تفاعل عدد من الخبراء في الآثار ومن المختصين في التاريخ ايجابيا مع مبادرة بناء ضريح مهدى إلى روح القائد القرطاجني الكبير في تونس. وإن كان الاتفاق حاصلا حول ضرورة تكريم القائد الكبير فإن هناك اختلافا جوهريا حول المكان الذي ينبغي أن يأوي هذا الضريح والذي من المفروض أن يكون هضبة بيرصة بقرطاج ونجد من بين المعارضين بشدة لهذا الاختيار الخبيرة العالمية في تاريخ قرطاج ليلى السبعي. وتقول الباحثة وعالمة الآثار ورئيسة جمعية أصدقاء قرطاج في هذا السياق أن القول بأن المساحة من هضبة بيرصة التي وقع الاتفاق على أنها ستأوي ضريح القائد حنبعل (ولد في 247 قبل الميلاد ويرجح أنه توفي فيما بين 181 و183 قبل الميلاد) لم يعد يخفي أسرارا بأنه قول مردود على أصحابه لأنها تعتقد أن جميع البحوث وحملات التنقيب في الآثار لم تتوصل لكشف أكثر من واحد بالمائة من أسرار هذه المنطقة المتأصلة في التاريخ. وتعتقد ليلى السبعي التي أصدرت بيانا في الغرض نشرته على صفحتها بموقع الفايسبوك بل وراهنت على أنه لا أحد من علماء الآثار ومن الخبراء في التاريخ يمكنه تصديق مع اعتبرته أكاذيب بخصوص القيمة الأثرية لهضبة بيرصة (الجزء الذي قيل أنه مهيأ لاحتضان الضريح) وتوجهت ليلى السبعي بنداء إلى رئيس الجمهورية في الموضوع طالبته بأن يرفض ما اعتبرته مسرحية هزلية كما أنها شككت في صحة "ادعاءات" الأتراك بأن تركيا تحتضن ما تبقى من رماد القائد حنبعل. واقترحت ليلى السبعي مقابل ذلك أن يقع بناء نصب تذكاري في الميناء العسكري بقرطاج واعتبرت أن هذا المكان مثالي لاحتضان ذكرى حنبعل لا سيما وأن الميناء في حد ذاته كان قد بني من أجل القائد القرطاجني حنبعل مشيرة إلى وجود ساحة كبيرة تحيط بالميناء مفيد ويمكن أن تأوي بناية لاستقبال الزوار. مع العلم أن ليلى السبعي ما فتئت تنادي باحترام موقع قرطاج الأثري المهدد منذ فترة بسبب الإهمال وسوء الاستغلال والخروقات القانونية وسبق لمنظمة اليونسكو أن نبهت من المخاطر التي يتعرض لها هذا الموقع الذي يعتبر من بين أعرق المواقع المسجلة على لائحة اليونسكو للتراث العالمي. أما بخصوص مشروع بناء الضريح الذي ينتظر أن يشيد وفاء لذكرى القائد القرطاجني حنبعل فهو على ما يبدو ووفق ما نقله موقع ليدرز يجمع كلا من رئاسة الجمهورية ووزارات الثقافة والسياحة والدفاع وبلدية قرطاج ونادي قرطاج. وقد اختارت لجنة من الخبراء وفق نفس المصدر برئاسة مدير المعهد الوطني للتراث هضبة بيرصة لتشييد ضريح القائد القرطاجني. ولنا أن نشير إلى أن مطلب عودة القائد القرطاجني إلى تونس (عودة رمزية بطبيعة الحال) هو مطلب قديم متجدد منذ عهد بورقيبة مرورا بمبادرات ما قبل الثورة وصولا إلى الفترة الحالية وهو ما شددت عليه ليلى السبعي مذكرة كل من يهمه الأمر بأن هناك جهودا بذلت في هذا الباب وأنه من الإجحاف نسف جهود الآخرين.