من يتابع طريقة تغطية وسائل الإعلام العربية والعالمية للعدوان الإسرائيلي الجديد على الشعب الفلسطيني الأعزل في الضفة الغربية والقدس ومناطق 48 وخاصة منذ بدء الحرب الشاملة الجديدة على مليون ونصف من سكان غزة يفاجأ بهول التدهور الذي وصل إليه مستوى كبير من مؤسسات الإعلام وصنع القرار في بعض العواصم.. وخاصة في واشنطن ومجموعة من العواصم الأوروبية.. إذا ما استثنينا بعضها وخاصة بعض وسائل الاعلام الاسبانية والبلجيكية والايطالية والبريطانية.. ويمكن هنا التوقف بالخصوص عند انتهاكات أساسية لحقوق الإنسان وللحق المقدس في الإعلام والتعبير برزت خاصة من خلال الأمثلة التالية: + عدم الإشارة إطلاقا إلى عدد من الأحداث الخطيرة جدا.. والمرفوضة جملة وتفصيلا في القرن ال21.. مثل قصف مقر جامعة غزة كبرى الجامعات الفلسطينية ومقرات مؤسسات صحفية من بنيها مقر تلفزيون فلسطيني في غزة.. + عدم نشر صور المدنيين والأطفال والنساء الذين قتلتهم مئات أطنان القنابل التي أمطرت بها المقاتلات العملاقة فF16 وغيرها منطقة أكواخ شعبية وفقيرة جدا لا تتعدى مساحتها بضعة عشرات الكيلومترات المربعة تدعى "قطاع غزة".. مقابل التركيز على صور الجرحى والشهداء من رجال الامن.. + عدم إعطاء الكلمة لممثلين عن الشعب الفلسطيني والرأي العام العربي والإسلامي والدولي المناصر للسلام ولا للوزراء والدبلوماسيين العرب والمسلمين وممثلي الحكومات المعارضة للحرب..مقابل تخصيص مساحات كبيرة جدا للحوارات التلفزية والاذاعية والصحفيية مع كبار مسؤولي سلطات الاحتلال.. خاصة في CNN وبعض القنوات الفرنسية والامريكية المماثلة التي تخلت عن قاعدة صحفية اساسية هي التوازن وتقديم وجهتي النظر. ++ تجاهل بلاغات الاتحاد الدولي للصحفيين والهيئات الحقوقية العالمية التي ادانت قصف المؤسسات الصحفية والتلفزيون الفلسطيني في غزة والتسبب في اصابة الاعلاميين وجرحهم.. + عدم إعطاء الكلمة لنشطاء حركة فتح وقادة السلطة الفلسطينية في رام الله.. وعدم تغطية المسيرات الضخمة التي تنظم منذ ايام في كل المدن والقرى الفلسطينية في كامل الضفة الغربية والقدس ومناطق 48.. والتي جوبه بعضها بالنار من قبل قوات الاحتلال مما تسبب في سقوط شهداء جدد من كل حركات المقاومة الفلسطينية.. + تجاهل مواقف الرئيس عباس واعضاده التي طالبت بوقف فوري للعدوان الاسرائيلي وتضخيم تحليلات وتصريحات هامشية عن الخلافات الفلسطينية الفلسطينية والعربية العربية.. ++ مرة أخرى يتضح أن الاعلام هو أكبر سلاح عالميا.. ومن حسن حظ العرب أن ال400 فضائية عربية ساهمت في كسر احتكار وسائل الاعلام الامريكية والاوروبية التقليدي للخبر والصورة..