عاجل: حفظ هذه التّهم في حق سليم شيبوب    الذكاء الاصطناعي يُحدّد عمرك بدل تاريخ ميلادك...    عاجل/ "رؤية إسرائيل الكبرى": بيان إدانة شديد اللهجة من تونس على تصريحات نتنياهو    عاجل: إلغاء عرض 'كي-ماني مارلي' في مهرجان قرطاج وتكريم الفاضل الجزيري    حجز وإتلاف مواد غذائية ومياه غير صالحة للاستهلاك في الكاف وبنزرت وجندوبة    وسيم الصيد يشارك في الدورة الدولية لكرة الطاولة بالسويد    وزير الخارجية يتسلم نسخة من أوراق اعتماد سفيرة الدانمارك الجديدة بتونس    عاجل/ إلغاء التفرّغ النقابي: أوّل رد من إتحاد الشغل على منشور رئاسة الحكومة    6 خطوات بسيطة للحفاظ على صحة المفاصل مع التقدم في العمر    ترجي جرجيس يعزز صفوفه بالمهاجم النيجيري ستانلاي اوغوه    توننداكس ينهي جلسة الخميس على وضع شبه مستقر في ظل تداول قرابة 8ر7 مليون دينار    قبلي: تدخل طبّي أوّل من نوعه بالمستشفى المحلي بدوز يمكّن من انقاذ حياة مريض مصاب بجلطة قلبية    نصيحة من "تشات جي بي تي" تدخل رجلا المستشفى..ما القصة..؟!    عاجل : تأجيل إضراب أعوان شركة ''عجيل''    بإحتفالية "الدون": شيماء التومي تتأهل إلى نهائي دورة كازاخستان للتايكواندو (فيديو)    زغوان: الشروع في تحيين الدراسة الفنية لمشروع توسعة مبيت مركز التكوين والتدريب المهني بزغوان    بلدية باردو تدعو متساكنيها الى ضرورة الانتفاع بالعفو الجبائي لسنة 2025    طرشون يوضح: ''فكرة تقاسم الأعمال في الدار دراسة تربوية برك...ما فماش قانون معمول بيه''    بورصة تونس: إطلاق تداول أسهم تأمينات البنك الوطني الفلاحي    وزارة التجارة تنفذ حملة ضد أجهزة التكييف المتاتية من السوق الموازية    النجم الساحلي: ثلاثي جديد على ذمة لسعد الدريدي في مواجهة النادي الإفريقي    تونس لم تسجّل إصابات بفيروس "شيكونغونيا" وتواصل مراقبة البعوض الناقل    بلاغ هام للطلبة..#خبر_عاجل    عاجل/ تحذير ودعوة للانتباه من تكون سحب رعدية بهذه السواحل..    عاجل/ وفاة شاب بصعقة كهربائية داخل مطعمه..    عاجل : تفاصيل الإعلان عن مواعيد النتائج النهائية لمترشحي مراحل التكوين الهندسي لدورة 2025    صفاقس: شنوة باش يصير لبدر خوذي بعد ما أنقذ 3 صغار من الحريق؟    ملف عمال الحضائر والقرية الحرفية: هذا ما وعد به رئيس الدولة..#خبر_عاجل    القيروان تحتضن الدورة الثامنة للمهرجان المغاربي ''للكسكسي''    بنزرت: حجز عدد هام من التجهيزات الكهرومنزلية غير المطابقة للمواصفات    السودان: الكوليرا تقتل 40 شخص في أسبوع    ال Var غايب والحكام التوانسة في الميدان    المروحة في الشهيلي تنجم تضرّك في الحالة هذه    "سوسيوس كليبيست" يواصل بيع تذاكر الكلاسيكو .. والمستشهر الأمريكي على الخط    نبيهة كراولي تختتم مهرجان الحمامات الدولي: صوت المرأة وفلسطين يصدح في سهرة استثنائية    رئيس الجمهورية يزور معتمدية سجنان بمناسبة الاحتفال بعيد المراة    عاجل/ صفقة شاملة لغزة.. تفاصيل المفاوضات في القاهرة..    مهرجان قرطاج الدولي 2025: صوفية صادق تغني في عيد المرأة ... بين وفاء الذاكرة وتحديات الحاضر    عاجل: الفنانة الكويتية حياة الفهد تصاب بجلطة وحالتها حرجة    عاجل : فلكيا...موعد عطلة المولد النبوي الشريف 2025 للقطاعين العام و الخاص    حرائق الغابات تجتاح أوروبا    باريس سان جيرمان يحرز كأس السوبر الأوروبية بفوزه على توتنهام بركلات الترجيح    "فايننشال تايمز": توتر متصاعد بين ترامب وزيلينسكي عشية قمة ألاسكا    الخطوط السورية تعود إلى الأجواء الليبية بعد سنوات...التفاصيل    فظيع في القصرين :يقتل والده ويدفنه في المنزل !!    التوقعات الجوية لهذا اليوم..    بطولة أمم إفريقيا للمحليين: فوز موريتانيا ومدغشقر على بوركينا فاسو وافريقيا الوسطى    مهرجان العنب بقرمبالية.. احتفال بالحصاد والتراث    قرطاج بين إبهار الحفلات وطمس الملامح التاريخية...مسرح أثري ... أم قاعة أفراح؟    رئاسة الجمهورية تكشف فوى زيارة سعيد لمعتمدية سجنان..#خبر_عاجل    رئيس الجمهورية في زيارة غير معلنة إلى سجنان: التفاصيل    سرّ غير متوقع لتقوية العلاقة الزوجية    تاريخ الخيانات السياسية (45): مقتل صاحب الشامة القرمطي    تفشي عدوى بكتيرية بفرنسا ...تفاصيل    الكاف: حجز كميات من السجائر المحلية والمجهولة المصدر    طقس اليوم: أمطار مُنتظرة ببعض الجهات بعد الظهر والحرارة تصل إلى 39درجة    دعوة الى تلازم الذكاء الاصطناعي مع مقاصد الدين    هام/ عطلة بيوم بمناسبة المولد النبوي الشريف..    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



فيما النزاع بين البلدية والولاية حول حمام الجديدي قائم: توتر وتضارب بين السلطة المركزية والجماعات المحلية
نشر في الصباح يوم 26 - 11 - 2018

يبدو ان الحديث عن استقلالية الحكم المحلي من حيث اتخاذ القرارات الترتيبية والتصرف بمعزل عن تدخل السلطة المركزية او التنفيذية امر يتطلب الكثير من الوقت ومسالة ليست هينة في ظل المعطيات الراهنة للبلاد والموروث التاريخي لطبيعة التعامل الاداري والسياسي بينهما لسنوات.. فالموروث التاريخي والعلاقة التي سادت منذ 60 سنة بين السلطة المركزية كسلطة اشراف على السلط المحلية خلقت نوعا من التوتر أمام حداثة التجربة وظهور مجلة الجماعات المحلية التي تنص على ان «الجماعات المحلية ذوات عمومية وتتمتع بالشخصية المعنوية والاستقلالية الادارية والمالية» فنظريا منحت مجلة الجماعات المحلية للسلطة المحلية صلاحيات ترتيبية تمكنها من اتخاذ القرارات واستقلالية مالية وإدارية تجعلها تقطع مع رقابة السلطة التنفيذية.. لكن تطبيقيا تشهد العلاقة بين الحكم المحلي والحكم المركزي بعض التوتر بسبب تنازع الاختصاص وتداخل المهام رغم القوانين المحددة للمسؤوليات والاختصاصات مما ادى الى دخولها في نزاعات لتحديد المسؤوليات ..
رغم حداثة التجربة لاحت حالة من التوتر وعدم الانسجام بين السلط بدأت تطفو على السطح ونزاعات وصلت إلى القضاء..
لعل أبرزها ملف أثار ضجة في اواخر اكتوبر الماضي لسنة 2018 بعد تدخل والي تونس لإيقاف تنفيذ قرار بلدي صادر عن رئيس بلدية المرسى بتشميع بناية (عقار) مشيدة بطريقة غير قانونية ودون رخصة وصادر في شأنها قرار هدم.. حيث اعتبر تدخل الوالي خطأ كبيرا وتعد على السلطة المحلية والقضائية بعد ان اتخذ الوالي قرار إيقاف القرار البلدي، واعتبر هذا الآمر تعديا على أحكام الفصل 272 من مجلة الجماعات المحلية الذي يعطي للوالي صلاحيات للتدخل بطلب ايقاف التنفيذ وليس قرار إيقاف التنفيذ.. مما استوجب تدخل القضاء في المسالة للفصل وتحديد المسؤوليات..
اشكال اخر يتمثل في وضعية حمام بنت الجديدي بالحمامات وللتعريف فان حمام بنت الجديدي قرية تابعة لمعتمدية الحمامات من ولاية نابل تبعد حوالي 37 كلم عن مركز منطقة الولاية يرتكز وجود هذه القرية حول محطة استشفائية ومياهها المعدنية الدافئة والتي تمثل المصدر الأساسي في المنطقة ومسلكا سياحيا يعود بالنفع على المواطنين بالجهة خاصة وأنها تستقطب عددا كبيرا من الزائرين من مختلف الولايات كما تعود هذه المحطة الاستشفائية بالنفع على المتساكنين من حيث ايجاد مواطن شغل وتحقيق مردود سياحي هام..
الاشكال يتمثل في التداخل بين السلط وتنازع الاختصاصات بين البلدية والمجلس الجهوي حيث تعتبر البلدية ان هذه المحطة الاستشفائية ترجع اليها بالنظر وتطالب المجلس الجهوي بتشريكها في الجلسات التي يعقدها كما تطالب باستعادة صلاحياتها في حين يرفض المجلس الجهوي تشريك البلدية في عقد الجلسات الخاصة ويعتبر المحطة الاستشفائية أملاكا خاصة وتحت تصرف المجلس الجهوي..
فما هي أسباب هذا التداخل في المهام وهل يمكن ان ينعكس التوتر بين السلطة المركزية والسلطة المحلية على الاداء البلدي فيضر بالمواطن لأنه في نهاية الامر لا يعني المواطن تقسيم السلط بقدر ما يعنيه توفير الخدمات وقضاء شؤونه الخاصة والدفاع عن مصالحه؟
حقيقة الإشكال في حمام بنت الجديدي
من الضروري أن تتضح المسؤوليات والصلاحيات بين مختلف الهياكل لينجلي سوء الفهم ويزول الغموض وفي هذا الاطار ولمزيد التوضيح كان لنا حديث مع صابر فرجاني نائب رئيس بلدية سيدي الجديدي والذي أوضح ل«الصباح الأسبوعي» أن هناك اشكالا بين البلدية والمجلس الجهوي الذي يرفض التخلي عن المحطة الاستشفائية ويرفض تشريكهم في القرارات والجلسات الخاصة بالحمام وطالب المجلس الجهوي التخلي عن التفاوض وإحالته على البلدية.. واعتبر ان القرية تعاني من عدة مشاكل بسبب غياب الخدمات والاستثمارات وان المداخيل التي توفرها المحطة الاستشفائية قادرة على النهوض بالجهة والطرقات والتنوير العمومي وغيرها من الخدمات لذلك البلدية هي التي من حقها التصرف في هذا المورد العمومي الذي يعد اهم مورد بالجهة ونقطة الاشعاع الوحيدة بالجهة للنهوض بها...
وشدد نائب رئيس البلدية على ان الحمام هو ملك يعود الى البلدية وسيتم رفع قضية الى المحكمة الادارية في الاسابيع القادمة اذا واصل المجلس الجهوي تعنته وتمسكه بالمحطة الاستشفائية موضوع النزاع...
التنازع بين السلط علامة صحية
من جهته أكد حاتم مليكي خبير في الجماعات المحلية ان السلط المحلية والمركزية كلها تعمل في اطار وحدة الدولة واعتبر الصراع والتنازع بين السلط مسالة واردة يمكن ان تحصل والاهم من ذلك بالنسبة للمواطنين هو توفر الخدمات بظروف جيدة وأسعار معقولة وجودة عالية..
فالصراع وتنازع الاختصاصات بين السلط مسالة طبيعية يمكن ان تحصل خاصة في تجربة جديدة تتعلق بسلطة محلية امام موروث قديم حيث كانت السلطة التنفيذية هي التي تشرف على الجماعات المحلية وخاصة مؤسسة الوالي وبالتالي اعتبر مسالة التداخل في المهام بين السلط امر طبيعي وبما ان مجلة الجماعات المحلية كانت واضحة في هذا المجال وان المحكمة الادارية هي التي تنظر في كل ما يتعلق بتنازع الاختصاص بين الجماعات المحلية والسلطة المركزية..
وأضاف محدثنا ان حالة الصراع بين السلط امر محبذ بقطع النظر عن الخلفيات والإشكال في حد ذاته والقانون هو الفيصل بينها.. فصلاحيات المجلس البلدي والبلدية محددة قانونا وواضحة هناك صلاحيات خاصة وصلاحيات مشتركة مع الدولة بالتعاون مع الإدارات العمومية.. والقانون يحدد الإطار العام للسلطات وتلتزم بالصلاحيات والاختصاصات المخولة لها قانونا..
وفي نهاية الامر اعتبر محدثنا ان المسالة لا تتعلق بالقانون بقدر ما تتعلق بالممارسة حتى لا ينعكس ذلك على المرفق العام والأداء البلدي فالمواطن لا يهمه تقسيم السلط بقدر ما تعنيه نوعية الخدمات التي تقدم إليه..


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.