لقد طالعت باهتمام مقالكم الأخير بتاريخ 3 ماي 2007 بعنوان "لا مصالحة دون فك قيود سجناء الرأي وإيقاف المحاكمات السياسية" كما أني أتابع كتاباتكم وكثير من الأخوة على صفحات الوسط الغراء. و لقد قرأت قبل هذا المقال، الحوار الذي أجريتموه مع البروفسور منصف بن سالم بتاريخ 18 أفريل 2007. و لقد عرّفتم بالحوار على أنه يعرض مواقف لافتة جدا من قضايا العنف الذي ضرب تونس والجدل الحاصل حول ائتلاف 18 أكتوبر و أن فيه موقفا جريئا تجاه مجموعة الانقاذ الوطني التي تحركت للاطاحة ببورقيبة سنة 1987 وفيه كذلك تعليقات على قضايا أخرى هامة جدا.. و مما لفت انتباهي في هذا الحوار إجابته حين قال" لا شك أن المعارضة الإسلامية تتحمل جزئا من المسؤولية فيما آلت إليه الأوضاع في تونس باعتبارها المعارضة الشعبية الواسعة الانتشار والقادرة على التأثير في الساحة أكثر من غيرها والوقت الآن لا يسمح بسرد الأخطاء و إلصاق التهم ,هذا يتم بعد إجراء تقييم شامل و كامل للإحداث التي وقعت منذ 1987 وبالمقابل يمكن تحميل السلطة السابقة واللاحقة (لا اقدر أن افرق بينهما و اعتبرها واحدة) وما عساها أن تفعل الحركة الإسلامية إذا قررت السلطة تسخير كل إمكانياتها البشرية والمادية والمالية لاستئصال حركة الاتجاه الإسلامي أولا,و محاربة الإسلام ثانيا و تلجيم بقية المعارضة ثالثا.هذا القرار لازال قائما حتى اليوم ." فبالنسبة للبروفسور منصف بن سالم "الوقت الآن لا يسمح بسرد الأخطاء و إلصاق التهم, هذا يتم بعد إجراء تقييم شامل و كامل للإحداث التي وقعت منذ 1987.." و بين 1987 و 2007 عشرون سنة، أي حتى بعد 20 سنة من هذه الأحداث يقول البروفسور لا للتقييم؟! و قد دفع الإسلاميون الثمن و زيادة؟! و يقرر أنه لم يقع " تقييم شامل و كامل للأحداث التي وقعت منذ 1987 ". لقد كنت أعتقد مخطئا، أن من مستوى البروفسور منصف بن سالم أن ينصح أبناءه بالتقييم و تحديد المسؤوليات؟! اتفاقا مع جوابه هذا و تواصلا مع كل الحوارات التي أجراها البروفسور منصف بن سالم و حصل أن اطلعت على أغلبها فان فضولي يذهب إلى هذه الرسائل الثلاث عشر التي "وجهها العالم والمعارض التونسي البارز الدكتور المنصف بن سالم إلى رئيس الجمهورية التونسية زين العابدين بن علي" و تنعقد رغبتي و يعظم حرصي على الإطلاع على مضمونها. كيف يمكن أن تكون هذه الرسائل الثلاث عشر متصلة أو منقطعة مع قدّمه في كل الحوارات و البيانات التي أمضاها باسمه؟ لقد كانت هذه الرسائل الثلاث عشر منطلق مقالتك عن "المصالحة" (بتاريخ 3 ماي 2007) و حجتة الأولى.. أتصور أنكم تتفقون معي بذهنيتكم المهنية أنه من المفروض أن لا أسرار في رسائل البروفسور للرئيس و لا ضرر في نشرها خصوصا لمّا لم تحضى بإجابة من أولها إلى الثالثة عشر منها... فرجائي إليكم أن تقدموا هذه الرسائل إلى القارئ حتى يعلم قدرة البروفسور منصف بن سالم على أن يكون متواصلا مع حواراته التي أجراها و بياناته التي يشكو فيها حاله و حال البلاد، أو أن نكتشف موهبتة في الاتصال و الإقناع من خلال هذه الرسائل الثلاث عشر. أرجو نشر رسالتي هذه حين وصولها إليكم، حتى لو تعذر عليكم الحصول على اذن بنشر الرسائل الثلاث عشر. لطفي بالحاج نشر على الوسط التونسية بتاريخ 12 ماي 2007