اكتشفت المانيا فقراءها الجدد على خلفية حوادث مشينة وبعد ان فجرت دراسة تشير الى ان 8% من الالمان ينتمون "الى طبقة دنيا" جدلا حول هذه الطبقة المحرومة من اي فرص مستقبلية. والمشاكل مطروحة منذ وقت طويل. وجاء مقتل الطفل كفين الذي عثر عليه في ثلاجة ابيه في بريم (شمال) ووفاة الصغيرة ليوني التي ادمنت امها على الكحول في ساكس-انهالت (شرق) الاسبوع الماضي لتذكر بالمزيد من الحوادث المفجعة المرتبطة بالاوضاع الاجتماعية. وتنشر احصائيات حول الفقر لا سيما لدى الاطفال بانتظام وتعكس صورة ليست مجيدة عن المانيا لانعدام المساواة في البلاد. لكن ما ان تفوه رئيس الحزب الاشتراكي الديمقراطي كورت بيك بنفسه بكلمة "طبقة دنيا" حتى ثارت الاوساط السياسية وتركز الجدال حول ضرورة محاسبة المسؤولين عن هذه الظاهرة. واعلن بيك في مقابلة ان "المجتمع فقد من قدراته على الاستيعاب" مؤكدا ان "ثمة عددا كبيرا جدا من الاشخاص في المانيا لا يتمتعون باي فرصة لصعود السلم الاجتماعي" وبالتالي فانهم يشكلون على حد قوله "طبقة دنيا" ليس فقط بسبب وضعهم المادي المتدهور بل ايضا بسبب استسلام فكري وثقافي تغذيه "برامج للطبقات الدنيا" تشبع بها محطات التلفزيون مشاهديها الخاملين. وصب نشر مقتطفات من دراسة اجرتها مؤسسة فريدريش ايبرت المقربة من الحزب الاشتراكي الديموقراطي، الزيت على النار حيث افادت الدراسة ان ثمانية بالمئة من الالمان اي اكثر من ستة ملايين نسمة ينتمون لفئة جديدة من السكان تعاني من "انعدام كبير للامن المالي" حيث ان "مواردها الشهرية ضعيفة جدا وليس لها الا القليل من الممتلكات في السكن والادخار والكثير من الديون وقليل من الدعم العائلي" ومع كل ذلك "شعور كبير باليأس". وتبلغ هذه النسبة العشرين بالمئة في المانياالشرقية سابقا حيث البطالة تطال 16% من القوى العاملة، ومع ان البؤس الاجتماعي يبقى على الدوام موضع تنديد فان الطبقة السياسية تبدو وكانها تكتشفه باستغراب. وسخرت صحيفة سوداتش زايتونغ (يسار الوسط) الاثنين من "الائتلاف الكبير (الحكومي) الذي بدا وكأنه يستغرب وجود طبقة دنيا جديدة تزداد انتشارا في المانيا". واندلع نقاش حول معاني الكلمات وتساءل امين عام الحزب المسيحي الديموقراطي فولكر كاودر هل عبارة "طبقة دنيا" مناسبة مؤكدا انه يفضل التحدث عن "ذوي مشاكل اجتماعية وعدم اندماج" في حين اعتبر وزير الوظيفة فرانتز مونيفرينغ من الحزب الاشتراكي الديموقراطي ان "ليس ثمة طبقات اجتماعية في المانيا". ومما زاد في حدة هذا النقاش البحث عن مسؤول عن هذا الوضع. وسرعان ما اشير الى المستشار السابق غيرهارد شرودر الذي انجز اصلاحا لسوق العمل اطلق عليه اسم هارتز4 في مطلع عام 2005 واعتبره عديدون سببا للمعاناة الاجتماعية. ونقل برنامج هارتز4 الملايين من نظام المساعدات الاجتماعية الى تعويضات البطالة بدعوى دفعهم الى العمل ومنح الدولة المزيد من المراقبة على ميزانية العائلات. وجاءت اعنف الهجمات على الحكومة السابقة من الجناح اليساري للحزب الاشتراكي الديموقراطي ليتحول النقاش الى جدال مبتذل بين الاحزاب لكنه لم يأت بحلول ودعا كارت بيك "لانطلاقة جديدة في التربية" لتشمل عدة انظمة استقبال للاطفال من كافة الاعمار والاصول. ودعت صحيفة فرانكفورتر روندشاو (يسار) في افتتاحيتها "الائتلاف الكبير الى التحلي بالشجاعة لمواجهة هذا الموضوع بدلا من الاستسلام للعجز الذي نراه في كل مكان" امام هذه المشكلة.