الأخبار تأتي على مدار الأيام والشهور والسنين وهي تقطر بدماء الفلسطينيين والعراقيين والسوريين واليمنيين والليبيين بسبب الخروقات والجرائم التي تحدث في حق الأوطان والشعوب: ترميل النساء وتقتيل العجز وتيتيم الأطفال وتشريدهم وتجويع الكل وإصابتهم بالإعاقات... ومن المضحكات المبكيات أن صنّاع القرار يواصلون الضحك على الذقون ويزدرون بكرامة أمة اسمها الأمة العربية الإسلامية حيث يبيعون لها الأوهام والأراجيف مجانا من خلال خطبهم وآخرها تلك التي ألقيت في اجتماعهم الأخير بمناسبة منتدى باريس للسلام لإحياء مائوية نهاية الحرب العالمية الأولى. هذه الخطب شددت على حق الشعوب في تقرير مصيرها والعيش في أمان وسلام وعلى ضرورة النأي عن الحروب التي لا تخلف إلا الخراب والدمار للإنسانية قاطبة، ولكن بالطبع هذه الحروب لا يجب أن تتوقف عن دك الأراضي العربية وإبادة شعوبها بقيادة اللوبي الصهيوني الذي يجد العون والمباركة من أغلب قادة الدول العربية الإسلامية لتأمين حكمهم وكراسيهم معلنين في الجهر ودون أي حرج عن رغبتهم في التطبيع وهرولتهم للتآخي مع الكيان الصهيوني وإرضاء أمه الحنون الولاياتالمتحدةالأمريكية وحلفائها. ولعل حضور حكامنا وقادتنا الأفذاذ جنبا إلى جنب على المنصة في منتدى باريس للسلام مع مجرم الحرب ناتن ياهو الذي لا يفتأ يقوم بحملة عسكرية تأتي على الأخضر واليابس في دول المنطقة يغنينا عن التعريف بمواقفهم. أما نحن في تونس فإني لمباهية بكم يا أبناء شعبي بين الشعوب، فحسبكم -و تلك لعمري أرقى مراحل الدفاع عن حرية الأمة و كرامتها و دماء أبنائها- أن تسارعوا إلى تسجيل أسمائكم للخوض في معركة الجهاد الأكبر لإنقاذ ما تبقى من الإيباء والأنفة في العمرة تلو العمرة والحج بعد الحج وبين هاتين المناسبتين أن تبنوا الجامع بين الجامعين وأن تتلوا القرآن تريدون به ما عند الناس و أن تذكروا بالسنة المحمدية آناء الليل وأطراف النهار وحسبكم أيضا رحي السكاكين ورحي الزقوقو. هذا عظيم ما أتيتموه، فارحموا أهاليكم وأنفسكم ولا تسرفوا عليها! *متقاعدة من وزارة النقل