استبعد مايكل إيلمان المختص في أنظمة الدفاع الصاروخي والتعاون الأمني الإقليمي في المعهد الدولي للدراسات الإستراتيجية في لندن أن يكون بإمكان طهران غلق مضيق هرمز مثلما تهدد. كما أكد أنّ أقصى ما يمكن أن تحققه البحرية الإيرانية هو إلحاق أضرار بحركة السفن التجارية عبر الممر المائي، إلا أنّه أشار إلى أنّ مثل هذه الخطوات قد تؤدي إلى ذعر في كامل أنحاء العالم، إلى جانب ارتفاع أسعار النفط والبضائع التي تمر عبر المضيق. هل بإمكان إيران من الناحية العملية غلق مضيق هرمز؟ لا تملك إيران القوة العسكرية الكافية لغلق مضيق هرمز بشكل كامل، لكن إن قررت أن تتخذ خطوة في هذا الاتجاه فإنّ أكثر ما تستطيع فعله هو أن تتسبب في اضطراب تدفق النفط والبضائع الأخرى عبر التحرش بالسفن من خلال أسطول القوارب الصغيرة الذي تمتلكه أو إطلاق ألغام بحرية في الممرات الرئيسية لحركة المرور أو إطلاق الصواريخ المضادة للسفن البحرية والسفن التجارية. برأيك، ماذا يمكن أن تحققه إيران من خلال هذه التهديدات؟ تهدف إيران عبر هذه التهديدات إلى إقناع المجموعة الدولية بالتصويت ضد العقوبات التي تسلّط على صادراتها النفطية، خاصة بعد أنّ توصل مسؤولون أوروبيون إلى اتفاق يحظر توريد النفط الإيراني إلى الاتحاد الأوروبي. ورغم أنّ طهران تؤكد أنّ هذه العقوبات لن تؤثر في نفطها وأنّها اتخذت الإجراءات اللازمة لتفادي أي تأثير سلبي لمثل هذه العقوبات في اقتصادها، فإنّها تحاول استخدام مضيق هرمز كورقة ضغط ضدّ الدول الغربية مذكرة إياهم أنّ بإمكانها تهديد مصالحهم الاقتصادية ومنع تدفق النفط. ونحن ندرك جيدا أنّ ضمان استمرار تدفق النفط يعد أحد أهم مصالح الولاياتالمتحدة الإستراتيجية في الشرق الأوسط. ولا أعتقد أنّ إيران ستعمد فعلا إلى غلق المضيق، وإنّما ستواصل التلويح بذلك في محاولة للضغط على الحكومات العربية على الجانب الغربي من الخليج، فهي تدرك جيدا أنّ رد فعل الولاياتالمتحدة سيكون عنيفا جدا إذا ما اتخذت مثل هذه الخطوة. ما هي تبعات العمل على غلق المضيق أو تعطيل حركة السفن التجارية؟ يمكن أن تؤدي تهديدات إيران بغلق مضيق هرمز إذا ما تبعه تحرك فعلي للبحرية الإيرانية أو إطلاق النار على السفن التجارية العابرة للممر البحري إلى ذعر في كامل أنحاء العالم وارتفاع كبير في أسعار النفط والبضائع الأخرى. وحتى إن بقي بإمكان السفن التجارية عبور المضيق دون أن تتضرر قد تفرض عليها رسوم تأمين مرتفعة للحماية من أية هجمات عدائية إيرانية. وهذا ما من شأنه أن يؤدي إلى الترفيع في أسعار البضائع والسلع التي تعبر المضيق لتغطية هذه المصاريف الإضافية. كيف ستتعامل الولاياتالمتحدة والدول الغربية مع إقدام طهران على تهديد مصالحها الحيوية في الممر؟ إذا اتخذت إيران أية خطوة فعلية في اتجاه غلق المضيق يمكن للولايات المتحدة وغيرها من القوات البحرية التي تحرس المنطقة الحد من تأثير الكثير من الأسلحة الإيرانية التي ستعتمدها لغلق الممر البحري، وخصوصا البرية المضادة للسفن ووحدات إطلاق النار، للحد من الأضرار الفعلية التي يمكن أن تلحق بالسفن في المضيق. كما يمكن للولايات المتحدة والدول الأخرى التي تستخدم هذا الممر المائي أن تتصدى لأية حركة إيرانية من خلال الحد من الضرر الذي يمكن أن تسببه الهجمات الإيرانية على السفن العابرة منه، وضمان قدرة أغلب السفن على عبوره دون التعرض إلى ضرر كبير. أمّا الاحتمال الأخير فهو أن تستفزّ الخطوة الإيرانيةالولاياتالمتحدة وتدفعها إلى شنّ هجوم عسكري ضدّ الحكومة الإيرانية أو توجيه ضربة ضد إيران. وفي الحقيقة لا ترغب الولاياتالمتحدة في شنّ حرب ضدّ طهران، ولكنّ دور الولايات المتّحدة الأول هو حماية الممرات المائية التي تعد شريانا حيويا للتجارة العالمية والتجارة الحرة عبر البحار. فأي طرف يعطل أو يتخذ إجراءات لكبح التدفق الحر للسلع يمثل خطرا حقيقيا على مصالح الولاياتالمتحدةالأمريكية ودول العالم وقد يدفع ذلك واشنطن للتدخل وضرب إيران.