كمال بن يونس تحدث السيد الباجي قائد السبسي الوزير الاول في كلمته أمام مئات من رجال الاعمال في ندوة المعهد العربي لرؤساء المؤسسات عن تحديات عديدة تواجه تونس من بينها " الفلتان الامني " و" الفلتان الاعلامي ".. وتوجه السيد الباجي قائد السبسي مرارا باسلوبه الطريف بملاحظات و"غمزات " و" انتقادات " للصحفيين الحاضرين في الندوة..مؤكدا عدم رضاه عن واقع الاعلام في تونس.. وهذا من حقه بل من واجبه.. ملاحظات الوزير الاول ذكرتنا بملاحظة مهمة جدا نسمعها في تونس منذ عقود.. وخاصة منذ بدء التجربة التعددية الصحفية الاولى في اواخر السبعينات..في عهد المغفور له الهادي نويرة ثم في تجربة الانفتاح الاولى في عهد المغفور له محمد مزالي.. نفس الملاحظة سمعناها طوال ال 23 عاما الماضية على لسان كبار المسؤولين في الدولة وفي المعارضة والنقابات والمجتمع المدني.. الجميع "ليس راضيا" عن الصحافة..في نفس الوقت فان غالبية ممثلي الدولة والمعارضة والاحزاب والنقابات ( في عهد بورقيبة ثم في عهد بن علي ) تقيم الدينا ولا تقعدها عندما تشملها انتقادات بعض المقالات المنشورة في الصحافة او البرامج الاذاعية والتلفزية.. كل طرف يريد "صحافة حرة " على ان "لا تقترب من خطوطه الحمراء ".. يريدون حرية تنتقد الاخرين فقط.. وما اورده السيد الباجي قائد السبسي عن الفلتان الامني والفلتان الاعلامي مهم جدا لانه اقرار رسمي بحقيقة مرة.. لكن ما هو الحل ؟ اليس من المفيد تنظيم حوارات حول الاعلام التونسي مع المهنيين اي مع الصحفيين والمختصين في الاعلام عوض الاكتفاء باتخاذ قرارات ارتجالية و"اصلاحات سطحية " تورطت فيها شخصيات من الحكومة السابقة دون ضمان بديل ؟ هل يمكن الغاء وزارة الاعلام ووكالة الاتصال الخارجي وتغيير مجموعة كبيرة من المشرفين على المؤسسات الاعلامية دون توفيرالبديل أي احداث آلية بديلة لتسهيل وصول الصحفيين والمؤسسات الاعلامية الى مصادر الخبر وتنظيم عملية توزيع الاعلانات العمومية دون ان يحتكرها اي طرف ؟ هل يمكن معالجة معضلة الفلتان الاعلامي وغالبية الصحفيين والصحفيات والخبراء في قطاع الاعلام (وبعضهم له حجم اقليمي ودولي ) يهمشون من قبل اداريين او سياسيين و" مناضيلن عقائديين " قد يتوفر فيهم عنصر حسن النية لكن تنقصهم الخبرة والفهم لابجديات العمل الصحفي وشروط تسيير المؤسسات الصحفية ؟