الدوحة الصباح نجم الدين درويش أعلنت الأفراح أمس في كل المدن القطرية وعمت الفرحة كل شبر من هذه الأرض الطيبة التي أثبتت للعالم أن الإنسان العربي لا يعترف بالمستحيل وبإمكانه أن يتحدى أي شيء في سبيل الوصول إلى هدفه.. جوزاف سيب بلاتر رئيس الإتحاد الدولي لكرة القدم زف أمس الخبر السعيد في لحظة تاريخية اقشعرت لها ابدان كل العرب وبكى لها الملايين ممن لم يصدقوا أن يقام كأس العالم على أرض عربية ولكن شاءت مشيئة وهمة الرجال أن يتحقق الحلم ويرى كل العرب المونديال يقام في منطقتهم.. بالأمس عاشت الدوحة ومختلف المدن القطرية من منطقة مسيعيد إلى منطقة الشمال وصولا إلى الوكرة والخور والريان والغرافة ومعيذر وبقية المناطق الأخرى فرحة لا مثيل لها..ففي البداية تم تثبيت شاشات عملاقة في منطقتين من أكثر المناطق التي تستقطب العائلات من مواطنين أو وافدين وهما سوق واقف وساحة اسباير وقد تهافت الآلاف إلى هناك إلى أن امتلأ المكانان بالكامل مع وصول الخامسة مساء أي ساعة فقط قبل الإعلان الرسمي على نتيجة التصويت.. في تلك الأثناء ازدحمت الطرقات خاصة في وسط البلد والأحواز القريبة من كورنيش الدوحة ورفعت كل السيارات الأعلام القطرية وشعار الملف ومع حلول ساعة الحسم خيم صمت رهيب على الشوارع وتجمد الجميع أمام شاشات التلفزيون لرصد الحدث بكل تفاصيله.. لحظة الإعلان عن اسم البلد صاحب الحظ السعيد لإستضافة كأس العالم 2022 دمعت العيون وتجمد الدم في العروق خوفا من أن يضيع الأمل ويفوز الأمريكان كعادتهم بكل شيء ولكن مشيئة الله كانت فوق الجميع ونجح ابناء قطر يتقدمهم سعادة الشيخ محمد بن حمد رئيس لجنة الملف في اقناع أصحاب القرار في الفيفا بأن هذا الملف زيادة على أنه طموح فإنه يمكن أن يجعل من هذه الرقعة الجغرافية الصغيرة جنة بإمكانها احتضان مونديال مختلف عن سابقيه.. الفرحة لم تكن عادية حيث خرج كل الشعب القطري بكل مكوناته من أجانب وقطريين وعرب ومسلمين وآسيويين إلى شوارع الدوحة وبالخصوص الكورنيش الذي ازدحم بعشرات الآلاف من السيارات وسط هتاف وحالة هستيرية لم يكن لها مثيل وعجزت في أحيان كثيرة قوات الأمن في السيطرة على الفرحة التي عمت كل أنحاء الدولة وسرت في جسد كل القطريين وقد تهاطلت التهاني من مختلف العواصم العربية على دولة قطر وتناقلت وسائل الإعلام القطرية كافة عبارات الود والتقدير الصادرة من مختلف الدول الشقيقة.. الآن تحقق الحلم وسيبدأ الجميع لتحويله إلى واقع ملموس ولا نبالغ إن قلنا أن عددا هاما من المشاريع المستقبلية قد بدات في الإنشاء حتى قبل الإعلان عن خبر استضافة قطر للمونديال مثل مدينة لوسيل التي ستكون واحدة من أرقى وأجمل مناطق الدنيا وأكثرها ابهارا وجمالا بالإضافة إلى الخطوط السيارة والملاعب الجديدة والفنادق والجسور البرية الجيدية بين قطر ودول الجوار وهو ما يعني ان هذه الدولة ستتغير تقريبا 360 درجة في 11 سنة فقط وبالتالي فإن الدوحة والمناطق المجاورة ستصبح في الأشهر المقبلة خلية نحل لا تهدأ وبالتالي فإن الفوائد الإقتصادية والمالية والإجتماعية والثقافية ستكون كبيرة للغاية على دولة قطر هذه الدولة الصغيرة في المساحة ولكنها أثبتت للعالم أنها كبيرة وكبيرة جدا بطموحها ورجالها.. الآن سيشمر الجميع على ساعد الجد وسينطلق العمل من أجل الإيفاء بالوعود التي قطعها كل القطريين على أنفسهم من أجل انشاء كل المنشآت الرياضية والبنية التحتية التي جاءت في الملف القطري الذي أبهر العالم بجماليته وروعته وحاز على الإعجاب وبالتالي على قدر أهل العزم كانت العزائم.. مبروك لقطر ومبروك للعرب ومبروك لكل انسان آمن بقدرات هذا الملف وسانده بقوة ليتحول الحلم إلى حقيقة.. شكرا لك قطر لانك رفعت راس كل الدول العربية.. شكرا لك قطر لأنك أثبتت للعالم أجمع من يكون الإنسان العربي ولعل هزم ملفات ثقيلة مثل الملف الأمريكي يعتبر خير دليل على أن ما قام به القطريون يدفعنا كعرب للفخر والسعادة.