تونس - الحوارنت - بعد انتظار طويل ووسط هالة من التشكيك والتشويه من طرف خصومها السياسيين وتحت شعار "تونس كما نراها" قدّمت حركة النهضة التونسية الأربعاء 14 سبتمبر برنامجها الإنتخابي في حفل كبير دعت إليه العديد من الشخصيات السياسية والحقوقية والإعلامية والعديد من السفراء ورؤساء البعثات الديبلوماسية والشخصيات العربية والدولية، البرنامج الذي جاء في 365 نقطة تضمّن الأهمّ وأجاب عن حزمة من التساؤلات التي ترقبتها الساحة السياسية بل الساحة الوطنية ككل، وإن تتابع على المنصّة شخصيّات عديدة مثل الأستاذ الفيلسوف أبو يعرب المرزوقي والأستاذ حمادي الجبالي وغيرهم إلا ان المحاور الأساسية قدّمها كل من الأستاذ راشد الغنوشي والأستاذ نورالدين البحيري والمهندس رضا السعيدي. في مداخلته أكّد الشيخ راشد الغنوشي على مدنيّة الدولة واحترام ثوابتها التي يأتي على رأسها الدين الإسلامي الحنيف، كما نوّه بضرورة حماية مكاسب المرأة وتدعيمها بعيدا عن ثقافة الإستيلاب، وشدّد الشيخ على القطع النهائي مع الإستبداد والسعي لإرساء قيم الحرية والعدالة والتنمية. كما تطرّق السيد نورالدين البحيري إلى طبيعة الدولة، وصرّح بأنّ الحركة عازمة على إرساء نظام برلماني مثلما أكّد على إعادة السلطة للشعب عبر المؤسسات المنتخبة مع تحديد مدّتها النيابية، وتطرّق إلى التجاوزات الخطيرة التي أقدمت عليها بعض الأحزاب باختراقها القرار الذي أصدرته الهيئة العليا المستقلة للانتخابات والقاضي بمنع الإشهار السياسي إنطلاقا من تاريخ 12 سبتمبر، وخاطب في هذا الصدد كل أولئك الذين اعتبروا أنفسهم فوق الجميع مذكرا إيّاهم أنّ "تونس فوق الجميع" وليس غيرها. هذا وقد توسّع المهندس رضا السعيدي في المحور الإجتماعي والإقتصادي مركزا على التوازن بين الجهات والعدالة الإجتماعية ، وقد وعدت الخطة التي أوردها بتحقيق نمو إقتصادي يصل إلى مستوى 7% بحلول سنة 2016، ويذكر أنّ بذور هذا البرنامج كان قد شرع في إرساء أفكاره الأولى المهندس رضا السعيدي عندما كان في السجن . البرنامج الذي أنجزته طاقات مختصة بعد مراجعات ومداولات طويلة ستقوم حركة النهضة بطرحه في متناول الجميع كما أشار إلى ذلك المهندس حمادي الجبالي الذي أكّد بدوره أنّ هذا البرنامج ليس ملكا للنهضة إنّما هو ملك لكل التونسيين الذين يحقّ لهم نقده كما يحق لهم تطويره. بهذه الخطوة تكون النهضة قد استكملت الاستعداد لاستحقاق 23 أكتوبر وما يسبقه من حملة إنتخابية قد تكون ساخنة وحاسمة للكثير من الأحزاب التي تعلّق عليها آمالا كبيرة نظرا لما تكتسيه هذه من أهمية قصوى وما تعنيه تداعيات الفوز والهزيمة ذلك برغم أنّ حركة النهضة طمأنت الجميع وعبّرت عن رغبتها في تشكيل حكومة وطنية توافقية اثرانتخابات التأسيسي.