحريرجنازتك وتُبْصر من شرفات قصرك ما تناثر من حُطامك وأن تصفّق كلّما خلع الشّعب أزلامك وداس بعضاً من عِظامك وآحذر فخامتَك أن تُحَطَّمَ بعضُ أصْنامِك فيسّاقط الصَّنمُ خلفك أو أمامك أو فوق رأسِك فتفْقِدَ...عفْواً إن تبق َّي شيءٌ من احترامك *** تشب َّث بعرشِك ما استطعت لَعمْرُكَ قد فات مِنْ أمْسٍ أوانُك وتلاشى كونُك في انعِدامِك تسمّرَ أُفقُك في صراخ الغاضبين وأَدْلَجَ فجرهُمُ في ظلامك عجبي لَكم كمّمت صوتاً فصارت كَمائِمُهم لِجامك وكم تناسيْتَ ضِعافا فلمّا تَهَاوى الخوف غَدَوا كلّ طائِلةَ آهتمامِكَ أنّى بصُرتَ اليوم ثمّة ثائرون في انتباهك أو منامِك فَارجِعِ البصر كَرّتيْنِ ليس هناك سوى انفصامُك لا حول لك في قاهرة المُعزِّ ثلاثون حَوْلاً دوام عِزِّك وذُلُّ خِتامِكَ ما يدوم به دَوامُك منصف النهدي كندا، في ثورة مصر، 1 فبراير 2011