حالة من اللااستقرار تشهدها مختلف مناطق الجمهورية مع تصاعد وتيرة الاحتجاجات والحركات الاحتجاجية من الشمال الى الجنوب لانعدام الاستقرار السياسي والاجتماعي، الاعتصامات والاضرابات القت بضلالها على المرافق العمومية والخاصة وساهمت في غلق عديد المؤسسات وتراجع مستويات الإنتاج في بعض الجهات. ففي جهة قفصة وجه ممثلو نقابات شركة فسفاط قفصة والمجمع الكيميائي التونسي يوم أمس دعوة الى الحكومة الحالية من أجل التدخل العاجل لايجاد الحلول الكفيلة بمعالجة الوضع الراهن في جهة قفصة ووضع حد للاعتصامات التي تسببت في شلل تام لنشاط المنشآت والوحدات الصناعية الراجعة بالنظر الى المجمع والشركة. وخلال لقاء جمع السيد الباجي القائد السبسي الوزير الأول بممثلي نقابات شركة فسفاط قفصة والمجمع الكيميائي التونسي تم التأكيد على خطورة الوضع الراهن بجهات قفصة وقابس وصفاقس نتيجة التوقف الكلي لنشاط الوحدات الصناعية بسبب الاعتصامات المتتالية أمام مقرات المجمع الكيميائي وشركة فسفاط قفصة، كما تمت دعوة جميع الأطراف الى التحلي بروح المسؤولية والتعقل لتحقيق ما هو أفضل للبلاد في ظل خصوصيات المرحلة الراهنة. من جهة أخرى عاود أمس محتجون تركيز خيامهم امام مقر ولاية قفصة وبمحطة النقل الحديدي بمدينة القصر وذلك بعد ان قامت أول أمس قوات الامن الداخلي بفك اعتصاماتهم استجابة لشكاوى مواطنين وموظفين، لما تخلفه هذه الاعتصامات من تعطيل للسير العادي لعمل عديد المرافق والادارات والمنشآت بالجهة". وأدت عملية فك الاعتصامات الاحتجاجية بمدينتي قفصة والقصر الى مواجهات بين مجموعات من الشباب وقوات الامن الداخلي رغم قرار منع الجولان الليلي منذ حوالي أسبوعين بكامل الجهة.
معمل الخميرة يستأنف نشاطه
أما في جهة جندوبة وبعد الاعتصام الذي دام اسبوعا استأنف معمل الريان للخميرة ببن بشير من ولاية جندوبة نشاطه بعد أن تم فك الاعتصام أول أمس الذى قامت به مجموعة من طالبي الشغل ولتحسين الظروف الاجتماعية لبعض العملة. وشهد مقر ولاية سليانة صباح أمس وقفة احتجاجية لعمال الحضائر والآليين والوقتيين قصد تسوية وضعيتهم المهنية وطالب المحتجون السلط الجهوية بتسوية وتحسين الوضعيات الاجتماعية. وبعد توقف لمدة ثلاثة أيام بسبب الاحتجاجات والمطالب الاجتماعية استؤنفت حركة العبور بالبوابة الحدودية بساقية سيدى يوسف التابعة لولاية الكاف بعد فك الاعتصام بعد ان قام المحتجون العاطلون عن العمل بايقاف المنفذ الحدودي بين تونس والجزائر احتجاجا على وضعياتهم الاجتماعية الصعبة.
اضطراب حركة المرور
وأغلق متساكنو منطقة نوال التابعة لمعتمدية قرمبالية أول أمس الطريق الرئيسي الرابط بين تونسقرمبالية وهو ما تسبب في اضطراب في حركة المرور بعد احتجاج أهالي الجهة على تجاهل وتهميش منطقتهم من طرف السلط الجهوية. كما دخل أول أمس أعوان الصحة الأساسية العاملون بالعيادات الخارجية بالمستشفى الجهوي بمدينة قصر هلال في إضراب بيوم واحد احتجاجا على الاعتداء اللفظي والجسدي الذي تعرضت له الاطارات شبه الطبية من طرف المواطنين. وفي القيروان تجمع أول أمس مئات العمال التابعين للمعمل الكوري لصنع وتصدير الكوابل والأسلاك الكهربائية أمام مقر ولاية القيروان في وقفة احتجاجية على خلفية التفويت في المؤسسة بالبيع بسبب تراجع الإنتاج وعدم قدرة المؤسسة الالتزام بتعهداتها المادية للعاملين. أما في قبلي فقد دخل أعوان الشؤون الاجتماعية بقبلي في اعتصام مفتوح منذ يومين الى حين الاستجابة لمطالبهم المشروعة والمتمثلة في تسوية وضعية الاعوان الوقتيين والمتعاقدين. وتواصل الاضراب المفتوح عن العمل لأعوان واطارات الشؤون الاجتماعية بتطاوين منذ الاربعاء الفارط وذلك الى حين تلبية مطالبهم والمتمثلة خاصة في الموافقة على قانون أساسي لموظفي الخدمة الاجتماعية اضافة الى توفير الحماية اللازمة للأعوان و تمكينهم من المنحة الخصوصية وتسوية وضعية الأعوان المتعاقدين. وفي سيدي بوزيد ندد أهالي سوق الجديد أمام مقر الولاية بسياسة التهميش طيلة السنوات الماضية وطالبوا بتحسين وضعياتهم الاجتماعية.