اعتبر راشد الغنوشي الأحداث الأخيرة التي سجلت في كل من القيروان و حي التضامن''اختبارا لمدى تطبيق القانون و احترامه في تونس،و انتصارا للدولة،''و هنأ بالمناسبة رجال الأمن على قدرتهم على استرجاع سلطتهم مثلما صرح به زعيم حركة النهضة لصحيفة''لوفيغارو''الفرنسية. و في إجابته عن سؤال يتعلق باستئصال المجموعات الجهادية في تونس قال الغنوشي أن المسألة ستحسم بعملية فرز بين الأجنحة المعتدلة التي لا تضع نفسها محل مواجهة مع السلطة و بين الأجنحة الأخرى التي ستجد نفسها معزولة ،مثل التي سبقتها في السبعينات سواء كانت حركات يسارية أو قومية أو إسلامية و التي انتفضت في البداية ضد الرئيس السابق ثم أذعنت له و قبلت بمبادئه. و استبعد الغنوشي من جهة أخرى أن تلجأ هذه المجموعات إلى العنف لأن ذلك سيثير التونسيين ضدها و سيزيد من تهميشها،و لتجنب ذلك اقترح حل كل المسائل المتصلة بالتنمية''لأن الظاهرة الجهادية تنمو و تتطور في المناطق الفقيرة و المهمشة''. و في هذا الإطار تحدث راشد الغنوشي عن برنامج الحركة لتحقيق التنمية العادلة بالتفكير و التركيز على المناطق الداخلية و إعطائها الأولوية في التدخلات''لأن 80 بالمائة من البرامج التنموية للرئيس بن علي كانت موجهة إلى المناطق السياحية و 20 بالمائة فقط منها إلى بقية المناطق الأخرى''.و أضاف أن الدولة وحدها غير قادرة على تحقيق الاقتصاد الاجتماعي''و يجب استثمار أموال عائلتي الطرابلسي و بن علي في المناطق الداخلية''.و هو ما يتطلب في رأيه وقتا و بنية أساسية متطورة ستجسمها طرقات سيارة''من العاصمة تونس نحو القصرين و القيروان و سيدي بوزيد و قفصة''. و من جهة أخرى و ردا على سؤال يتعلق بازدواجية الخطاب التي يتهم بها نفى الغنوشي الأمر قائلا إنه كان يحاول إقناع السلفيين بالعمل في إطار المجتمع المدني،''قلت لهم إن الدولة قوية و ستسحقهم ...لكنهم لم يستمعوا إلي'' و أضاف أنه يعتبرهم''أبناء تونس...بعضهم مستقيم و سوي و البعض الآخر ليس كذلك..سنحاول استرجاعهم و لن يكون ذلك إلا بالحوار لأن ما نعيشه اليوم ليس من ثمار الثورة بل إنه لبن علي،و قد أصبحت تونس وجهة للسلفيين من الخارج بسبب ما صنعه نظاما بورقيبة و بن علي و جعلا البلاد أرضا خصبة لهؤلاء''. مريم