سيدي بوزيد - الاسبوعي شهدت منطقة النوايل بولاية سيدي بوزيد منذ أيام حادثة مؤلمة تمثلت في وفاة طفل عمره تسع سنوات يدعى فراس بطريقة مأسوية اذ دهست حافلة ركاب جسمه دهسا وألحقت به عدة تشوهات واعين رفاقه تنظر. جدة الضحية التي التقتها «الأسبوعي» بمسقط راسها افادت بان فراس كان يزاول دراسته الابتدائية بجدية ومثابرة حيث كان يتحصل دائما على أفضل الاعداد كما انه مغرم برياضة الكاراتي فراح يتدرب مع احد الأندية في هذا الاختصاص. يتيم الأم وأضافت محدثتنا ان فراس فقد والدته في شهر سبتمبر 2002 وشاءت الأقدار ان يلتحق بها في نفس الشهر ولكن بعد خمسة اعوام، ففي ذلك اليوم توجه فراس رفقة زوجة والده التي لم تكن سوى خالته الى منطقة النوايل لحضور حفل زفاف احد الأقارب. لهو أطفال وهناك انضم فراس الى مجموعة من الأطفال كانوا يلهون بالقوارير على قارعة الطريق، وتتمثل اللعبة في ان يضع طفل من حين لاخر قارورة بلاستيكية بعد ملئها بالماء ويضعها في المعبد لتدوسها لاحقا عجلة احدى العربات التي تمر من تلك الطريق وهو ما يحدث صوتا يشبه دوي «فوشيكة»، ورغم خطورة هذه اللعبة فإن الأطفال واصلوا تمضية الوقت بها وبمجيء فراس قرر ان يضع احدى القوارير بنفسه حتى تحدث الدوي المنتظر وعندما عجز في البداية امسك بالقارورة وظل مرابطا قرب الطريق بانتظار قدوم احدى العربات، وما هي الا برهة زمنية حتى حلت حافلة فاقترب الطفل اكثر من المعبد ولم يشا القاء القارورة بل واصل مسكها وظل ينتظر اقتراب الحافلة منه للتخلص من القارورة بطريقة جيدة ولكن حدث ما لم يكن في الحسبان اذ باقتراب الحافلة من المكان حتى تقدم فراس اكثر نحوها وحاول وضع القارورة تحت العجلة ولكن داسته الأخيرة وقتلته على عين المكان.. وعلمنا أن سائق الحافلة واصل سيره خشية من ردة فعل اهالي المنطقة قبل ان يسلم نفسه لاعوان الحرس الوطني بجلمة.