- اعتبر نزار السيد الباحث المصري في مركز دراسات الشرق الأوسط التابع لجامعة كاليفورنيا، في حوارنا معه، أنّ الاضطرابات التي تشهدها مصر في الظاهر تفيد الإسلاميين والمجلس الأعلى للقوات المسلحة على حد السواء. وأوضح أنّ الإخوان المسلمين يملكون نفوذا كبيرا داخل المؤسسة العسكرية، مضيفا أنّ مصر ستفرز نظاما يقع في الوسط بين النموذجين التركي والإيراني.. * هل تؤيد ما ذهب إليه مراقبون من وجود صراع خفي على السلطة بين الأحزاب الإسلامية والعسكر؟ في الحقيقة إنّ صعود الأحزاب الإسلامية في مصر دليل على توافق شعبي، فمن اقترعوا خلال المرحلة الأولى هم من اختاروا الأحزاب ذات التوجه الإسلامي ، أما تصريحات المجلس الأعلى للقوات المسلحة التي قال فيها ان فوز الإسلاميين في مصر في المرحلة الأولى من الانتخابات التشريعية لا يعكس توافقا وطنيا فإنّها تعكس فقط رغبة العسكر في البقاء على الساحة السياسية ولعب دور واضح فيها.. ولا بد أن نشير إلى أن العلاقات بين الأحزاب الإسلامية والجيش ليست علاقات عدائية، لكنّهما يستفيدان بنفس الشكل من الصراع الظاهر.. *وماذا عن التقارير التي تتحدث عن اتفاق بين الجيش والإسلاميين على تقاسم السلطة؟ لقد تسلل الإخوان المسلمون منذ سنوات إلى صفوف الجيش المصري، بما في ذلك المجلس الأعلى للقوات المسلحة. وقد أصبح ذلك واضحا عندما فوضت صياغة استفتاء مارس التي وافق عليها الناخبون للباحثين القانونيين والمحلفين الإسلاميين. وكان ذلك أول تحرك لضمان نقل السلطة في وقت لاحق إلى الإسلاميين، على أساس أنّهم لن يمسوا من امتيازات المجلس الأعلى للقوات المسلحة الذي يمتلك أصولا كبرى تشكل ما لا يقل عن 15 بالمائة من الاقتصاد المصري برمته. *يعتزم العسكر تشكيل هيئة استشارية مستقلة للإشراف على عملية كتابة الدستور، هل يعني ذلك أنّ الجيش يبحث عن ضمانات حقيقة للمساهمة في السلطة؟ لا، إنّ مثل هذه الخطوات التي يعمد المجلس العسكري إلى تبنيها هي مجرد أداة تمكنه من إعطاء انطباع ايجابي للأحزاب العلمانية، ليوحي لهم بأنّ العسكر إلى جانبهم.. إنّ الجيش يحاول كسب كل الأطراف لصالحه حتى يضمن حظوظا أوفر في المرحلة القادمة.. *سجلت مصر صعود أحزاب سلفية في المرحلة الأولى من الانتخابات التشريعية، كيف ترى دورهم في المرحلة المقبلة؟ يمكن أن يكونوا طرفا في حكومة وحدة وطنية، وهذا سيفرض على الدول الغربية التعامل معهم.. وباعتقادي سيجلب السلفيون تغييرات للحياة الاجتماعية المصرية لكن دورهم سيكون محدودا فيما يتعلق بالشؤون الخارجية.. *هناك حديث عن سيناريو جزائري يتكرر في مصر، كيف تعلق على ذلك؟ هذا أمر مستبعد تماما، فالجيش هم أصلا من يديرون شؤون البلاد اليوم، كما أنّ الإسلاميين يعتمدون سياسة مرنة.. أرجح أن تفرز مصر في المرحلة القادمة نظاما يقع في الوسط بين النموذج التركي والنموذج الإيراني ولا ندري إلى أي النموذجين ستميل.. فالاحتمالات مازالت متعددة..