بعد المجهود البدني الذي بذله لاعبو نادي حمام الأنف خلال لقاء الخميس الماضي، لم يجد الفريق توازنه المعهود خلال بداية لقائه ضد الشبيبة القيروانية كما تأثر بغياب معتوق والمرزوقي بسبب العقوبة وإضافة إلى كل هذه المعطيات لعبت الشبيبة بأسلوب دفاعي حدّ من خطورة صابر خليفة الذي لم يحسن استغلال الفرصة التي أتيحت له في الدقيقة 2 عندما توغل قبل أن يسدد بجانب المرمى. وقد حاول المحليون فرض أسلوب لعبهم لكن دون جدوى في ظل تكتل دفاع الشبيبة ليصبح الاعتماد على التسديدات من مسافة بعيدة على غرار محاولة الشعباني في الدقيقة 9 وخليفة في الدقيقة 12 وبوشار في الدقيقة 15 وكذلك الخذاري في الدقيقة 22.. أما من جانب الشبيبة فقد كان خيار الفريق واضحا وذلك من خلال الاعتماد على التوزيعات العالية باتجاه الميساوي والدردوري لكن دون جدوى ولم ينجح الفريق في تهديد مرمى الزيتوني إلا عبر المخالفات المباشرة حيث كاد غنام في الدقيقة 29 إحداث الفارق بعد تنفيذه مخالفة مرت جانبية بقليل... الدقائق الأخيرة تواصلت خلالها سيطرة زملاء بن شويخة لكن الحلول بقيت منعدمة رغم محاولتي بوشار في الدقيقتين 30 و36. الفترة الثانية بدأها الفريق المحلي بكل قوة وزاد ضغطه على مرمى بن رجب كما تحسن الأداء الهجومي للشبيبة مما ساهم في رفع النسق، وقد أتيحت أبرز فرصة على الاطلاق لصابر خليفة في الدقيقة 56 عندما تلقى توزيعة الخذاري لكن مامبا تدخل أمامه في الوقت المناسب كما اقترب بن شويخة من التسجيل في الدقيقة 65 عندما نفذ مخالفة مباشرة من مسافة 22 مترا أبعدها بكل صعوبة بن رجب إلى الركنية وردت الشبيبة بمحاولة جريئة من جابر بعد دقيقة واحدة بتسديدة قوية نجح الزيتوني في التصدي لها وتواصل اللعب بنفس النسق رغم التغييرات التي أجراها المدربان لكن الحلول غابت سيما بالنسبة لأبناء حمام الأنف وقد لاح الارهاق على بعض لاعبيه مثل بن شويخة وبوشار الذي لم يكن في يومه في حين بقي خليفة معزولا وسط دفاع الشبيبة القيروانية التي اعتمدت في بعض الأحيان على الهجومات المعاكسة وكاد حسين جابر أن «يقتل» المباراة في الدقيقة 82 عندما انفرد بالحارس الزيتوني لكنه سدد عاليا. وفي الدقيقة 87 سنحت للمحليين أخطر فرصة على الاطلاق عندما وزع كعاب من الجهة اليسرى باتجاه بوشار الذي تلقى الكرة برأسه في موقع مناسب جدا لكن بن رجب تألق وأبعد الخطر ببراعة وبما أن الفريق الذي لا يسجل عادة ما يقبل الأهداف، فقد شهدت الدقيقة 88 منعطفا حاسما إذ قام الضيوف بهجوم معاكس انتهى بتوزيعة من حسين جابر باتجاه حسني الدردوري الذي غالط الحارس الزيتوني برأسية جميلة في الوقت «القاتل».
تصريحات حافظ الهواربي كنا ندرك أن نادي حمام الأنف سيكون مرهقا وسيلعب الهجوم، وقد ركزنا على هذا المعطى حيث ثبتنا دفاعنا، وفي الشوط الثاني اعتمدنا الهجمات المعكاسة التي منحتنا فوزا غاليا ضد منافس ممتاز. جيرار بوشار تأثر أبنائي بمباراة الخميس لكن ليس من الناحية البدنية بل من الجانب الذهني، فبعد تلك المباراة المشحونة لم يجد اللاعبون مستواهم المعهود رغم أننا قدمنا مستوى جيدا في الشوط الثاني لكن غياب النجاعة كلفنا غاليا.