محاكمة ممثل فرنسي مشهور بتهمة الاعتداء الجنسي خلال تصوير فيلم    المهدية.. إنتشال 9 جثث لفظها البحر    وزير خارجية نيوزيلندا.. لا سلام في فلسطين دون إنهاء الاحتلال    مبابي يصمد أمام "ابتزاز" ومضايقات إدارة باريس    القصرين.. رعاة وفنانو ومبدعو سمامة يكرمون الكاتبة الفلسطينية عدنية شبلي    أخبار باختصار    الاحتفاظ بالمهاجرة غير النظامية كلارا فووي    صفاقس الإحتفاظ بالكاميرونية "كلارا فووي" واحالتها للتحقيق    أخبار المال والأعمال    تونس تشارك في الدورة الأولى من الاجتماع الخاص للمنتدى الاقتصادي العالمي حول التعاون الشامل والنمو والطاقة بالرياض    وزارة التجارة تنفي توريد البطاطا    مجلس الوزراء يوافق على جملة من مشاريع القوانين والقرارات    عاجل/ سعيّد: الدولة لن تبقى مكتوفة الأيدي أمام من يحاول المساس بأمنها    دامت 7 ساعات: تفاصيل عملية إخلاء عمارة تأوي قرابة 500 مهاجر غير نظامي    عاجل/ جيش الاحتلال يعلن مقتل ضابطين وإصابة آخرين في قطاع غزة    النادي الافريقي: 25 ألف مشجّع في الكلاسيكو ضد النادي الصفاقسي    خالد بن ساسي مدربا جديدا للنجم الساحلي؟    درة زروق تهيمن بأناقتها على فندق ''ديزني لاند باريس''    المجمع الكيميائي التونسي: توقيع مذكرة تفاهم لتصدير 150 ألف طن من الأسمدة إلى السوق البنغالية    نائبة بالبرلمان: ''تمّ تحرير العمارة...شكرا للأمن''    الطلبة التونسيون يتحركون نصرة لفلسطين    تعرّض سائق تاكسي إلى الاعتداء: معطيات جديدة تفنّد روايته    بن عروس : تفكيك وفاق إجرامي مختص في سرقة المواشي    نادي تشلسي الإنجليزي يعلن عن خبر غير سار لمحبيه    الجامعة التونسية المشتركة للسياحة : ضرورة الإهتمام بالسياحة البديلة    الرابطة الأولى: تفاصيل بيع تذاكر مواجهة النادي الإفريقي والنادي الصفاقسي    المجر ترفع في المنح الدراسية لطلبة تونس إلى 250 منحة    السنغال تعتمد العربية لغة رسمية بدل الفرنسية    عاجل : وزير الخارجية المجري يطلب من الاتحاد الأوروبي عدم التدخل في السياسة الداخلية لتونس    إنهيار سد يتسبب في موت 42 شخصا    "بير عوين".. رواية في أدب الصحراء    سليانة: 4 إصابات في اصطدام بين سيارتين    كأس الكونفدرالية الافريقية : نهضة بركان المغربي يستمر في استفزازاته واتحاد الجزائر ينسحب    نقطة ساخنة لاستقبال المهاجرين في تونس ؟ : إيطاليا توضح    مدنين : مواطن يحاول الإستيلاء على مبلغ مالي و السبب ؟    قيس الشيخ نجيب ينعي والدته بكلمات مؤثرة    تصل إلى 2000 ملّيم: زيادة في أسعار هذه الادوية    ما حقيقة انتشار "الاسهال" في تونس..؟    تونس : ديون الصيدلية المركزية تبلغ 700 مليار    جائزة مهرجان ''مالمو'' للسينما العربية للفيلم المغربي كذب أبيض    بعد مظلمة فرنكفورت العنصرية: سمّامة يحتفي بالروائية الفسطينية عدنية شبلي    الرابطة الأولى: برنامج مباريات الجولة السادسة لمرحلة التتويج    هام/ بشرى سارة للراغبين في السفر..    زلزال بقوة 4.6 درجات يضرب هذه المنطقة..    يوميا : التونسيون يهدرون 100 مليار سنويا    دكتور مختصّ: ربع التونسيين يُعانون من ''السمنة''    ثمن نهائي بطولة مدريد : أنس جابر تلعب اليوم ...مع من و متى ؟    معز السوسي: "تونس ضمن القائمة السوداء لصندوق النقد الدولي.."    خط جديد يربط تونس البحرية بمطار تونس قرطاج    طقس الاثنين: تقلبات جوية خلال الساعات القادمة    عملية تجميل تنتهي بكارثة.. وتتسبب بإصابة 3 سيدات بالإيدز    انطلاق فعاليات الدورة السادسة لمهرجان قابس سينما فن    في اليوم العالمي للفلسفة..مدينة الثقافة تحتضن ندوة بعنوان "نحو تفكرٍ فلسفي عربي جديد"    القواعد الخمس التي اعتمدُها …فتحي الجموسي    خطبة الجمعة .. أخطار التحرش والاغتصاب على الفرد والمجتمع    منبر الجمعة .. التراحم أمر رباني... من أجل التضامن الإنساني    أولا وأخيرا...هم أزرق غامق    ألفة يوسف : إن غدا لناظره قريب...والعدل أساس العمران...وقد خاب من حمل ظلما    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



تداعيات أحداث سبتمبر على الجالية العربية بألمانيا
نشر في الحوار نت يوم 12 - 09 - 2009

طه البعزاوي / ألمانيا
بين يدي الحدث

يمكن اعتبار حدث 11 سبتمبر 2001 من أهم الأحداث في تاريخنا الحديث وهو بلا شك أهم حدث افتتح به القرن الواحد والعشرون. فقد تسبب في في تغيرات سياسية وتحالفات دولية، كما ساهم في إزالة أنظمة وإحلال أخرى. وبقطع النظر عن الجهة أو الجهات التي وقفت وراء تنفيذه أو التي جنت فوائد من ورائه، فإنّ قصدنا من هذا البحث هو انعكاساته السلبية عن الحريات العامة وعن الجالية العربية خصوصا في أوربا عامة وألمانيا خاصة.

وسنتعرض في بحثنا إلى نبذة موجزة عن تاريخية الوجود العربي في ألمانيا ونوعيته، وعن علاقة ألمانيا المباشرة بأحداث سبتمبر، ولماذا تعمدنا الفصل بين الجالية العربية والجالية الإسلامية. ونتحدث عن حساسية الألمان للمسألة الأمنية، وعن الخوف المتبادل بين الألمان من جهة والمسلمين عموما في الجهة المقابلة، وعن دور الإعلام في تأجيج ذلك الخوف وكذلك دور رجال الدين من الطرفين، ونورد آراء الفريقين في المسألة. ثم نخلص لما استجد من ممارسات وقوانين على خلفية الحرب على الإرهاب ثم نختم بحثنا باستخلاصات.

نبذة عن الوجود العربي بألمانيا

1/ تاريخه
الوجود العربي بألمانيا حديث، على خلافه في بريطانيا وفرنسا وبلجيكا ذلك أن وجود العرب في تلك البلدان تعود بدايته أساسا إلى المرحلة الاستعمارية وما رافقها من نقل اضطراري لليد العاملة العربية أو للجنود وكذلك الهجرة الاختيارية.

أما ألمانيا فلم يكن لها مستعمرات ولذلك، بدأت أساسا في استقبال المهاجرين بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية لإعادة إعمار الدمار الهائل الذي سببته الحرب وكذلك لقلة اليد العاملة بسبب وفاة أعداد كبيرة من الألمان في الحرب أو أسرهم. وقد كان الأتراك أول الوافدين على ألمانيا. أما بداية قدوم العرب فقد تأخر إلى بداية الستينات من القرن الماضي وتمثل في بعثات طلابية وبعض اللاجئين ثم تكثف في السبعينات بقدوم المغاربة أساسا وبقية الجنسيات العربية الأخرى للعمل في مصانع الفحم والصلب والسيارات والصناعات الكيميائية، وغالبيتهم يتمركزون في ولاية شمال الراين، ثم قدم اللبنانيون والفلسطينيون الفارون من الحرب الأهلية والاحتلال الإسرائيلي للبنان عام 1982.

قد سبقت هذ الوفود هجرات فردية عربية لألمانيا قبل الحرب العالمية الأولى وبعدها ولكنها لم تكن بالحجم الذي يعتبر ظاهرة يؤرخ لها.

2/ نوعيته
المهاجرون العرب هم خليط من طلبة جاؤوا لطلب العلم أو لطلب العلم واللجوء السياسي من الاستبداد في بلدانهم الأصلية، وهم خاصة من مصر نهاية الخمسينات وبداية الستينات، ثم من سوريا نهاية السبعينات وبداية الثمانينات. وأما غالبية الجالية فهي يد عاملة، وجلها من المغرب.

حسب التقديرات الرسمية لعدد العرب بألمانيا سنة 2007 فهم بين 350 ألف إلى 400 ألف منهم حوالي 80 ألف مغربي غالبيتهم من أصول بربرية ولغة التعامل فيما بينهم "الشلحة" أو الأمازيغية ولا يحسنون العربية في معظمهم.

لماذا الفصل بين العرب وبقية المسلمين؟

هو فصل منهجي بالأساس، وغالب ما ينطبق على الوجود العربي في ألمانيا ينطبق على غيره من بقية المسلمين، ولكننا أردنا فقط أن نفرد العرب في حديثنا، للإيجاز أولا، ولخلفيتنا العربية وكذلك لأنّ العرب يعتبرون في طليعة الأمة الإسلامية وهو ما يجعل كثيرا من الغربيين لا يفرقون بين المسلمين والعرب، بل يعتبرون كل المسلمين عربا.

وأما في العلاقة بموضوعنا، وهو تأثيرات أحداث 11 سبتمبر على الوجود العربي في ألمانيا، فهو من جهة، أن منفذي العملية والمخططين لها المعلنين كلهم من العرب، ومن جهة ثانية فأشهر مهندسي تنفيذها هو "محمد عطا" عربي وكان موجودا بألمانيا وكذلك "رمزي بالشيبة" وغيرهما أي أن ألمانيا كانت نقطة إرتكاز لعمل إرهابي هز العالم.

الألمان لايزالون حبيسي عقدة المحرقة النازية "الهولكوست" ضد اليهود الذين أحسنوا استغلالها، فاستعملوها وسيلة للضغط والابتزاز. فأصبح القانون المحرم "لمعاداة السامية" قانونا قابلا أن يسلط على من ينتقد "المحارق" الصهيونية في فلسطين المحتلة.

ولعله من الجدير بالذكر هنا أن نفيد بأن المصادر تذكر أنّ اليهود لم يكونوا وحدهم ضحايا للمحرقة النازية بل كان هناك عشرات الآلاف من المسلمين والغجر ممن أحرقوا مع من أحرق!

كما أن من المشرفين على المحرقة جنرالات يهود كانوا ضمن الجيش النازي، قد سماهم الدكتور عبد الوهاب المسيري في موسوعته بأسمائهم ورتبهم وأدوارهم.


حساسية الألمان للمسألة الأمنية

يمكن القول بأنّ مسألة السلامة والأمن التي هي مطلب إنساني يشترك فيه جميع البشر، قد تحول لدى غالبية الشعب الألماني إلى هوس غير مفهوم أحيانا، يمكن مشاهدته في كثير من مجالات حياتهم بسبب ما أدخل عليها من تعقيد، بقطع النظر عن مسألة الإرهاب. فمن المظاهر التي تميز بعض الألمان أنك تراهم يعلقون حزمة مفاتيح بها العشرات، وتراهم كلما أغلقوا أبوابا خلفهم إلا وأدخلوا فيها المفتاح ليحكموا غلقها!

ولعل هذا الأمر كان وراء ابداعات تكنولوجية في مسائل الحماية والسلامة وكذلك في مجال المتابعة والملاحقة. ومن آخر النجزات في هذا المجال هو مسألة اكتشاف المجرمين الفارين بمجرد التقاء أعينهم مع عدسات المراقبة في محطات نقل الركاب الرئيسية والمطارات، وذلك من خلال العلامات البيومترية المختلفة من شخص لآخر كالبصمة.

وأما مسألة الحساسية الأمنية من الوجود العربي فقد انطلقت أساسا على إثر ما عرف بحادثة ميونخ التي تعرض فيها الفريق الإسرائيلى للإختطاف في أولمبياد سنة 1972 من قبل فصائل المقاومة الفلسطينية والذي أشرف على التخطيط لها "أبو إياد". وقد أعقبتها حملة عامة على الوجود العربي بألمانيا حسبما ذكر لنا بعض من عايشوا الأزمة، وقالوا بأنهم أخذوا بلباس النوم إلى المطارات دون أن يكون لهم علاقة أو علم بالحدث.

وكذلك ما تم من اختطاف الطائرات في السبعينات من قبل عناصر المقاومة الفلسطينية مثل العملية التي خطط لها وديع حداد في الرابع عشر من أكتوبر عام 1977 حيث تم اختطاف طائرة "بوينج" تابعة للخطوط الجوية الألمانية "لوفتهانزا" والتي مكثت أربعة أيام في مطار موقديشو ثم أغارت قوة من الكوماندز الألماني عليها وحررت الرهائن في عملية عسكرية أسفرت عن مقتل ثلاثة من الخاطفين.

وهنا أذكر طرفة واقعية تعبر عن حساسية الألمان لموضوع الأمن حصلت مع صديق عراقي اسمه العائلي "حمادي" قبل أحداث سبتمبر وذلك سنة 1996 حين تقدم لإيجار بيت ولما استوفى الشروط رفض صاحب البيت وقال له: "اسمك مطابق لاسم الليبي الذي فجر طائرة لوكربي، وأخشى أن يكون لك علاقة به"!

ثم جاءت أحداث 11 سبتمبر 2001 والتي شارك فيها طلبة عرب يدرسون بألمانيا، فأحيت الهواجس الأمنية التي لم تمت بأكثر شدة وصرامة ودخلت ألمانيا فيما عرف ب "الحرب العالمية على الإرهاب" دخولا غير مشروط. بل كانت ردود الأفعال أشد مما يتطلب الأمر، كما ترى الجهات الحقوقية التى اعتبرت أن التضييق على الحريات بسبب الأحداث فاق الولايات المتحدة نفسها، وهنا يذكر مثل يقول: "إذا مرت غيمة في سماء واشنطن فتح الألمان مطرياتهم في برلين".
الحساسية الألمانية للمسألة الأمنية في تصاعد مستمر بسب مؤثرات كثيرة منها ما يلعبه الإعلام من توتير للأجواء، فهم يتعاملون بكل جدية مع أي معلومة وإن كانت تافهة أو مصدرها طفل عابث فيمكن أن يتم اخلاء مدرسة، أو إيقاف حركة القطارات والنقل بسبب بمجرد مكالمة "تهديد" عابثة من معتوه، أو ورقة كتبها طفل بمدرسة إبتدائية يلعب مع زميله ثم ألقاها دون أن يلقي لها بالا.

النتائج الملاحظة لأحداث سبتمبر
في هذه الفقرة نود أن نتحدث عن نتائج أحداث سبتمبر على الحياة العامة في ألمانيا وانعكاسها على الوجود العربي والإسلامي، وقد توجهنا لاستطلاع أراء مواطنين عرب مقيمين بألمانيا أو حاصلين على جنسيتها حول التغير الطارئ في التعامل معهم بسبب أحداث سبتمبر.

فسألنا عن آثار الحدث على الحريات العامة في ألمانيا الأستاذ الهادي بريك (55 سنة) لاجئ سياسي بألمانيا وإمام مسجد بمدينة "دينسلاكن" من منطقة الرور الصناعية بولاية شمال نهر الراين وهو ناشط إعلامي وصاحب دراسة موسعة حول الموضوع (1) فكان جوابه أن:
"لهذه الكارثة المروعة آثار تدميرية مختلفة في ألمانيا فيكفيها أنها عرضت وجودين فيها إلى زلزال كبير: أولهما الوجود الاشتراكي بزعامة الحزب الاجتماعي الذي كان يقود البلاد في تلك الأيام حتى جاءت تلك النكبة بحتفه وربما إلى سنوات أخرى طويلة حيث التقط اليمين المحافظ السلطة بزعامة الاتحاد المسيحي. وثانيهما هو الوجود الإسلامي الذي يعد 4 بالمائة من 82 مليون نسمة. ومن أبرز آثار تلك النكبة على الحريات الفردية والعامة في ألمانيا يمكن ذكر ما يلي: (إقرار البرلمان لقانون يجيز التسمع على هواتف المشتبه بهم وهم بالآلاف بحسب التقارير الأمنية إقرار التسمع على حواسيب الناس تعرض طالبي الإقامة والجنسية إلى أسئلة كتابية تخرق أبسط قواعد حرياتهم الشخصية (أنظر نص الوثيقة) (3) تنظيم هجومات ليلية بالعشرات ضد المساجد واحتجاز دفاترها وحواسيبها وأبرزها المركز الإسلامي بميونيخ وبرلين وفرانكفورت ثم تطور الأمر إلى حد تنظيم هجومات على مساكن بعض القيادات الإسلامية البارزة من مثل الد. الخليفة والد. الزيات واحتجاز هواتفهم النقالة وحواسيبهم وشنّ حملات إعلامية شنيعة ضدهم حبس الإقامة عن عدد كثير من المقيمين في ميونيخ بتهمة محددة هي: مداومة الصلاة في المسجد (2) منع الفيلسوف الألماني الشهير والسفير السابق مراد هوفمان قبل عامين من إلقاء محاضرة بمدينة "هان" بفرانكفورت بدعوى معاداة السامية اعتقالات عشوائية ضد رجال لم يعرف عنهم أدنى شبهة إرهاب من مثل الد. خفاجي".

كما توجهنا بنفس السؤال للسيدة سهام بن سدرين (58 سنة) الإعلامية ومناضلة حقوق الإنسان العربية والتي أقامت بألمانيا وتقيم حاليا بالنمسا فكان جوابها بأن الدول الأوربية قد اعتمدت منهجا للتعامل مع الحدث كالذي انتهجته الولايات المتحدة الأمريكية والذي من أشهره ال "باتريوت أكت"، وهو اعتماد جملة من الممارسات والقوانين السالبة للحرية بغطاء شرعي فيما يعبر عنه "بالعدالة الوقائية" أو "العقاب الوقائي" وقد خلق هذا المناخ حسب رأيها ثلاثة أنواع من الضحايا بمستوايات مختلفة:

الأولى: الجالية العربية والإسلامية بشكل خاص والتي رُفعت عنها الحصانة واستبيحت الخروقات البوليسية في حقها.

الثانية: الحقوقيون من ذوي الأصول الأوربية والذين خالفوا هذه الممارسات والقوانين واعتبروا أنها تمس بالحريات وتتعدى على القيم الأوروبية.

وأما الثالثة: فهي منظومة القيم الأوربية ذاتها والتي تعرضت هويتها التي بنيت على القيم الإنسانية إلى عملية خرق، مما جعل المنظومة برمتها مستهدفة ومهددة.
وأما صالح (41 سنة) ألماني من أصل عربي، مدير لفرع شركة لتوزيع اللحم الحلال والمواد الغذائية فيرى أن الأحداث أثرت بشكل سلبي جدا على حركة التجارة وذلك بسبب المراقبة المالية المكثفة
وللوقوف على تداعيات أحداث 11 سبتمبر على العمل الإغاثي توجهنا لمدير منظمة مرحمة الخيرية السيد محسن الجندوبي (49 سنة) ألماني من أصل عربي فأجابنا بأنّ "العمل الخيري تأثّر في أوروبا من عدّة أوجه ذكر أمثلة عن بعضها:
1.
سحب الإعفاء الضريبي من عدد من الجمعيات.
2.
التضييق على كلّ المساعدات التي تصل لفلسطين، وأحيانا منعها بل تمّ إغلاق بعض المنظمات المختصة بإغاثة فلسطين مثل منظمة الأقصى الخيرية.
3.
محاصرة العمل الخيري إعلاميا وتصنيفه داعما "للإرهاب".
4.
التضييقات المستمرّة على ايصال المساعدات لمستحقيها.
وترى هبة (21 سنة)، طابة ألمانية من أصل عربي أنّ نشاط الطلبة المسلمين بالجامعة قد تأثر سلبا وتراجع بسبب الخوف من تهمة "الإرهاب". ولكنها ترى أيضا أنّ للأمر وجها إيجابيا وهو الكشف عن الطاقات الطلابية القادرة على الاستمرار في النشاط والتأقلم مع ظروف الخوف المتبادل والأحكام المسبقة. وذكرت بأن الإدارات الجامعية كانت أكثر تسامحا فقد كانت توفر مصليات للطلبة المسلمين ولكن ذلك لم يعد موجودا في الجامعة التي ترتادها "ببون". وأما الوجه السلبي فإن النشاط الطلابي تحول في معظمه إلى رد فعل دفاعي يتمحور أساسا حول دفع تهمة "الإرهاب".


دور الإعلام في زيادة الخوف المتبادل

ساهم الإعلام الذي تهيمن على معظمه اللوبيات المتصهينة في تخويف الألمان من العرب والمسلمين وذلك بتقديمهم على أنهم قنابل موقوتة يمكن أن تنفجر في أي وقت. مع الحرص دائما على إبراز بعض التصريحات الشاذة من هذا الطرف أوذاك. والتركيز على ظاهرة اعتناق الألمان للإسلام والتي بلغت في سنة 2007 أربع آلاف ألماني مما أثار فزعا لدى المعادين أو المتخوفين من الظاهرة الإسلامية. وقد تحالف في الحملة إعلاميون ورجال دين لعل أشهرهم بابا الفتكان الألماني الأصل في محاضرته الشهيرة بجامعة "ريغنسبورغ والتي نعت فيها رسول الإسلام بالعنف. مما ساهم في بثّ الخوف ودفعكثيرا من الألمان للتظاهر ضد ما أسموه "بالأسلمة" والإمضاء على العرائض لمنع بناء المساجد وذلك ما حصل في مدن ألمانية كثيرة نذكر منها بون وكولونيا.
كما يحرص الإعلام على تخيل سيناريوهات من مثل إمكانية وجود "أسامة بن لادن" زعيم تنظيم القاعدة في ألمانيا، ثم يتخيلون له صورا محتملة للتنكر، وهو ما فعلته مجلة "دار شبيجل" حيث قدمت لقرائها صورا عديدة يمكن أن يتنكر بها زعيم القاعدة في ألمانيا، مثلأن يكون حليق الذقن وعاري الرأس، أصلع الشعر، يلبس القبعة السوداء الطويلة وغيرها من الاحتمالات. مما جعل احتمال أن يكون كل مسلم ألماني أو مهاجر له لحية طويلة شبيها ب "بن لادن".

ومن الطرائف أنّ أستاذا جامعيا بجامعة "بوخوم"، هو الدكتور "هانس يورقن فريسك" وهو من الباحثين والمشرفين على إعداد رسائل الماجستير والدكتورا يأتيني بمجلة بها صورة إشهار سياحي لتونس وبالصورة رجل ملتح يحمل في يده إبريق شاي، وقد احتمل الدكتور أن تكون الصورة الإشهارية "لبن لادن" فسألني ليأكد مما ذهب إليه، وقال لي بأنها كارثة إذا أصبحت السياحة تشهر ب "بن لادن"!

وقد ساهمت هذه البرمجة العدائية إلى شد الأعصاب والتوتر، وكما يقول المثل "إللي يخاف من الذيب يطلعلو" فقد "طلع" بن لادن أمام سائق حافلة ألماني بمدينة فرانكفورت "ورآه" يدخل المركز الإسلامي! .... فقام بواجبه في إخبار الشرطة التي تعاملت مع المعلومة بكل جدية وطوقت المركز الإسلامي واقتحمته بالكلاب وهشمت الأبواب وأحدثت أضرارا بالمركز دون جدوى أو مبرر! (4)

ركز الإعلام على ما يسمى "بالإرهاب الإسلامي" وتصوير جل المسلمين على أنهم إرهابيون بالقوة أو بالفعل. ومن أغرب ما قرأت، تعليقا على مقال بصفحة "الآم آس آن" لأحد المسلمين من جنسية غير عربية يقول فيه بأنّ الإسلام بريء من الإرهاب وإنما الإرهاب "عربي" لأنّ القاعدة ومنفذي أحداث 11 سبتمبر عرب!

"بيار فوقل" شاب ألماني مسلم ينشط في مجال الدعوة للإسلام بين الألمان والشباب من الأصول العربية والإسلامية وله عديد من المناظرات والأفلام على شبكة اليوتوب، تصنفه المخابرات الألمانية متطرفا غير خطر، يصرح في برنامج تلفزيوني "هارت أبا فار" (شدة ولكن عادلة) بأنه صار يخشى على نفسه من العدوان في بلده وينوي مغادرته إلى المغرب بلد زوجته ليعيش بأمان بين إخوانه المسلمين كما صرح!

ألماني آخر يصرح في برنامج إذاعي بأنه يقبل أن يبنى بجانب بيته مصنعا لإنتاج الطاقة النووية ولا يقبل بمسجد!

هذه الأجواء المشحونة قد تدفع بعض الشباب من ذوي الأصول العربية والإسلامية لأفعال طائشة أو تصريحات غاضبة من شأنها أن تزيد في تعكير الأجواء.

ومن أبرز المواضيع التي يتناولها الإعلام هذه الأيام التحاق شابين ألمانيين أحدهما من أصل مغربي بتنظيم القاعدة ويبثان أشرطة على "اليوتوب" من أماكن وجودهما بباكستان أو أفغانستان، يهددان فيها الألمان "بالإبادة". وقد ساهم الأمر في إذكاء مناخ الخوف المتبادل.
أجرت الصحفية الألمانية صابينا شيفر تحقيقا صحفيا قارنت فيه بين مواضيع الصحافة الألمانية قبل المحرقة النازية ضد اليهود ومواضيع الصحافة في السنوات الأخيرة وخلصت إلى أن هناك تشابها كبيرا مما ينبئ باحتمال حدوث محرقة جديدة ضد المسلمين.

ويذكر الدكتور أحمد الخليفة وهو كاتب ومختص في تاريخ الوجود العربي والإسلامي بألمانيا أن برلمانيا ألمانيا من مقاطعة "بايارن" هاتفه وطلب منه التدخل لمنع الظاهرة التي بدأت في التنامي وهي افتتاح المسلمين لمحلات بيع خرج منها الألمان، وذلك حسب رأيه خوفا عليها من حرق مؤكد في سنوات قليلة قادمة!


التعميم والأحكام المسبقة

من المشاكل التي تواجه الجالية العربية في الغرب عموما وفي ألمانيا خصوصا، الأحكام المسبقة الناجمة عن الجهل بالآخر، أو عن عداء موروث تعود جذوره إلى حقبة الحروب الصليبية. وكذلك الطبيعة المنغلقة الغالبة على تعامل الألمان مع الآخر المختلف خاصة إذا كان عربيا أو مسلما. كما أن تردد الجاليات العربية في الاقتحام والمبادرة، للتعارف والاندماج الإيجابي لم يكن بالمستوى المطلوب الذي من شأنه المساهمة في إزالة شيئا مما تراكم عبر الزمن من سوء للتفاهم والتنافر.
لعبت الأحكام المسبقة التي بثها الإعلام في التباعد وحفر هوة تحول دون التفاهم وقبول الآخر كما هو! وهو ما ساهم في بناء صورة نموذجية للعربي الذي هو "إرهابي" بالقوة، رافض للديمقراطية الغربية، ولمبدأ حرية الاعتقاد، ومستعد لارتكاب ما يعرف "بجرائم الشرف"، ولا يعترف بالقوانين والدساتير الغربية.

أجرى الأستاذ الجامعي (كاي حافظ ) بجامعة "إيرفورت" دراسة بينت أنّ 65 بالمائة من الإعلام في ألمانيا عندما يتحدث عن الإسلام سواء عبر بحوث أو تقارير أو أخبار إنما تخصص لقضيتي: المرأة والعنف.

ويمكن استخلاص ذلك بوضوح من خلال طبيعة الأسئلة التي استحدثت لامتحان طالبي الإقامة أو الجنسية والتي دلت بوضوح على أنّ العربي والمسلم متهم في هذه المجالات حتى يثبت براءته! (أنظر عينة من تلك الأسئلة في الهامش)

حتى أنّ الناقد الألماني "هاقن ريتر" أشار إلى هذه المسائل بأسلوب ساخر، فقال إذا قتل المسلم قريبته سماها الإعلام جريمة شرف، وإن ارتكب ألماني غير مسلم جريمة مطابقة وكثيرا ما يحصل سماها الإعلام "دراما عائلية"!!
إذا ارتكب عربي أو مسلم جريمة إرهابية أو خطط لها سُمّي ذلك بالإرهاب الإسلامي، وأما إن حصل شيء مشابه من غيرهم عُدّ ذلك عملا إجراميا وحسب، أو قد يُتعاطف مع المجرم لأنه مسكين مريض نفسيا أو لديه مشاكل إجتماعية!
إذا ارتكب عربيّ مسؤول بمنظمة، مخالفة مالية أو عملا إجراميا انعكس ذلك سلبا على المنظمة التي يعمل بها، وأما إن ارتكب غيره جرما أو مخالفة مشابهة تحمّل وحده تبعات مخالفته، ولم يزر وزره بقية الذين لهم علاقة به.

الهجرة العكسية

رغم أنّ ألمانيا في حاجة إلى استقدام اليد العاملة والخبرات وهو ما تؤكده الدراسات الرسمية، بسبب تهرّم المجتمع والعزوف عن الإنجاب، فإنها تشهد هجرة عكسية. فالتقارير الرسمية تذكر مثلا أن معدل زيادة التونسيين قد تراجع، وتذكر كذلك أنّ من 1100 إلى 2000 تونسي يختارون العودة النهائية سنويا وكذلك يختار ما بين 1200 إلى 2800 مغربي العودة.

كثير من الشباب العربي يحلم بالحصول على إقامة بألمانيا ولكن من ينجو منهم من "قوارب الموت" أويدخل ألمانيا عن طريق "الفيزات" السياحية أو الزواج يصدمون بسبب تعقيد القوانين وشدتها وكذلك عدم القدرة على التأقلم السريع بسبب عائق اللغة وعسر الحصول على شغل أو التصريح القانوني لذلك.
وهو ما يجعل المهاجرين الجدد يختارون بقية الدول الأوربية على ألمانيا أو العودة إلى بلدانهم بعد العجز عن استيعاب الواقع الجديد. كما أن بعضهم يتعرض إلى الاحتضان من قبل الجريمة المنظمة، مثل الاتّجار في المخدرات والتي عادة ما تكون نتيجتها السجن ثم الترحيل.


نقاط قوة الجالية العربية بألمانيا وضعفها

من نقاط قوة الجالية العربية بألمانيا أن عددا كبيرا منها توجه للأعمال الحرة من قبيل الاتّجار في المواد الغذائية وكذلك المطاعم والمقاهي وتجارة السيارات كما أنّ هناك عددا هاما من أصحاب الشهائد العلمية كالمهندسين والأطباء الذين فتحوا مكاتب خاصة أو عيادات ومستشفيات طبية ونجحوا في أعمالهم. فإذا قارنا بين عدد الجالية العربية وعموم الجالية الإسلامية نجد أن نسبة الأولى لا تفوق عُشر الثانية ومع ذلك نجد من الأطباء من ذوي الأصول العربية وغالبيتهم من السوريين ما يفوق بكثير نظراءهم من الجالية التركية التي تبلغ حوالي 2.5 ملونا.

وبالملخص فإنّ للجالية العربية تكوينا أكاديميا يفوق في الغالب ما لبقية الجالية الإسلامية وهو ما يمكّنها من الاندماج الإيجابي في الساحة الألمانية التي هي بحاجة تزداد إلحاحا كما أشرنا إلى المهاجرين من أصحاب الاختصاصات بحكم "الشيخوخة" التي يعرفها المجتمع الألماني والتي جعلت هرم الأعمار فيه مقلوبا.

ولكن ضعف الجالية العربية يتمثل أساسا في فرقتها وتشرذمها وافتقارها إلى مراكز بحث استراتيجي وتوجيه مستقبلي. وكذلك إلى تخلي الحكومات العربية عن إسناد مواطنيها ودعمهم المادي والمعنوي وكذلك السعي إلى حل مشاكلهم، وتبني حاجياتهم والسعي إلى إيجاد حلول لها مع الإدارة الألمانية التي لا تعبأ بالحكومات العربية في تعاملها مع الجالية الراجعة لها بالنظر.


الخلاصة:

ألمانيا بلد عملاق وصاعد رغم ما تشهد الآن من ركود اقتصادي سببته الأزمة الاقتصادية العالمية التي بدأت مظاهرها تبرز للعيان عند مشاهدة المحلات التجارية التي تُغلق يوميا والشركات التي تعلن إفلاسها. ومع ذلك يتوقع الخبراء أن تحافظ ألمانيا على دورها الاقتصادي البارز، وعلى تميزها في مجال الصناعة.

وللوجود العربي بها مسقبل لا يمكن أن يلغى، بعد أن أصبح حقيقة وواقعا وجزء من الدورة الاقتصادية والنسيج الاجتماعي.

وليس من مصلحة ألمانيا أو الوجود العربي بها تضخيم الأحداث المعزولة والشاذة الصادرة عن هذه الجهة أو تلك. خاصة وأنه ليس هناك ثارات بين العرب والألمان على خلفية المرحلة الإستعمارية التي لم يكن لألمانيا فيها نصيب.
كما نود أن نشير إلى أننا أوردنا حديثنا عن تضرر الحريات في ألمانيا، مقارنة بما كان عليه الوضع سابقا وليس مقارنة بالوضع الحالي لواقع الحريات في البلدان العربية.

فرغم كل المؤاخذات ما يزال العرب بألمانيا يتمتعون بحقوق ومساحات واسعة من الحريات لا يجدونها في بلدانهم الأصلية. كما يعد القضاء قلعة من القلاع التي كثيرا ما تتحطم عليها أهواء العنصريين والمتطرفين. ويُحمد للقضاة أن جلهم قادر على التفريق بين قناعاته الشخصية وبين القانون والأدلة التي يمكن أن تنصف صاحب الحق وإن اختلفت ثقافته ومرجعيته الفكرية، وهو ما نفتقده في بلادنا العربية والإسلامية.
* اعتمدت مصطلح "الجالية" رغم أنّ عددا كبيرامنهم له صفة المواطن ولكن الشعور الغالب على التعامل بين الجانبين هو ما ذكرنا.
(1) الحوار نت ركن الإسلام والمسلمون في أوربا
(2) مثل حالة عبد الهادي التيمومي (لاجئ سياسي)
(4) العملية أدانها القضاء وحكم بتعويض الأضرار
(3) هذه عينة من الأسئلة التي تطرح على طالبي الإقامة والجنسية وهناك أسئلة أخرى عن موقف طالب الإقامة أو الجنسية من بعض الأشخاص أو التنظيمات أو علاقته بها.
السؤال الاول: يورد السؤال الأول مقتطفات من القانون الأساسي والقانون الأروبي سيما في ثلاثة مواضع محددة وهي: حماية حقوق الإنسان والعنف مونوبول حكومي وليس للأفراد أن يتعاطوه فيما بينهم والمساواة بين الرجل والمرأة. السؤال هو: هل تتناسب تلك الجمل الأساسية مع تصوراتك الشخصية؟

السؤال الثاني: ماهو موقفك من التصريحات التالية "الديمقراطية هي أسوأ نظام حكم لنا نحن اليوم ولكنه الأحسن ضمن الموجود" و "لم تعش الإنسانية من قبل أبدا مرحلة أشد ظلمة من مرحلة الديمقراطية وحتى يستطيع الإنسان أن يتحرر من الديمقراطية يجب عليه أولا الاصطلاح على أنّ الديمقراطية لا يمكنها أن تعطي الإنسان شيئا إيجابيا أو جميلا".

السؤال الثالث: في الأفلام والمسرحيات والكتب تهان أحيانا المشاعر الدينية للإنسان من مختلف التوجهات العقائدية. بأي الوسائل يحق للإنسان الأخذ لحماية عقيدته وماهي الوسائل التي لا يحق له الأخذ بها حسب رأيك؟

السؤال الرابع: كيف تتصرف عند نقد ديانة وهل تعتبر ذلك مباحا؟

السؤال الخامس: في ألمانيا يمكن لأحزاب سياسية وجمعيات بسبب أعمال عدائية ضد الدستور أن تكون ممنوعة. هل تدعم رغم ذلك حزبا أو جمعية ممنوعة بسبب ذلك؟ تحت أي ظروف؟

السؤال السادس: ماهو موقفك من القول بأنّ المرأة عليها طاعة زوجها ويحق له ضربها إن لم تطعه؟

السؤال السابع: هل تعتبر مباحا أن يغلق رجل على زوجته أو ابنته باب البيت لمنعها من إحداث فضيحة له في العموم؟ المقصود "مصيبة" يخجل منها أو يستحي منها

السؤال الثامن: في ألمانيا يمكن للبوليس عند الخصومات العنيفة بين الزوجين أن يفتح قضية عدلية ويبعد الفاعل لأيام عن مسكنه لاجتناب أخطار أخرى قادمة. ماهو موقفك من ذلك؟

السؤال التاسع: هل تعتبرهذا تقدما: كون النساء والرجال في ألمانيا متساوون قانونيا في الحقوق؟ لو لم يقبل الرجال ذلك ماذا على الدولة فعله حسب رأيك؟

السؤال العاشر: في ألمانيا يستطيع كل واحد بعد تكوين مناسب له التمكن من عمل أو مهنة. ماهو موقفك من ذلك؟ هل ترى أن أعمالا أو وظائف ومهنا معينة خاصة بالرجال فقط أو بالنساء فقط أو أنّ تلك المهن تعد لهؤلاء أو أولئك فقط؟ عند قولك نعم ماهي ولماذا؟

السؤال الحادي عشر: ماهي المهن في رأيك التي لا يجب أن تشتغل بها المرأة أبدا وفي كل الأحوال؟ هل يمكن أن تكون لك مشاكل في الاعتراف بكون المرأة في وظائف معينة لها سلطة أو هي شخص ذو سلطة؟ أي هل تعترف لها بذلك؟.

السؤال الثاني عشر: في ألمانيا يستطيع كل واحد أن يقرر بنفسه أن يتعالج بواسطة طبيب أو طبيبة وفي بعض الظروف المعينة لا يكون ذلك متاحا من مثل حالة اضطرار قصوى أو عمل وفق نظام التناوب في المستشفيات. هل تقبل في حالات مماثلة أن يعالجك طبيب إن كنت أنثى أو أن تعالجك طبيبة إن كنت ذكرا؟

السؤال الثالث عشر: يسمع الإنسان دائما مجددا أن الوالدين يمنعون بناتهم البالغات من تعاطي مهنة معينة أو الزواج من رجل معين حسب اختيارهن. ماهو موقفك شخصيا من هذا التصرف؟
ماذا تصنع لو أنّ ابنتك تريد الزواج من رجل لا يعجبك أنت أو تريد الانخراط في تكوين لا يعجبك أنت؟

السؤال الرابع عشر: ما هو موقفك من إجبار الوالدين أبناءهم على الزواج؟ هل تعتقد أن زيجات مماثلة متلائمة مع حقوق الانسان؟

السؤال الخامس عشر: في ألمانيا تعد الرياضة والسباحة مواد مدرسية عادية. هل تسمح لابنتك بالمشاركة فيها؟ إذا قلت لا لماذا؟

السؤال السادس عشر: ماهو موقفك من مشاركة أطفال المدارس في الرحلات المدرسية؟ (المقصود هنا الموقف من مشاركة البنت خاصة في رحلة مدرسية مختلطة وبعيدة عن مقر السكنى وقد تضطر في أحيان قليلة جدا إلى المبيت خارج مقر سكنى والديها).

السؤال السابع عشر: ابنتك البالغة أو زوجتك تريد بمحض إرادتها أن تلبس مثل البنات والنساء الالمانيات. هل تحاول منعها؟ إذا قلت نعم بأي وسيلة؟

السؤال الثامن عشر: ذات السؤال يوجه إلى المرأة الطالبة للجنسية الألمانية: إذا كان زوجك ضد ذلك أي ضد أن تلبس ابنتك مثل البنات الألمانيات كيف تتصرفين؟

السؤال التاسع عشر: ابنتك أو أختك رجعت إلى البيت وقصت عليك أنها أهينت جنسيا أو عوكست جنسيا. كيف تتصرف لو كنت أبا أو أما أو أخا أو أختا؟

السؤال العشرون: ابنك أو أخوك رجع إلى البيت وقص عليك أنه أهين. كيف تتصرف لو كنت أبا أو أما أو أخا أو أختا؟

السؤال الواحد والعشرون: هل يسمح القانون الأساسي حسب رأيك بتبديل الدين أو هجر الجماعة العقائدية السابقة أو يعيش الإنسان دون دين أصلا أو يغير دينه إلى دين آخر؟ ماهو موقفك لو عوقب إنسان بسبب تغيير دينه مثلا بالحرمان من الميراث ؟

السؤال الثاني والعشرون: علمت أنّ أناسا من جيرانك أو من دائرة معارفك أو أصدقائك يخططون لعمل إرهابي أو بدؤوا فيه. كيف تتصرف؟ ماذا تفعل؟ (معلومة لطالب الجنسية: رئيس المجلس الاسلامي المركزي السيد نديم إلياس صرح يوم 15 جويلية المنصرم لقناة تسات دي أف الالمانية بعد تفجيرات لندن بأن التعاون مع السلطات الأمنية بالنسبة للمسلم "فريضة إسلامية وليست خيانة").

السؤال الثالث والعشرون: سمعت عن ضربات 11 سبتمبر و11 مارس بمدريد. هل أنّ الفاعلين في عينك إرهابيون أم مكافحون من أجل الحرية؟ أدل بتصريحك.

السؤال الرابع والعشرون: ترد في الجرائد أحيانا تقارير عن حالات تقتل فيها البنات أو الزوجات من طرف أقرباء ذكور أعضاء في العائلة من الرجال بسبب تغيير للحياة بشكل غير أخلاقي بسبب قضايا الشرف والعرض لاستعادة شرف العائلة. ماهو موقفك من حادثة مثيلة؟

السؤال الخامس والعشرون: ماهو موقفك من رجل في ألمانيا متزوج بإمرأتين في الوقت نفسه؟

السؤال السادس والعشرون: كيف تعتبر رجلا متزوجا في ألمانيا يذهب إلى بلده السابق الأصلي ويتزوج هناك إمرأة ثانية؟

السؤال السابع والعشرون: بعض الناس يحملون اليهود مسؤولية كل الأشياء السيئة في العالم ويزعمون كذلك بأن اليهود يختفون وراء أحداث سبتمبر في نيويورك. ماهو موقفك من مزاعم مماثلة؟

السؤال الثامن والعشرون: ابنتك ترشحت لعمل ما منصب أو مقعد عمل في ألمانيا فتلقت رسالة بالرفض وبعد قليل علمت بأن ذات العمل أعطي لسوداء إفريقية من الصومال. كيف تتصرف؟

السؤال التاسع والعشرون: تصور أن ابنك البالغ جاءك وقال لك إنه ينتمي إلى طائفة "هوموسكسويال" اللواطيون الزواج من جنس واحد ويريد بمحض إرادته أن يعيش مع ذكر آخر عيشة جنسية . كيف ترد الفعل؟

السؤال الثلاثون والأخير: في ألمانيا يعرف بعض السياسيين على الملإ على العموم بأنهم من الطائفة السابقة هوموسوكسويال . ماهو موقفك من كون "هوموسوكسوياليين" في ألمانيا يشرفون على مصالح إدارية رسمية معينة؟

توضيح من طالب الجنسية:
أشهد بأن أجوبتي وتصريحاتي على الاسئلة المطروحة صحيحة ومتناسبة مع توجهاتي الداخلية الحقيقية ولم أتعرض لصعوبات في فهم الأسئلة المطروحة ولو وقع ذلك فإني أستفهم ويوجد من يفهمني في السؤال وأعلمت بأن كل معطيات غير صحيحة مني يعد غشا ضد مصالح التجنيس في ألمانيا وذلك يمكن أن يؤدي إلى سحب الجنسية عني حتى بعد سنوات أخرى.

الامضاء: فلان الفلاني أو فلانة الفلانية طالب جنسية ألمانية. (ترجمة الهادي بريك)
طه بعزاوي / ألمانيا
5 ماي 2009


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.