لئن كانت مهمة رئاسة أي ناد رياضي لا تخلو من صعوبات ومشاكل فإنه لم يسبق لأي رئيس للنادي البنزرتي أن عاش ظروفا صعبة كتلك التي مر بها الرئيس الحالي عبد السلام السعيداني ، ولا يزال. فرغم رفض ترشحه الأول لعدم توفر السن القانونية 35 سنة ، فإنه لم ييأس، وانتظر بضعة أشهر أخرى، وجدد ترشحه ، وأصبح رئيسا للنادي، ورغم العجز المالي التاريخي للجمعية الذي قارب 6 مليارات فقد أقدم على تحمل المسؤولية التي أحجم عنها المحنكون ، وتتالت عليه إثر ذلك الخطايا الجبائية والتي قاربت 800 ألف دينار ، والتي أعقبت توليه رئاسة النادي مباشرة ، وتعرض فريقه إلى مظالم تحكيمية جعلته يلعب من أجل تفادي النزول بعدما كان يلعب الأدوار الأولى ، كما اضطر إلى استقبال المنافسين خارج بنزرت قرابة موسمين بعدما أغلق ملعب 15 أكتوبر للصيانة وإعادة تعشيب الميدان، وخصمت الفيفا 6 نقاط من رصيد الفريق ، وهددت بإنزاله إلى الرابطة 2 بسبب مستحقات اللاعب النيجيري أليو بوبكر ، وطالته بسبب هذه القضية سهام النقد والانتقاد من كل جانب رغم أنه لا يتحمل أية مسؤولية في كل ذلك ، ولكنه لم يضعف وواصل التحدي في عناد فريد ، تحدّ امتدّ في الأسابيع القليلة الماضية ضد القرار المفاجئ للجنة مكافحة الفساد ببلدية بنزرت بعدم استلام ملعب 15 أكتوبر ، عندما أصر على استقبال النادي الصفاقسي بهذا الملعب ، والتمسك بعدد التذاكر المتفق عليه للجمهور المرخص له بدخول الملعب وهو 5000. وهذا الموقف الأخير عزز مكانة السعيداني لدى الأحباء ، قبل أسابيع قليلة من موعد الجلسة العامة الانتخابية . وللحديث عن هذه الجلسة المرتقبة وموعدها ، وفي غيرها من المسائل التي تخص النادي التقت "الصباح الأسبوعي" عبد السلام السعيداني في هذا الحوار : استأثرت تصريحاتك ومواقفك في الآونة الأخيرة باهتمام الرأي العام الرياضي . واختلفت المواقف بين مؤيد ومدين . فبم تجيب ؟ - كنت قد صرحت منذ البداية أنه لا غاية لي سوى خدمة النادي البنزرتي، هذا النادي العريق ، وأحد أكبر الأندية التونسية . فأنا موجود هنا لأدافع عن مصلحته بكل ما أوتيت من جهد وقدرة ؛ ولذلك من الطبيعي أن تعجب تصريحاتي البعض، ولا تعجب البعض الآخر . لم تكن راضيا على تحكيم ماهر الحرابي. فهل أثر تحكيمه في نتيجة المباراة حسب رايك ؟ - إن كان هذا الحكم قد تولى التحكيم في سن ال 25 فأنا قد بدأت ممارسة رياضة كرة القدم في سن العاشرة، ولذلك أصبحت قادرا على معرفة اتجاه الحكم من التصفيرة الأولى ، وقد ارتكب الحكم أخطاء في حق النادي، وقد ذكرتها في تصريحي للإعلام . ولكنك في نفس الوقت وجهت انتقادات إلى مسؤولي «السي آس آس» ؟ - إن مسؤولي النادي الصفاقسي على عيني ورأسي، وتربطني بهم علاقة طيبة ، والعلاقة بين أحباء الناديين العريقين ممتازة للغاية ، وقد رأيتم كيف تمت مرافقة أحباء الفريق الضيف حتى محطة الحافلات. والتصريح الذي أدليت به موجه إلى شخص واحد . هل توجد.برمجة خاصة للفريق في هذه الفترة من توقف البطولة ؟ - لم يقترح الإطار الفني برمجة خاصة ؛ باعتبار أن الفريق قام بالتحضيرات المناسبة ، وقد تم وضع روزنامة للتمارين بين ملعبي العالية والمنزه، والتي تكلفنا مصاريف كبرى يوميا تقارب 500 دينار بين تأجير الملعب والتنقل وغيرها . يدور الحديث بالشارع الرياضي عن احتمال التفريط في بعض اللاعبين. فما قولك ؟ - فعلا ،تلقى النادي عروضا تخص عددا من اللاعبين، نحن بصدد التفاوض في بعضها، ورفض الأخرى لأنها تتعلق بلاعبين يشكلون النواة الصلبة للفريق ، ولا يمكن التفريط فيهم . هل يمكن ذكر أسمائهم؟ - أعتذر على التكتم حاليا ؛ مراعاة لمصلحة اللاعبين والنادي على حد سواء . هل يتعلق أحد هذه العروض بواتارا؟ - لم نتلق أي عرض رسمي بشأن هذا اللاعب. س: ولكنكم مضطرون إلى التخلي عن بعض اللاعبين الأجانب الذين بلغ عددهم 7 بالمجموعة، والقانون يسمح بانتداب 3 فقط. نحتاج إلى التفريط في لاعب واحد فقط ؛ لأن 3 من هذا السباعي أولمبيون ولا ينطبق عليهم هذا القانون ، وهم مادينا والعنزي وشولي ، واتخاذ قرار الاختيار بالنسبة إلى اللاعب الذي سنتخلى عنه بيد الإطار الفني. يتساءل الأحباء عن موعد الجلسة العامة . فمتى سيتم الإعلان عن ذلك؟ - نحن بصدد إعداد الترتيبات لذلك ، وسنعلن عن موعد الجلسة العامة حالما نكون جاهزين . سبق أن صرحت ل"الصباح" أن الإعلان عن الجلسة العامة سيكون إثر انتهاء فترتكم النيابية ، وقد يكون ذلك يوم 5 سبتمبر . فهل ستتم المحافظة على هذا الموعد؟ - نعم، سنعلن عن الجلسة العامة الانتخابية خلال شهر سبتمبر القادم . ما دمنا نتحدث عن الانتخابات ، أعلن ناصر كشك عن اعتزامه الترشح لرئاسة النادي البنزرتي، فهل ستفسح له المجال ؛ اذ سبق أن عبرت عن استعدادك لتسليم الجمعية لمن يطمئنك عليها، وأن تقوم بدعمه إن احتاج الى ذلك؟ - قلت ذلك، ومازلت متمسكا برأيي، ولكن هذا المترشح يفتقد إلى الشروط التي يجب أن تتوفر في المسؤول الأول بالنادي البنزرتي . لو توضح رأيك؟ - يجب أن يمتلك المترشح إلى رئاسة النادي البنزرتي المال والمعرفة الكروية . فالمهدي بن غربية أقدم على هذه المسؤولية لأنه يملك الكثير من المال ، وله بعض الدراية بالشأن الرياضي . وأنا قبل أن أترشح لرئاسة النادي توليت رئاسة فرع الشبان ، ودعمت الجمعية مع رؤساء سابقين مثل سعيد لسود والمرحوم أحمد القروي ، ولما توليت الرئاسة وفرت من مالي الخاص مستلزمات انطلاق الموسم، وإمضاء عقود اللاعبين والرواتب وغيرها. فهل يقدر هذا المترشح على تأمين كل ذلك ؟ لا أعتقد، وأظن أن كل ما في الأمر يندرج في باب الدعاية و«تحيير» الاسم بالساحة لا غير ؛ إذ رأيناه قد تولى المسؤولية بالبلدية منذ أسابيع قليلة ، فماذا فعل لبنزرت وهي تغرق بالماء إثر أمطار يوم الجمعة ؟ كنت تعتزم عقد جلسة عامة خارقة للعادة لتنقيح القانون الأساسي بإدراج بند ينص على أن يوفر المترشح لرئاسة النادي 300 ألف دينار . فهل مازلت مقتنعا بوجاهة هذا الاقتراح ؟ - مازلت عند هذا الرأي، فلا بد لمن يريد أن يترأس الجمعية أن يوفر مبلغ 400 أو 300 ألف دينار على الأقل؛ وهو مبلغ يتطلبه تسيير النادي حتى شهر ديسمبر ؛ بين منح ورواتب ومصاريف التنقل وتصريف شؤون الجمعية وغيرها وخصوصا المسائل الطارئة. وما يؤكد وجاهة هذا المقترح هو أن النادي لن يتمتع بمنحة الوزارة ؛ لأنها ستحول إلى الجامعة التي تكفلت بدفع مستحقات اللاعب النيجيري أليو بوبكر ، في إطار الاتفاقية الثلاثية المبرمة بين النادي البنزرتي والجامعة والوزارة ، أي أن على الرئيس القادم أن يكون واعيا بهذه الحقيقة ، وقادرا على تدوير عجلة النادي في ظل هذه الظروف الصعبة ؛ ولذلك فإن رئاسة النادي ليست لأي كان ، وإلا فإنه سيكون «تطييح قدر للجمعية» ، وهذا ما لا ترضاه لها أبد».