ستنظر الدائرة الجناحية للمحكمة الابتدائية بتونس قريبا في قضية تدليس وافتعال تأشيرات سفر تورطت فيها مجموعة من الطلبة والموظفين ووجهت إليهم تهم الارتشاء من موظف عمومي وهو الباعث على ذلك والارشاء وارتكاب الزور وإبقاء رسم مدلس واستعماله وتقليد طابع السلط العمومية واستعماله وصنع وإعداد آلات ومواد معدة للتقليد وتغيير الوثائق والأختام والطوابع والعلامات وإبقائها وتكوين عصابة بقصد تحضير وارتكاب واعتداء على الاشخاص والأملاك والمشاركة في ذلك طبق فصول الاحالة... وقد انطلقت أطوار هذه القضية على اثر توفر معلومات لدى الوحدة الوطنية للأبحاث في جرائم الارهاب مفادها نشاط شبكة بمنطقة حي الخضراء مختصة في تدليس وافتعال وثائق وملفات معدة للحصول على تأشيرات سفر نحو فرنسا وأبوظبي ودول أخرى، وكان من بين افراد هذه الشبكة طالب سبق ادراجه بخزائن الوحدة على أساس انه من بين العناصر «الجهادية» ورجحت فرقة مكافحة الإرهاب ان يكون هذا الشخص بصدد تسفير ومساعدة اشخاص آخرين للتحول إلى بؤر التوتر للمشاركة في المعارك الدائرة هناك ومساعدتهم في الحصول على تأشيرات للتحول الى فرنسا وتركيا ومنها التسلل إلى القطر السوري.. لكن اتضح فيما بعد ان هذه الشبكة تنشط في مجال تدليس ملفات للحصول على تأشيرات لتسفير الاشخاص الراغبين في ذلك الى الفضاء الاوروبي مقابل مبالغ مالية متفاوتة وقد تورط فيها موظفون بوزارات وأعوان بلدية ووكلاء شركات اضافة الى طلبة ويقودهم نادل بمقهى... فتم القاء القبض عليه وباستنطاقه افاد انه يعمل نادلا بمنطقة حي الخضراء وان اشخاصا يتصلون به اما مباشرة او عن طريق اثنين من الطلبة للحصول على تأشيرات سفر فيتولى عن طريق أجهزة إعلامية خاصة تحميل نماذج من الوثائق المطلوبة وافتعال وثائق تتمثل في شهادات حضور وكشوفات حسابات بنكية وأوراق للضمان الاجتماعي وشهادات ترسيم بمعاهد عليا وغيرها من الوثائق وذلك بغاية تكوين ملفاتهم التي تقدم لاحقا للسفارات الاجنبية لغاية الحصول على تأشيرات لأمريكا والبرتغال وفرنسا والفضاء الاوروبي عموما أو دول الخليج.. وكان يقوم بافتعال هذه الوثائق مقابل مبالغ مالية متفاوتة بين 50 د و100د.. وقد تم حجز وثائق بأسماء اشخاص كان يخزنها المظنون فيه ببريده الالكتروني كما اقر المتهم انه كان يتحوز على 3 اختام مفتعلة قام بإتلافها بعد علمه بإلقاء القبض على الطلبة شركائه.. وبمزيد التحري تبين ان من بين المتهمين طالبان احدهما بشعبة الهندسة يقوم بتنظيم سفرات للخارج من أجل توفير بعض الأموال لدراسته وكان يسعى إلى مساعدة أعضاء المجموعة المسافرة للحصول على التأشيرات بتنظيم مواعيدها لدى السفارات المعنية، كما انه ونظرا لعلاقته بإحدى شركات الأسفار كان يحصل على تعريفة اقل لتوفير بعض الأموال لخاصة نفسه.. كما تعرف الطالب على ساع بوزارة توسط له وتدخل لفائدته للحصول على تأشيرات من سفارة فرنسا لحضور معرض الهندسة المعماري في فرنسا.. والطالب الثاني يقوم بربط صلة بين هؤلاء الأشخاص وموظف في بلدية العمران حيث كان هذا الاخير يهتم بالوثائق التي تستوجب تعريفا بالإمضاء بمقابل مالي يطلبه من الاشخاص المنتفعين بالتأشيرة.. وباستنطاق النادل عن سبب اقترافه لهذه الافعال أجاب أن ظروفه العائلية الصعبة اضطرته للقيام بذلك اذ انه أب لطفلين مريضين تستوجب حالتهما مصاريف طائلة عجز عن توفيرها لذلك انخرط في هذا المجال.. وعن بقية أفراد الشبكة والتي تتمثل في وكلاء شركات وأعوان بوزارات اعترف أحد أفراد الشبكة وهو وكيل بإحدى المؤسسات انه بدأ عملية تدليس الوثائق منذ سنة 2011 بمعية شريكين ووكلاء شركات وقد مكنه أحدهم من جهاز كمبيوتر يحتوى على جميع الوثائق المطلوبة وأوهمه ان لديه علاقات بسفارة إيطاليا وقد تولى عن طريق هذه النماذج تدليس العديد من الوثائق والحصول على مبالغ مالية متفاوتة تتراوح بين 500 و600 دينار... وقد تمت إحالة الملف وإحالة 11 متهما على المجلس الجناحي للمحكمة الابتدائية بتونس لمقاضاتهم من أجل التهم التي وجهت اليهم...