بعد أن انطلق من دبي سنة 2013، لأول مرة يحط برنامج دبي الدولي للكتاب الموجه للطفل الرحال بتونس خلال هذا العام. وذلك من خلال احتضان بلادنا لسلسلة من الورشات التكوينية في أدب الطفل. وأفادت وفاء المزغني بصفتها المشرفة على هذا المشروع أن البرنامج التكويني الذي احتضنته بلادنا منذ الأشهر الأولى للعام الجاري موجه للكتاب المهتمين والمختصين في أدل الطفل وأساسا منهم الشباب. وبينت أن الورشات تمت في شكل حلقات بمعدل 15 ساع في الشهر وأن المجال مفتوح أيضا للمهتمين بهذا النمط من الكتابة الأدبية بغاية اثرائها والتشجيع على التخصص فيها. وقد احتضنت بلادنا منذ أيام إحدى حلقات هذا البرنامج وفق ما أكدته المشرفة عليه في حديثها ل"الصباح". وتجدر الإشارة إلى أن وفاء المزغني هي ناشطة في مجال ثقاف وأدب الطفل وهي أكاديمية في جامعة صفاقس ومحصلة على الدكتورا في تحليل الخطاب وشهادة دولية من أمريكا في التكوين والتدريب في أدب الطفل. وقد وضعت محدثتنا هذا البرنامج الذي وصفته بالرائد والهادف في إطار مساعي الجهة المشرفة عليه من أجل تقوية الأجيال المستقبلية وتمكينها من ابتكار حلول مستدامة لتيسير عملية المعرفة والبحث في العالم العربي بشكل عام. من خلال التعهد بتمويل المشروعات البحثية والأنشطة والمبادرات الدّاعمة للأفكار والابتكار، وفي نفس الوقت تهتم بركائزها الأساسية التي تتمثل في التعليم وريادة الأعمال والبحث والتطوير من أجل تأسيس مجتمعات قائمة على المعرفة. كما اعتبرت هذا البرنامج الموجه للمولعين والمهتمين والمختصين في أدب الطفل في تونس نظرا لما يوفره من فرص الاطلاع على تجارب أخرى في هذا المجال والآليات المعتمدة في مستوى الكتابة والترويج والتوزيع والتكوين. خاصة أنه برنامج يهدف إلى تشجيع وتمكين المواهب الشابة ممن يمتلكون موهبة الكتابة في شتى مجالات المعرفة من العلوم والبحوث إلى الأدب والرواية والشعر، والوصول بهم إلى العالمية. ويتكّفَل البرنامج بنشر أعمال هذه المواهب باللغة العربية وغيرها من اللغات الأخرى، ويعطي الأولويّة للغتنا العربيّة لتعزيز قيمة الكتابة العربية وفقاً للمعايير العالمية. انفتاح وفيما يتعلق بخصوصية الدورات التدريبية المنتظمة بتونس بينت وفاء المزغني أنها تراعي في تفاصيلها الخصوصية التونسية وحقيقة وضع الكتاب الموجه للطفل خاصة في ظل النقص المسجل في هذا المستوى بالنسب للسوق التونسية بشكل عام. وأضافت قائلة:"شارك في هذه الورشة 11 منتسبا من الكتّاب الموهوبين في مجال أدب الطّفل من تونس من مختلف الشرائح العمرية رغم أن البرنامج موجه للشباب. وتُعدّ هذه الورشة هي الأولى من نوعها في تونس ضمن هذا البرنامج، وهي وتهدف إلى تدريب المنتسبين على أهمّ التقنيات السّردية المعتمدة في الكتابة القصصية في قصص الأطفال خصوصا والتعريف أيضا بأهمّ المضامين المتداولة في قصص الأطفال والمضامين المبتَكرَة التي يمكن تناولها بحسب اختلاف الفئات العمريّة. ومن المحاور الأساسية لهذه الورشة تقديم فكرة على أهمية الرسومات في قصص الأطفال مع تناول أهمّ إشكالاتها من حيث المضمون والشكل". وأكدت أيضا أن المشاركون في الدورة التدريبية تعرّفوا في تونس على أهمية التصميم والإخراج وكيفية التواصل والتعاون مع الناشرين، وكانت لهم فرصة لمعرفة الطرق المختلفة لتسويق الكتاب. وأوضحت وفاء المزغني أنّ البرنامج يوفّر تدريبا تطبيقيّا للمشاركين في ورشات تنتهي بتأليف كتاب مع نهاية الورشة. وعبّرت الدكتورة وفاء المزغني عن سعادتها للقيام بهذه الورشة في تونس لأنها كانت مناسبة للتعريف بأدب الطفل التونسي وفرصة لتوفير وسائط لانتشاره أكثر في العالم العربي خاص في ظل الحوافز والتشجيعات التي توفرها المؤسسة المحتضنة لهذا المشروع وفق ما أكدته محدثتنا. وذلك بتكفلها في لبداية بطباعة مخرجات القصة التي افرزتها الدورات التدريبية وتوزيعها. ودعت هذه المدربة الشباب الموهوب والمختص في هذا المجال للاطلاع على التجارب العربية بمختلف توجهاتها لأنها تعتبر ذلك آلية خادمة ومساهمة في تطوير تجربة كل واحد يرغب في دخول"سوق" أب الطفل. نزيهة الغضباني