مضت على "مبادرة" مصطفى بن جعفر رئيس المجلس الوطني التأسيسي ثلاثة أسابيع تقريبا التي طرح فيها خارطة طريق تضبط عمل المجلس التأسيسي في الفترة القادمة بعد أن قيّم عمل اللّجان خلال الأشهر الماضية. وكانت الآراء متباينة حول "خارطة الرئيس" حيث رآها البعض على انها مزايدة سياسية فيما اعتبرها جزء آخر رسالة تطمينية وخطوة جيدة ذكر فيها بن جعفر بالالتزام الذي قطع للشعب على ان يتم صياغة دستور جديد للبلاد في ظرف سنة واحدة. يذكر ان بن جعفر قال في كلمة اختتم بها احدى الجلسات العامة والتي عرض فيها روزنامة العمل "ان من باب المسؤولية ان نضع روزنامة لأشغالنا حتى لا نترك اي مجال للتشكيك في التزاماتنا، وان قوانين الهيئات تحتاج الى الدخول في الانجاز في اقرب وقت ممكن مع نهاية شهر جوان الجاري". والمتابع للوضع داخل المجلس التأسيسي في الفترة الأخيرة يلاحظ ان التجاذبات السياسية نالت من هيبة هذه المؤسسة الشرعية، كما أخذت المواقف السياسية الحظّ الأوفر من وقت العديد من النواب ان لم نقل جلّهم. مقترح شخصي .. وحول خارطة الطريق التي طرحها رئيس المجلس التأسيسي تباينت المواقف واختلفت الرؤى فمنهم من استبعد تحقيقها في الوقت الراهن. وفي هذا السياق اعتبر عبد العزيز القطّي نائب عن كتلة الوفاء لتونس ان مقترح بن جعفر فردي ولم يقم بالرجوع الى نواب المجلس التأسيسي السلطة العليا والأصلية. اما بالنسبة لروزنامة العمل التي اقترحها بن جعفر قال القطي، انه ووفقا لنسق عمل اللجان داخل المجلس التاسيسي، من المستحيل التمكن من مناقشة مشاريع قوانين الهيئات في اجل اقصاه جوان الجاري. وعن صياغة الدستور اكد المتحدث على حرص جميع النواب على اتمام هذه المهمة التي وصفها بالتاريخية في اقرب الاجال. استبعاد.. وقال النائب حسن الرضواني عن كتلة الحرية ز يستشر النواب، زيادة على ان روزنامة العمل داخل المجلس واضحة المعالم منذ البداية وأولها كان التنظيم المؤقت للسلط العمومية والتصويت على الميزانية الأصلية والتكميلية، وسيكون الأمر كذلك خلال مناقشة مشاريع قوانين الهيئات التي ذكر بها بن جعفر. واستبعد الرضواني الانتهاء من صياغة الدستور في جوان الجاري قائلا لن تكون هناك انتخابات قبل افريل 2013 بعد المصادقة على الهيئة المستقلة للانتخابات، لأنها تحتاج هذه الهيئة الى ستة أشهر لتنظيم العملية الانتخابيةب. إرباك فيما استغرب النائب طارق العبيدي عن كتلة المؤتمر ان يكون تطبيق خارطة طريق بن جعفر مستحيلا مضيفا «ان ما عرضه بن جعفر ليس روزنامة بل هو جدول عمل المجلس وهو رأي مكتبه ويعلم جيدا مشاريع القوانين التي عرضت على المجلس سواء من طرف الحكومة او من النواب. واعتبر العبيدي ان المهمة البديهية للمجلس في حال عرضت عليه مشاريع قوانين ان يتعهد بالنظر فيها. ونفى وجود تهاون او تعطيل او عدم وعي بالمهمة التي أوكلت لنواب الشعب ولكنه لاحظ قائلا :» تم تصدير التشويش على الحكومة وإرباكها الى المجلس التأسيسي بغاية إرباك عمله ونفس الأطراف التي تحاول جاهدة افشال عمل الحكومة وقد انتهت محاولاتها وقامت بتصدير التشويش الى المجلس التأسيسي بدليل أن الخطاب الذي يروّجون اليه فيه اتهام لأعضاء المجلس بالتقصير تجاه جهاتهم بعد ان كان هذا الاتهام موجها منذ ايام الى اعضاء الحكومة.» حرص على الإنتهاء من الدستور من جانبه راى نائب حركة النهضة وليد البناني ان الجميع صلب المجلس حريصون على ان لا يتم التمديد في المدة المخصصة لصياغة الدستور مضيفا «نحن في حركة النهضة سنسعى الى الانتهاء من صياغة الدستور حتى قبل 23 اكتوبر المقبل التاريخ الذي صرح به رئيس المجلس التأسيسي، كما سنسعى الى ان لا يؤثر نسق التسريع على محتوى الدستور». وفي سياق حديثه استبعد البناني ان يتم الانتهاء من مناقشة جميع مشاريع القوانين الخاصة باحداث هيئة الانتخابات وهيئة الاعلام والقضاة والخبراء وقانو ن العدالة الانتقالية وقانون الانتخاب في الوقت الذي ذكره بن جعفر في روزنامة المجلس اي بانتهاء جوان الجاري.