"أصوات" هو عنوان عمل مسرحي انتهى مؤخرا المخرج المنجي بن ابراهيم من كتابة نصه وهومستوحى، في موضوعه وخطابه، من راهن الأحداث والتحولات التي تمر بها بلادنا بعد ثورة 14 جانفي و يستعد حاليا للدخول في مرحلة الإعداد لتجسيده على الركح واختيار الأسماء التي ستجسد ادواره. "الصباح" التقت المنجي بن ابراهيم لتسليط الاضواء على هذا العمل فقال :» مثل ما كانت الثورة والتحولات التي عرفتها بلادنا ملهمة للشعوب للمطالبة بالحرية والديمقراطية وللحكومات لإعادة النظر في الشأن السياسي في بلدانها فقد شكلت ملهما للمبدعين في مختلف القطاعات الفنية والثقافية تبلورت في أعمال وفق أنماط اتفقت رغم الاختلاف في الأشكال- على كونها أعمالا تحتفي بالثورة كإنجاز تاريخي». واضاف: « عشت الثورة وأحداثها ككل تونسي بصفة مباشرة فتأثرت وتفاعلت مع كل ردهاتها، وعندما حاولت نقلها في عمل مسرحي طرحت عديد الأسئلة بحثا عن خطاب يستجيب لتطلعات التونسي وانتظاراته في هذه المرحلة. فقرأت عديد القصص والروايات علي أظفر بنص أو حكاية أو فكرة تكون قريبة من الواقع الذي تعيشه بلادنا فلم أجد احسن من خيار كتابة مسرحية تكون وليدة رؤية خاصة وإحساس حي عشته وتفاعلت معه بصدق، فكانت «أصوات» استجابة لنداء واجبي كفنان تجاه هذا الوطن ليكون انخراطي في المنظومة التأسيسية له على طريقتي.» مبينا أن هذه المسرحية تطرح مسائل واشكاليات اجتماعية وسياسية أملتها الأحداث التاريخية والمنعرج الحاسم والهام الذي عرفته بلادنا وألقت بثقلها على حياة كل تونسي من مختلف الشرائح العمرية والاجتماعية لتتعداها وتؤثر على مجتمعات وشعوب وبلدان أخرى. وفيما يتعلق بتجسيد هذا العمل أكد أنه لم يحسم بعد في مسألة اختيار الأسماء التي ستمثل في هذه المسرحية موضحا أنه من المنتظر أن تلتحق أسماء جديدة بنظيرتها في فرقة» المسرح اليومي» لتنفيذ هذا العمل. من جهة أخرى اعترف منجي بن براهيم أنه أصبح أكثر إصرارا على التزامه بشروط الخلق والإبداع والتفكير الفني الحر الذي يحترم توق المتلقي إلى مسرح يقوم على لغة مسرحية صرفة دون السقوط في المباشراتية أو الشعاراتية والابتعاد عن اللغة الخشبية. لذلك اشترط أنه لا يجب توظيف أو استعمال مصطلح «ثورة» بشكل مجتر معتبرا أن هذه الكلمة قابلة لتأخذ بعدا ومعنى رمزيا في التاريخ وذلك بمراعاة هذا الجانب في استعمالاتها المختلفة نظرا لقيمة هذا المنجز الذي ساهمت بعض الأعمال والتناول له في الاستنقاص من قيمته وشأنه. وأوعز ذلك إلى اعتبار الفن الرابع كان دائما متحولا ومتغيرا فكانت الثورة والتحولات في صلب الرؤية المسرحية. كما أفاد هذا المسرحي أن فرقة «المسرح اليومي» تستأنف نشاطها خلال هذه الفترة بمواصلة عرض مسرحية» برج الماعز» التي أخرجها المنجي بن براهيم ويجسدها على الركح كل من حليمة داود وريم عبروق والبحري الرحالي ..وذلك بإجراء سلسلة من العروض داخل جهات عديدة بالجمهورية لعل آخرها عرض أمس الأول بتوزر وقبله في قرمبالية في انتظار مواعيد أخرى أقربها بالقيروان الأسبوع القادم.