50% من الشباب يعتبرون الاختصاصات الجديدة للتكوين المهني لن تدعّم التشغيلية تونس الصباح: كشف سبر جديد للآراء اجراه المرصد الوطني للشباب حول التكوين المهني أن خمسين بالمائة من الشباب يعتبرون أن الاختصاصات الجديدة للتكوين المهني لن تدعم التشغيلية.. في حين يرى 21% منهم أن هذه الاختصاصات من شأنها أن تدعم التشغيلية بنسبة عادية اما بقية المشاركين في الاستبيان فيأملون في أن تكون هذه النسبة هامة.. ويبدو من نتائج هذا الاستبيان أن ثقة الشباب في التكوين المهني وحتى اختصاصاته الجديدة مازالت ضعيفة، وهو نفس الانطباع الذي أكدته نتائج الاستشارة الوطنية حول التشغيل الاخيرة، حيث كشف انه بالرغم من وضوح الرؤية في مجال التكوين المهني فإن جاذبيته بقيت محدودة ولم تتكرس عمليا كمنظومة للنجاح وذلك لم يسمح بتخفيض الضغط الكمي على التعليم الثانوي وعلى التعليم العالي. ويرجح هذا الأمر الى عدة عوامل اولها أن مكتسبات اصلاح التكوين المهني مازالت هشة ولم تعمم على كل المنظومة. كما أن مسلك التكوين المهني مازال مسدود الآفاق المهنية ولا يستقطب الشباب أساسا الا بعد الفشل المدرسي، كما كشفت نتائج الاستشارة عن تراجع الشراكة بين منظومة التكوين المهني وبين المنظمات المهنية والمؤسسات، اضافة الى أن التكوين المهني لا يمثل الى حد الآن كما هو الشأن في البلدان المتقدمة مسلكا بحد ذاته بديلا للتعليم العالي يتم اختياره عن دراية ويمكن من له قدرة على ذلك من تسلق كامل سلم المهارات. كما تبين ايضا أن القطاع الخاص يلعب حاليا دورا محدودا في تطوير منظومة التكوين المهني ويرجع ذلك الى غياب رؤية واضحة في وظيفة هذا القطاع وتصور متكامل للدور الذي يمكن أن يقوم به. تقييمات موضوعية ولا شك أن الكشف عن هذه النقائص وتشخيصها سيساعد على اجراء تحقيقات موضوعية لمردودية قطاع التكوين المهني، خاصة وقد نحى القانون الجديد للتكوين المهني على احداث هيئة وطنية لتقييم التكوين المهني وضمان الجودة يعهد اليها تنسيق التقييمات التي تخضع لها المنظومة والاشراف عليها، وهي تقوم خاصة بتقييم منظوة التكوين المهني ككل باعتماد مؤشرات ومعايير نوعية وكمية متداولة وطنيا وعالميا، كما تهتم بتقييم مردود المؤسسات التكوينية العمومية والخاصة، وبالتالي فهي مدعوة الى مراجعة الاختصاصات التي لا تشهد اقبالا من الشباب ولا تجذبهم. كما يتعين على اطار الارشاد والتقييم البيداغوجي الخاص بمسلك التكوين المهني أن يحرص على حسن متابعة تطبيق البرنامج في مراكز التكوين العمومية والخاصة ومراقبة عملية التكوين، وتقييم أداء المكونين، اذ يمثل المكون والمؤطر حلقة مركزية في تحسين جودة التكوين المهني الأمر الذي يقتضي مزيد دعم سلك المكونين بانتدابات جديدة خاصة من بين حاملي شهادات التعليم العالي بالاضافة الى تشريك الخبراء والاستفادة من معارفهم والتركيز على التكوين المستمر للمكونين وتكثيف عدد التربصات التكوينية للمكونين والمتكونين على حد سواء. كما يجب استغلال طاقة التكوين المهني المتوفرة الاستغلال الأمثل من خلال دعم تفاعل مراكز التكوين مع محيطها الاقتصادي وذلك بتطوير الشراكة مع الاوساط المهنية واحكام تنظيم وتأطير التكوين مع المؤسسات بما يساهم في الرفع من مردودية مواطن التكوين المتوفرة وذلك بالتوازي مع دعم طاقة الإيواء والخدمات المسداة للمتكونين خاصة وقد تبين أن من بين أسباب عزوف الشبان عن الالتحاق ببعض مراكز التكوين المهني هو افتقارها الى مبيتات تأويهم. كما يرجع العزوف ايضا الى عدم توفير المعلومات الكافية عن الاختصاصات التكوينية الامر الذي يتطلب مزيد تنشيط قنوات الاعلام والاتصال حتى يكون الشاب على بينة بمزايا التكوين المهني وبالاختصاصات الجديدة والاختصاصات ذات الأولوية التي يتمتع المتكونون فيها بمنح مجزية وهي تحديدا اختصاصات البناء والخشب والأثاث والتجهيز الصحي والتبريد وتكييف الهواء والاشغال العمومية والمناجم والمقاطع واللحام والتركيب المعدني والتنقيب والكهرباء التقنية والالكترونيك والاتصالات وسياقة معدات الحضائر وصيانة العربات والمحركات ومعدات الحضائر الفلاحية والنقل (أعوان شحن وترصيف ومخازن).