بعد استقالته من حزب "الوطن" طلق أحمد فريعة العمل الحزبي وأكد في حديث ل "الأسبوعي" أنه لم يعد مستعدا للحديث عن الماضي وكل ما يشغله الآن البحث العلمي معتبرا أنه قد أضاع الوقت خلال الفترة الماضية وانصرف الى مجالات بعيدة عن المجال العلمي مما عطل مواصلته لبحث هام كان ينكب على انجازه وها انه باستقالته من حزب الوطن، يطوي الصفحة ويعود للمجال الذي يمكنه أن يتنفس فيه الحرية. أحمد فريعة لم يعد يهتم بالشأن الحزبي ولا أيضا يرغب في العودة الى الماضي إلا أن ذلك لم يمنعنا من القاء بعض الأسئلة التي ظلت تبحث عن اجابة لفك الغموض ورغم اعتذاره عن اجراء حوارات مطولة مستقبلا فقد قبل على مضض توضيح هذه الاستفهامات ومنها مكالماته مع بعض أحزاب المعارضة يوم 14 جانفي فكان الحديث التّالي الذي أكد فيه أنه لم يتشبّث بالمناصب طوال مسيرته ولم يكن يبتغي شيئا، وهو رجل علم ولا يهمه شيئا إن عاش على «زميطة» جرجيس.. ماذا بعد استقالتك من حزب «الوطن» وكيف ترى تبريرات محمد جغام؟ استقلت وانتهى، لم أعد أرغب في الحديث عن هذا الموضوع فقد قمت بواجبي أريد الاهتمام بالشأن العلمي والعودة الى البحوث والمعرفة وقد أوقفت كل نشاط حزبي وكفى.. لو تصارحنا، هل اتصلت فعلا ببعض أحزاب المعارضة لتهدئة الوضع يوم 14 جانفي وحذّرت من «القناصة»؟ لا لم أتحدّث قط عن «القناصة» ولا أعرف إن كانوا موجودين أم لا؟ كل ما فعلته أنني اتصلت ببعض الأمناء العامين للأحزاب وطلبت منهم حماية ذاك اليوم التاريخي،، فعندما تمّت محاصرة وزارة الداخلية كنا نخشى بعض التجاوزات التي قد تؤدّي الى ما لا يحمد عقباه وقد استجاب من اتصلت بهم لمزيد تأطير الثورة العارمة الى حدود اللحظات الأخيرة حيث انفلتت الأمور عن الجميع.. كيف عدت للعمل في نظام بن علي وهو الذي سبق له أن أقالك من وزارة تكنولوجيات الاتصال؟ عملت بصدق وبكل روح وطنية وكرجل علم كنت أسعى لخدمة بلادي وعندما عارضت في بعض المسائل وخاصّة ما يتعلق منها بالصفقات، وقعت اقالتي لكنه بعد عدّة سنوات عاد لي وقال لي بأنه سيقوم باصلاحات وحملة تنظيف ومن منطلق حبي للبلاد قبلت المهمّة لكنني لم أسع يوما وراء المناصب بل تضرّرت من العمل في النظام السابق لأني أضعت ملتقيات دولية علمية ورغم ذلك لا أطالب بشيء وبمقدوري العيش «بزميطة» جرجيس. وزير داخلية لأيام معدودة.. كيف كان موقفك؟ حتى التسمية لم تصدر ولم أتقاض أجرا ونقص وزني خلال هذه الأيام المعدودة 5 كيلوغرامات وأصبت بارهاق شديد وقد كنت نويت الرحيل لو بقي الرئيس السابق ولم يقم بالاصلاحات التي تحدّث عنها.. كما أنه خلال تشكيل الحكومة الثانية بعد 14 جانفي طالبت بالانسحاب لكن طلب مني البقاء وكالعادة لا أملك غير تلبية نداء الواجب. كيف هرب بن علي وعائلته ومتى علمتم بذلك؟ سمعت بالأمر مثلي مثل غيري فالرئيس السابق لا يستشير وزارة الداخلية أيام كنت هناك اذ له أمنه الخاص وطائرته ومطاره.. بالاضافة الى ذلك لا يعنيني هذا الأمر لأني جئت من أجل سن اصلاحات وبدأت بمنشور وقف استعمال الذخيرة الحيّة، واذا وجدت بعض التجاوزات ستكشف التحقيقات عن ذلك ما عدا ذلك فقد طويت هذه الصفحة ولنترك كل الأمور تأخذ مجراها والتاريخ وحده سيحكم على كل واحد منا وسيكون خير شاهد على ما تم انجازه. حاوره: عبد الوهاب الحاج علي