ينبغي التخلص من بعض المقولات التقليدية لليسار التونسي تونس الصباح يختتم اليوم بفندق المشتل المؤتمر الوطني لحركة التجديد الذي انطلق مساء اول امس بكلمة افتتاحية للامين العام المتخلي السيد محمد حرمل وكلمات ممثلي عدد من الاحزاب والمنظمات الوطنية.. وحضور شخصيات سياسية وحقوقية ومثقفين مستقلين.. ومن المنتظرأن يسفر المؤتمر مساء اليوم عن انتخاب مجلس وطني جديد من 67 شخصية.. ينتخبون لاحقا مكتبا سياسيا وهيئة قيادية مصغرة والامين العام الجديد.. ومن بين المرشحين للامانة العامة السيد أحمد ابراهيم الامين العام المساعد للحزب الذي نشرنا حديثا معه في عدد امس والسيد حاتم الشعبوني مدير صحيفة «الطريق الجديد» حاليا وعضو الهيئة المديرة للرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الانسان.. الذي كان لنا معه الحوار التالي : * السيد حاتم الشعبوني أنت مترشح للامانة العامة لحزب التجديد.. بمناسبة مؤتمره الوطني.. فماذا تنتظر أولا من هذا المؤتمر الذي عقد بعد موعده بمدة طويلة؟ ننتطرمن هذا المؤتمر تكوين قوة سياسية جديدة مؤثرة تقدر على تجاوز الاستقطاب الثنائي بين السلطة من جهة والتيار الاصولي من جهة ثانية.. وتؤكد على المطلب الديمقراطي في سياق التمسك بالثوابت والعدالة الاجتماعية.. كما ننتظرمن المؤتمر التأليف الايجابي بين العناصر التجديدية سابقا والمستقلين سابقا في كيان حزبي يتميز بالوحدة والتنوع في نفس الوقت.. واخيرا ننتظر من المؤتمر تجديدا وتشبيبا في قيادة الحزب.. الإرث الإيديولوجي بعد حوالي 15 عاما عن مؤتمر1993 الذي أسفر عن تأسيس حركة التجديد اساسا من بين مناضلين سابقين في الحزب الشيوعي.. هل نجحت الحركة في ان تصبح فعلا قطبا للديمقراطيين وان تتحرر من الموروث الايديولوجي لبعض قياداتها..؟؟ لقد كان تأسيس حركة التجديد في 1993 محاولة اولى لبناء حزب تقدمي وديمقراطي على اساس برنامج سياسي.. حزب ليس له اية صبغة ايديولوجية مهما كانت.. وقد نجحت التجربة نسبيا في القطع مع ماضي اليسار التونسي وابراز توجه جديد.. لكن المطلوب اليوم هو بناء حزب له تاثير على اوساط واسعة من الراي العام قادر على التاثير على مجرى الامور والمساهمة في التأثير في مصير البلاد.. الذي اصبح يكتنفه كثير من المغموض.. نتيجة سياسة الانغلاق والانفراد بالرأي وبالقرارات. ونعتقد ان تظافر جهود التجديديين والمستقلين في هذا المؤتمر وسياسة التحالفات مع القوى الديمقراطية داخل حركة التجديد يمكن ان يحققا المطلوب وبناء القطب الديمقراطي والتقدمي الذي تحتاجه الحياة السياسية.. أمين عام جديد؟ * وماذا عن مشروع تعديل القانون الاساسي واحداث خطة رئيس للحزب تسند الى السيد محمد حرمل.. ثم انتخاب امين عام جديد؟ هناك مقترح يحظى بتأييد لا باس به لاحداث منصب رئيس للحزب وتكليف السيد محمد حرمل بهذه المسؤولية.. نظرا لدوره النضالي في الماضي والحاضر وكضمان لانتقال هادئ للمشعل من جيل الى جيل.. هذا الانتقال سيتمثل في انتخاب امين عام جديد وقيادة جماعية ينبغي ان تمثل في نظري الاجيال الجديدة في الحزب فتوفق بين الاستمرارية والتجديد والتداول على المسؤولية.. الرهان على الشباب * أنت مترشح لللامانة العامة فهل لديك مشروع سياسي وبرنامج جديد؟ تحثني مجموعة من التجديديين والمستقلين على الترشح للامانة العامة للحزب الذي نحن بصدد بنائه وذلك لتحقيق التجديد الحقيقي وتاكيد الطابع المتفتح لهذا الحزب الذي نريده ان يتخلص من التصورات التقليدية لليسار.. التي تجعله مقتصرا على حلقات ضيقة من المناضلين والمناضلات المقتنعين بأطروحاته.. بينما المطلوب التفتح على الراي العام الشعبي الواسع.. والدخول في الحياة السياسية من بابها الكبير واخراج الشباب من الانتظارية والعزوف عن العمل السياسي.. ان خطابنا الديمقراطي والتقدمي يجب ان يكون عصريا ومقنعا وعقلانيا يرفض الانتهازية من جهة والمعارضة الشعاراتية والعقيمة من جهة أخرى..