هو أحد الشخصيات السورية المرموقة، فهو سياسي وكاتب وناشط في المجال السياسي والمجتمع المدني. عرفت الأستاذ "ميشيل كيلو" منذ سنوات في مشاركات ونشاطات وندوات وحوارات عديدة جمعت بيننا، وفي كل مرة اكتشف في شخصيته المميزة شيئًا جديدًا، بالطبع اكتب عنه الآن بعد اعتقاله من قبل السلطات السورية منذ أيام، هو وبعض زملائه من الشخصيات السياسية والحقوقية السورية العاملة في مجال المجتمع المدني الذي بدا يسترد عافيته قليلا، لكن في كل مرة يحاول الناشطون في هذا المجال أن تزيد مساحة حركتهم المشروعة قليلا يتعرضون لضربة من الضربات وكان آخرها اعتقال مجلس إدارة منتدى "الاتاسي" لمدة ثم إطلاق سراحهم، لكن هذه المرة الذي تم فيها اعتقال الكاتب الكبير الأستاذ كيلو وزملاءه كانت التهمة من أغرب التهم وهي التوقيع على بيان يدعو إلى إعادة بناء العلاقة بين سوريا ولبنان على أسس جديدة تحقق مصالح الشعبين وخصوصية علاقتهم القائمة على الاحترام، واعتبرت السلطات السورية أن هذا البيان يمس أمن الدولة السورية فاعتقلت الأستاذ كيلو وعدد من زملاءه الموقعين على هذا البيان، والحقيقة أني استغربت بشدة موقف هذه السلطات التي مازالت تعيش في العصور الوسطى تلك التي تعتبر التوقيع على بيان لإعلان رأي في موقف ما مهما كان هذا الموقف يمس أمن الدولة، ويعرض صاحبه للاعتقال وتوجيه تهمة تصلح لأن توضع في متاحف التاريخ وتدرس للأطفال كنموذج لعصور الظلام في القرون الوسطى وليس كلاما جادا يطلق في القرن الواحد والعشرين بعد كل هذه الثورة البشرية في الاتصال والتعبير. إن ما جرى مع الأستاذ كيلو وزملاءه فضيحة بكل المعايير فالرجل سوري وطني بامتياز يدافع عن وطنه في كل المحافل التي شاركته فيها بصدق وتجرد، وهو أيضا عروبي بأكثر من امتياز أكثر من يدافع عن القضايا العربية وضد الهيمنة الأمريكية وضد الاحتلال الأمريكي للعراق ومع الشعب الفلسطيني وقضيته وضد الصهيونية ومشروعها وكثيرًا ما كان حديثه يوفر على كثير منا ما نقول فقد قال أقوى العبارات وأفصحها بالدفاع عن كل قضايانا العربية والإسلامية، فهو المدافع عن حماس وحزب الله وأنهما حركات مقاومة مشروعة فلا يستطيع أحد من المزايدين أن يشكك في وطنية ميشيل كيلو أو عروبيته أو استقامة مواقفه. كثيرًا ما أحتار من مواقف السلطات السورية فهي في حالة حصار دولي، وكثيرًا ما كانت تستدعي قوى عربية لمناصرتها فكيف نناصر نظام حكم يتعامل مع رموز مرموقة مثل ميشيل كيلو بهذه الطريقة. أنني أدعو أصدقائنا من التيار القومي ومن قيادات حزب الله الذين تربطهم بالنظام السوري علاقات قوية أن يتدخلوا لديه وأن يعلنوا موقفًا علنيًا برفض هذه التصرفات وأن يطالبوه بسرعة الإفراج عن الأستاذ ميشيل كيلو وزملاءه، حتى تتأكد مصداقيتهم في الدفاع عن قضايا الأمة في مواجهة الهيمنة وفي مواجهة قمع الأنظمة العربية للحريات في نفس الوقت. وحسنًا فعل المؤتمر القومي العربي بمطالبته بالإفراج عن معتقلي الرأي في سوريا وأطالب الصديق العزيز خالد السفياني الذي اختير أخيرًا أمينًا عاما للمؤتمر القومي في اجتماع المغرب الأخير، أطالبه أن تستمر جهوده مع السلطات السورية في الإفراج عن الأستاذ ميشيل كيلو وزملاءه، كما أطالب الأستاذ الفاضل محمد فائق أمين عام المنظمة العربية لحقوق الإنسان بتبني هذه الموضوع أيضا لدى السلطات السورية وكذلك أطالب الأستاذ سامح عاشور رئيس اتحاد المحامين العرب بأن يطالب السلطات السورية بالإفراج عن هذه الشخصيات المرموقة بنفس القوة التي ذهب بها لدعم النظام السوري في مواجهة الحملة عليه، وكذلك أطالب الصديق العزيز اللواء طلعت مسلم القائم بأعمال المنسق العام للمؤتمر القومي الإسلامي بصفتي عضوًا بهذا المؤتمر أن يطالب أيضا باسم المؤتمر القومي الإسلامي بسرعة الإفراج عن ميشيل كيلو وزملاءه. لعل السلطات السورية حينما ترى هذه المواقف تدرك كم أخطأت باعتقال ميشيل كيلو فتسارع بعلاج هذا الخطأ الفادح .