من غير المقبول أن تظل تونس مزبلة «المتوسط» في المجال السياحي يعتقد مهدى حواص وزير السياحة والتجارة في الحكومة المؤقتة الحالية أن تونس قادرة أن تكون "سويسرا المتوسط" و"سنغفورة إفريقيا". وهو ما ضمنه في خارطة طريق أعدها حول القطاع السياحي والتجاري والصناعات التقليدية وعرضها مؤخرا على الوزير الأول لتعرض لاحقا على الحكومة المقبلة. ونفى مهدي حواص في حديث ل"الصباح" أن تكون خارطة الطريق هذه تمهيدا لضمان مكان له في الحكومة المقبلة سيما في ظل تردد أنباء عن بقاء بعض الوجوه من الحكومة المؤقتة الحالية مؤكدا أن أمر بقائه غير مطروح بالمرة لكنه أشار في المقابل إلى أن تقلده للمسؤولية خلال الفترة الماضية يؤهله لتقديم تصور بشأن قطاعات مهمة في الإقتصاد التونسي قادرة على تأهيل تونس لتحقق إقلاعها ونجاحها إقتصاديا على غرار ما تحققه حاليا على المستوى السياسي. ويستند في تصوره لمكانة تونس المستقبلية على شاكلة سويسرا أو سنغفورة -التي تبدو متفائلة إلى أبعد الحدود-إلى جملة من المؤهلات الجغرافية(القرب والعلاقة مع أوروبا والانتماء إلى المتوسط وإفريقيا) والبشرية(ممثلة في قدرات الشباب التونسي للنجاح في اقتصاد الذكاء وتطوير مجال الخدمات) وكلها حوافز تجعل تونس البلد الإفريقي الوحيد القادر على السير حذو دول طورت قدراتها واحتلت مكانة هامة في محيطها الإقليمي.
سياحة ذات مردود
ففي المجال السياحي يرى مهدى حواص أنه من غير المنطقي أن تظل تونس "مزبلة المتوسط " لأن مؤهلاتها المذكورة آنفا تفرض مكانة أرفع وأكبر للسياحة في الإقتصاد الوطني. وتقدم خارطة الطريق المعروضة على الحكومة المقبلة جملة تصورات في المجال السياحي لتحسين مردود السياحة التونسية وبلوغ 10 ملايين سائح و8 ملايين دينار عائدات في غضون 2016. وتتمحور النقاط المقترحة أساسا حول الرفع من نوعية السياحة الشاطئية واستنباط أنماط سياحية جديدة كسياحة نهاية الأسبوع المطولة تستفيد فيها تونس من قربها من أوربا وتؤمن نوعية أرقى من السياح. وتتطلب هذه الأنماط السياحية الجديدة تطوير وتنويع المنتوج (سياحة إيكولوجية وسياحة ثقافية وسياحة استشفائية ومنتوج صحراوي على مستوى عال). تقترح أيضا خارطة الطريق إحداث منتوجات سياحية جديدة على غرار ما توفره "لاس فيقاس" بالتوازي مع تطوير سياحة القولف وسياحة الموانئ البحرية ويعتبر مهدى حواص ذلك قادرا على جلب نوعية راقية من السياح.
قرارات مطلوبة
تتضمن المقترحات أيضا الدعوة إلى إتخاذ قرارات جريئة مثل إيقاف نشاط الفنادق التي تجاوزها الزمن وأصبحت عبئا على القطاع مع الإسراع بتفعيل إجراء السموات المفتوحة. هذا بالإضافة إلى العمل على تطوير أصناف أخرى من الإقامات السياحية وتعميمها على الجهات الداخلية كالإقامات الريفية ودور الضيافة... والإسراع بمضاعفة ميزانية الترويج السياحي 3 مرات على الأقل مع تطوير طرق وتصورات التسويق والترويج...