كانت مدينة أم الفحم الفلسطينية مسرحا جديدا لمواجهات دامية بين الفلسطينيين ومتطرفين إسرائيليين بعد أنّ أصرّ المئات من المُوغلين في التطرّف على تنظيم مسيرة استفزازية في المدينة تحت حماية شرطة الاحتلال تصدى لهم السكان الفلسطينيون مما خلف عشرات الاصابات واعتقالات شملت العديد من الأهالي. ويأتي هذا العمل الاستفزازي العنصري في وقت يسعى فيه رئيس الوزراء الإسرائيلي المكلف بنيامين ناتنياهو إلى تشكيل حكومة ائتلافية مفتوحة على حزب "العمل" بعد الاتفاق الحاصل مع الأحزاب المتطرفة على الدخول في حكومة يمينية. إنّ التطرّف الطاغي على الحكومة المنتظر تشكيلها في إسرائيل قد يُمهد لتكرار مثل هذه المصادمات بين الفلسطينيين والعنصريين الإسرائيليين في الأراضي المحتلة وقد يؤجج المشاعر ضد التجاوزات الخطيرة التي تمارسها رموز دينية واتباعها ضد العرب ووجودهم في وطنهم فلسطين. لقد تتالت دعوات صادرة عن متطرّفين يهود تنادي بضرورة الولاء لاسرائيل لكل من هم داخل الأرض المحتلة في محاولة لاذلال الفلسطينيين ومصادرة هويتهم وانتمائهم واجتثاث جذورهم في وقت ظلت تمارس فيه حكومات إسرائيل المتعاقبة كل أشكال التمييز الاقتصادي والاجتماعي ضد كل عربي فلسطيني ولم تكتف القيادات السياسية والدينية الاسرائيلية بممارسة التحريض والاعتداء والطرد وتدنيس المسجد الأقصى ومحاولات تهويده، بل تجاوزت ذلك إلى تزوير التاريخ ومصادرة الأراضي وفرض التهجير القسري وجرف الأراضي وتدمير المحاصيل الفلاحية. إنّ مدينة أم الفحم مثلها مثل عشرات المدن الفلسطينية التي رفضت التدنيس والتطرّف والعنصرية قد تواجه مصيرا أشد بؤسا وقتامة تحت حكم "الليكود" المتحالف مع اعتى أحزاب اليمين المتطرّف. وإذا خلفت مصادمات هذه الأيام عشرات المصابين والمعتقلين من الفلسطينيين فإنّ السياسة الاستفزازية لمجموعات المتطرّفين اليهود بمباركة من القيادات السياسية في ظل حكومة اليمين المنتظرة قد تدفع بهذه المصادمات إلى أقصاها لتدخل الأراضي المحتلة في دوامة من العنف لا حدود لها. وفي الأثناء ما تزال الادارة الأمريكيةالجديدة مصرة على ولائها اللامشروط للكيان الاسرائيلي برفضها مجددا هذه الأيام تقريرا صدر عن الأممالمتحدة حول أوضاع حقوق الإنسان المتردية في الأراضي الفلسطينيةالمحتلة وخصوصا أثناء وبعد الحرب في غزة حيث اعتبرت وزارة الخارجية الأمريكية هذا التقرير الأممي الذي جرّم الممارسات الاسرائيلية واعتبرها انتهاكا صارخا لحقوق الإنسان «غير منصف ومتحيز».. ضد إسرائيل!.